إنجاز رياضي عالمي غير مسبوق ،ذاك الذي حققه مساء امس الملاكم المغربي الشاب ، محمد الربيعي ( 22 سنة) ببلوغه الدور النهائي في وزن ( 69 كلغ) برسم بطولة العالم للملاكمة التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة ، حيث بات البطل المغربي يحمل على عاتقه آمال و طموحات الملاكمة العربية و الافريقية للتويج بالمعدن النفيس باعتباره ممثلها الوحيد في هذا الدور . و يأتي بلوغ الملاكم محمد ربيعي الدور النهائي في هذه التظاهرة العالمية تتويجا لمسار رياضي متميز دشنه بإحرازه لقب بطل افريقيا في وزن ( 69 كلغ) خلال البطولة الافريقية التي شهدتها مؤخرا مدينة الدارالبيضاء وكرسه بخوضه نزالات بطولية في مختلف المراحل الاقصائية لبطولة العالم للملاكمة في الدوحة ، حيث حسم مختلف اللقاءات بنفس النتيجة ( 3 0) ضد ابطال من العيار الثقيل ينتمون الى كبريات المدارس الرياضية في مجال الملاكمة . و يتوقع المتتبعون للمسار الرياضي للبطل المغربي محمد الربيعي المصنف الثاني عالميا في وزن ( 69 كلغ) ان يحقق حلم التتويج ببطولة العالم بالنظر للميزات و المؤهلات التي يتوفر عليها و في مقدمتها لياقته البدنية العالية التي تساعده على خوض نزالاته بكل أريحية ،و انضباط التكتيكي عند خوض النزلات و قراءته الجيدة لنقط ضعف و قوة خصومه، و أسلوبه المتميز في الحركة فوق الحلبة وفي توجيه اللكمات والمراوغة و الدفاع ، علاوة على طموحه الكبير في تسجيل اسمه كأول مغربي يتوج بطلا للعالم . و في هذا الصدد ، أكد منير البربوشي ، المدير التقني الوطني، ان الملاكم محمد الربيعي، من طينة الملاكمين الكبار الذين عرفتهم الساحة الوطنية و العربية و الافريقية و العالمية من امثال الاخوين عشيق ، ومحمد فضلي و محمد المصباحي و حميد برحيلي والطاهر التمسماني وغيرهم ،حيث يتميز برباطة جأش قوية ، و قدرة على التحمل و التركيز الدقيق اثناء خوضه النزالات و عدم استصغار الخصوم ، وكلها مؤهلات من ضمن اخرى تجعل البطل ربيعي مؤهلا لتحقيق حلم التتويج العالمي . و أضاف البربوشي أن الاعداد الجيد الذي خضع له البطل المغربي من خلال التربصات و المعسكرات المتواصلة التي خاضها رفقة باقي زملائه في الفريق الوطني للملاكمة سواء داخل او خارج المملكة و الدوريات الوطنية و القارية و الدولية التي شارك فيها ، علاوة على الامكانيات الهائلة التي وفرتها الجامعة الملكية المغربية للملاكمة لعناصر الفريق الوطني وطاقمه التقني ، ساهمت الى حد كبير في تحقيق هذا الانجاز غير المسبوق للرياضة المغربية . وتوقع المدير التقني الوطني ان يكون النزال الذي سيجمع يوم الخميس المقبل البطل المغربي بمتحديه الكازاخستاني دانيار يليسنوف ، المصنف رقم واحد عالميا ، صعبا و قويا ، مؤكدا انه يثق في قدرات الملاكم محمد ربيعي في تحقيق الفوز و بالتالي التتويج ببطولة العالم التي رسمها كهدف غال ، مشيرا في هذا الصدد ان المستوى التقني و البدني للملاكم المغرب يعرف في الآونة الاخيرة نسقا تصاعديا . في غضون ذلك ،أشادت وسائل الاعلام القطرية الصادرة اليوم بتأهل الربيعي الى نهائي بطولة العالم للملاكمة واصفة اياه "بالانجاز العالمي" ،حيث قالت صحيفة ( الراية) في تعليق لها "رفض الملاكم المغربي أن يخرج الملاكمون العرب خاليي الوفاض من بطولة العالم للملاكمة ، بفوزه المستحق على البطل الصيني الملاكم (وي ليو) " مبرزة أن الربيعي تسيد المباراة من البداية وكان الأفضل على مدار جولاتها الثلاث وتمكن بالتالي من حفظ ماء وجه الملاكمين العرب الذين ودعوا البطولة في الأدوار السابقة". و تحت عنوان "المغربي الربيعي في نهائي مونديال الملاكمة " كتبت صحيفة ( الوطن) انه "في انتصار للملاكمة العربية ببطولة العالم للملاكمة التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة نجح الملاكم المغربي محمد ربيعي في بلوغ النهائي لوزن 69 كلجم بعد فوزه المستحق على منافسه الصيني (وي ليو)، بنتيجة 3/ 0"، مشيرة الى انه في المقابل خيب الجزائري محمد فليسي في (وزن 52 كلجم) آمال الجماهير العربية ، بخسارته مساء أمس بالضربة القاضية، في الجولة الأولى أمام منافسه الأذربيجاني إيلفين ماميشادا. بدورها ، اكدت صحيفة ( الشرق) في تعليق مماثل أن الملاكم المغربي محمد ربيعي نجح في خطف الأنظار مساء اليوم الإثنين في قاعة حمد بن علي العطية في الدوحة ، مبرزة أن تأهل ممثل العرب الوحيد والمتبقي في بطولة العالم للملاكمة جاء عن جدارة واستحقاق . تجدر الاشارة الى ان وصول الملاكم محمد ربيعي لنهائي بطولة العالم للملاكمة - الدوحة 2015 - ، و بالتالي ضمانه المدالية الفضية ، يعد أفضل إنجاز في تاريخ المشاركات المغربية في بطولة العالم للملاكمة ،و التي كانت أحسنها دورة 1995 ببرلين ( ألمانيا)،و حينها فاز كل من الملاكمين حميد برحيلي في وزن خفيف الذبابة ومحمد مصباحي في الوزن المتوسط، بميداليتين برونزيتين .