المغرب الفاسي.. الأزمة قدر النمور المكتوب مسؤولو الماص.. وفرنا للمدرب ما لم يتاح لغيره سارت رحلة المدرب رشيد الطاوسي رفقة فريق المغرب الفاسي نحو النهاية كما كان متوقعا، بعد أن تأزمت العلاقة بين الطرفين بعد مواجهة فريق الرجاء البيضاوي لتأتي الهزيمة الأخيرة قبل أيام أمام مولودية وجدة لتضع الجميع أمام لحظة الحقيقة لاتخاذ قرار ما لإصلاح الأوضاع وهو الطلاق النهائي. هذا القرار اتخذ صباح الثلاثاء بإعلان الانفصال بين المدرب رشيد الطاوسي والمغرب الفاسي هذا الانفصال الثالث في تاريخ علاقة الطرفين بعد عامي 2008 و 20012. مشروع لمدة ثلاث سنوات بعد نهاية الموسم الماضي وضمان فريق المغرب الفاسي البقاء في البطولة الاحترافية قدم المدرب رشيد الطاوسي مشروعه الجديد للمكتب المسير الذي يتمحور حول تشكيل فريق تنافسي قادر على حصد الألقاب خلال موسمين أو ثلاثة على الأكثر مع تحديد هدف الوصول للمقابلة النهائية لمسابقة كأس العرش واحتلال مركز ضمن الخمسة الأوائل خلال الموسم الحالي. الطاوسي طالب بضرورة توفير الظروف المناسبة من أجل إنجاح هذا المشروع الذي حظي بإجماع أعضاء المكتب واشترط منحه صلاحية الإنتدابات و الموافقة على برنامجه الإستعدادي من أجل الخروج بأفضل النتائج. صلاحية الانتدابات طالب مدرب الفريق رشيد الطاوسي بإعطائه الصلاحية الكاملة لإجراء الانتدابات وهو ما وافقت عليه إدارة الفريق لإنجاح مشروع الطاوسي حيث تم انتداب 11 لاعبا تم التخلي عن اثنين منهما فيما بعد هما، سعد الغرباوي ويونس الذيب بينما تم التخلي عن 7 لاعبين منهم من كان قد قدم موسما جيدا كالعزيزي والمالكي، إلا أنهم خرجوا من حسابات الطاوسي ليتم التخلي عنهم في حين، لتتوصل الإدارة إلى اتفاق مع ثلاثة آخرين، طالب الطاوسي بإبعادهم وهم (شعيب خضير عبد الرحيم بنكجان والمهدي بلعروصي). عسل الإستعدادات لم يسبق لفريق المغرب الفاسي أن قام باستعدادات مثالية كما كان الأمر قبل بداية هذا الموسم، حيث أشاد الطاوسي كثيرا بما قدمته إدارة الفريق من ظروف مناسبة للعمل كما أكد الطاوسي أن فترة الاستعداد الجيدة ستعطي أفضل النتائج للفريق خلال المنافسات الرسمية وهو ما لم يتحقق. الإستعدادات وأماكنها كانت باقتراح من المدرب رشيد الطاوسي الذي إصطحب 25 لاعبا إلى مدينة مورسيا الإسبانية و 30 لاعبا إلى مدينة إيفران في معسكر إستمر لمدة 15 يوما. كأس العرش أفقدت التوازن دون شك كان المدرب رشيد الطاوسي يراهن بشكل كبير على الوصول إلى المقابلة النهائية لمسابقة كأس العرش، حيث كان يرى أن 8 مواجهات فقط كفيلة بوضع المغرب الفاسي على سكة الألقاب بعكس البطولة الاحترافية التي كان يرى أن الوقت كفيل بتعويض النقاط المفقودة فيها بعد الإنتهاء من مسار كأس العرش. مسار الطاوسي والماص كان يسير على أحسن ما يرام بعد انتزاع التأهل إلى دور الربع من خارج مدينة فاس وتقديم مقابلة قوية أمام الرجاء البيضاوي في الدارالبيضاء، إلا أن الإقصاء من مسابقة كأس العرش إيابا في مدينة فاس جعل العلاقة بين الماص والطاوسي تعود إلى نقطة الصفر، وسط توتر كبير موازي كان في العلاقة بين الطاوسي وجماهير المغرب الفاسي، جعل الطاوسي يهدد بتقديم الإستقالة التي تراجع عنها فيما بعد. أداء سيء بعد الإقصاء من مسابقة كأس العرش كان الفريق على موعد مع مواجهتين مهمتين أمام الكوكب المراكشي ومولودية وجدة، إلا أن أداء الفريق في المواجهتين كان باهتا حيث نجا بأعجوبة من هزيمة قاسية أمام الكوكب المراكشي وتعرض لهزيمة مستحقة أمام مولودية وجدة، وهي المقابلة التي أدرك بعدها الجميع أن حبل الود قد انتهى بين الماص والطاوسي، سيما وأن الأداء كان متوسطا ودون مستوى التطلعات. الإدارة تهاجم الطوسي بعد نهاية لقاء المغرب الفاسي ومولودية وجدة دخل المدرب رشيد الطاوسي في عصبية كبيرة، حيث انتقد عدم حديث أي من أعضاء المكتب المسير للفريق مع اللاعبين بعد نهاية اللقاء مكررا مرة أخرى، أنه لم يكن له البقاء في مثل هاته الظروف. الطاوسي تحدث إلى اللاعبين بتأثر داخل مستودع الملابس دون أن ينسى أن يضع برنامجا تدريبيا للأيام القادمة، رغم إدراكه انه أصبح قريبا من مغادرة الفريق. هذا الموقف إستنكره عدد من أعضاء المكتب المسير، إذ تحدث به المدرب رشيد الطاوسي عن وجود أزمة مالية كبيرة يعاني منها الفريق وعن وجود أخطاء لدى إدارة الفريق منعته من إجراء حصة تدريبية قبل مواجهة مولودية وجدة. مصدر في المكتب المسير للفريق أكد أن الإمكانيات المالية التي وضعت تحت تصرف المدرب رشيد الطاوسي لم يسبق أن منحت لأي مدرب حيث عملت إدارة الفريق على توفير الظروف لإنجاح مشروعه، إلا أن النتيجة كانت الإقصاء من ربع نهائي مسابقة كاس العرش و حصد نقطتين في البطولة الإحترافية. البديل سيكون أجنبيا إدارة الماص إستغلت فترة توقف البطولة الإحترافية من أجل وضع النقاط على الحروف وحسم مسألة الإستقرار الفني للفريق، حيث عقد رئيس الفريق إجتماعا مطولا مع المدرب رشيد الطاوسي، تم خلاله الإتفاق على فسخ العقد بالتراضي بين الطرفين، لتنتهي بذلك علاقة الطاوسي مع فريق صنع رفقته نجاحه، من حسن حظ فريق المغرب الفاسي أن البطولة ستتوقف لفترة أسبوعين، قبل أن تستأنف بداية الشهر القادم مما سيعطي إدارة الفريق الوقت اللازم من أجل البحث عن مدرب جديد لقيادة النمور، مع الإشارة إلى إمكانية أن يشرف مساعد المدرب شكيب الجيار على قيادة الفريق لبعض اللقاءات ما يجعل مساحة الوقت كبيرة أمام المكتب المسير لاختيار المدرب المناسب القادر على إعادة الفريق إلى المكان الآمن. وعلى الرغم من ورود أسماء عديدة مرشحة لتدريب المغرب الفاسي كطارق السكتيوي ومحمد الأشهبي وعبد الرحيم طالب، إلا أن مصادر موثوقة أكدت أن إدارة الماص تفضل الإستعانة بمدرب أجنبي لديه خبرة في قيادة الفرق المغربية لإكمال الموسم رفقة الماص. المفاوضات مع هذا المدرب إنطلقت في أفق التعاقد معه خلال الأيام القادمة. حصيلة الطوسي سلبية بنهاية لقاء مولودية وجدة يكون المدرب رشيد الطاوسي قد قاد فريق المغرب الفاسي في 135 مواجهة على صعيد جميع المسابقات منها 93 مواجهة في البطولة الإحترافية منذ 8فبراير 2008 عندما قاد الفريق لأول مرة في تاريخه أمام الدفاع الحسني الجديدي. خلال مسيرة الطاوسي إنتصر فريق المغرب الفاسي في 62 لقاء وتعادل في 37 وانهزم في 36 سجل المغرب الفاسي 164 هدفا وسجل عليه 115 هدفا، وهو ما يعني أنها حصيلة سلبية ودون مستوى الإنتظارات.