هدف واحد في الذهاب هل يحمي من محنة الإياب؟ يسعى المغرب التطواني إلى العودة ببطاقة التأهل لدور المجموعتين لعصبة الأبطال الإفريقية من العاصمة المصرية القاهرة، وذلك عندما يحل ضيفا ثقيلا على الأهلي المصري برسم إياب ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، بعد أن كان حسم مقابلة الذهاب على أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان لصالحه بإصابة واحدة لصفر سجلها الهداف محسن ياجور من ضربة خطإ في الأنفاس الأخيرة من المقابلة. فوز يريد تزكيته في مقابلة الإياب التي ستكون قوية بكل المقاييس نظرا للأجواء العامة والصراع القوي على رقعة الملعب الذي يميز عادة المباريات المغربية المصرية، ويعي لاعبو المغرب التطواني صعوبة المقابلة إلا أن الإصرار والعزيمة سيكونان سلاح زملاء أبرهون لمواجهة الفريق المصري المدجج بمجموعة من العناصر الدولية والمجربة، هي إذا مقابلة في غاية الصعوبة لأنها ستلعب على جزئيات صغيرة وأي خطإ في تطبيق شاكلة المدرب سيجعل المغرب التطواني عرضة لأكبر المفاجآت. ورغم قوة الخصم إلا أن العناصر التطوانية عازمة على العودة بنتيجة جيدة من القاهرة عطفا على معنوياتها العالية بعد مجموعة من النتائج الإيجابية الأخيرة التي حققتها سواء بالبطولة الوطنية أو عصبة الأبطال الإفريقية، في رصيد المغرب التطواني هدف صغير لكنه كبير بحجم الجبال في نظر العناصر المصرية ومدربها الإسباني جاريدو، لكن الحفاظ على هذا السبق الصغير لا يتم بالإنتحار الدفاعي على امتداد دقائق المقابلة، بل بالبحث عن هدف من فم الأهلي المصري,الذي سيكون مضطرا للخروج من دفاعه بحثا عن هدف وبالتالي ستكون هناك مساحات فارغة للعناصر التطوانية التي تجيد استغلالها جيدا بالإعتماد على الهداف محسن ياجور الذي ستتجه إليه الأنظار في هذه المقابلة.. في هذه الورقة تقدم «المنتخب» رصدا لرحلة ليست كباقي الرحلات التي قادت الفريق إلى كل من ماليونيجيريا. هدف صغير وأجر كبير في مقابلة الذهاب التي احتضنها ملعب سانية الرمل بتطوان بحضور جماهيري كبير فاق كل التوقعات إنتظر لاعبو المغرب التطواني ومعهم الجماهير المغربية الدقائق الأخيرة من عمر المقابلة وهم في حالة من الأعصاب والترقب قبل أن يوقع الهداف محسن ياجور ومن ضربة خطإ هدف الفوز والخلاص الذي عذب الفريق طيلة 90 دقيقة بالتمام والكمال، وهو الهدف الذي سيكون له تأثير كبير ومباشر على مقابلة الإياب التي ستحتضنها العاصمة المصرية القاهرة يوم السبت القادم المقبل على أرضية ملعب برج العرب.. ولم يكن الأهلي المصري المثقل بالألقاب على جميع المستويات والذي حل بمدينة تطوان من أجل العودة بأقل الأضرار صيدا سهلا للعناصر التطوانية التي وجدت نفسها أمام خصم ليس كباقي الخصوم، إذ شهد ذهاب ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية صراعا قويا بين لاعبي الفرقين، وتبين مرور دقائق المباراة أن الجمهور الغفير الذي تابعها قد عاش سيناريو يعيد نفسه مع تغيير في الأدوار، المغرب التطواني يهاجم بطريقة حذرة وذكية مع الإعتماد على التمريرات القصيرة واختراقات محسن ياجور، وفريق الأهلي المصري الذي امتلك لاعبوه القدرة على الدفاع من أجل انتزاع التعادل من ملعب سانية الرمل بتطوان إلا أن الدقائق الأخيرة كانت رحيمة بالمغرب التطواني ولو بهدف يتيم سيكون له وقع كبير في مقابلة الإياب الملغومة. فوز الذهاب هل يريحنا من عذاب الإياب؟ الفوز في مقابلة الذهاب بتطوان مكن لاعبي المغرب التطواني من البقاء بنفس المعنويات وبانسجام كبير وهم يدركون جيدا أن مقابلة الإياب ستكون ملغومة، إذ أنهم سيعملون على خوضها بجدية واستماتة وقتالية برغم أن الخصم سيدافع بملعبه على حظوظه لتذويب فارق الهدف الوحيد المسجل في الذهاب وبمقدور العناصر التطوانية التي تتوفر على إمكانيات تقنية وبدنية أن تربك حسابات فريق الأهلي المصري الذي ما زال يعيش وضعا لا يحسد عليه بعد النتائج السلبية التي حققها هذا الموسم الذي لم يكن رحيما بالمدرب الإسباني كاريدو الذي يتلقى انتقادات كبيرة من طرف جميع مكونات الفريق المصري، وهذه واحدة من العوامل التي ستكون في صالح المغرب التطواني الذي اشتغل طاقمه التقني بقيادة المدرب الإسباني لوبيرا على مجموعة من الهفوات داخل دفاع الأهلي ووقف عن كل كبيرة وصغيرة من خلال متابعة مجموعة من مبارياته، وهي الآلية التي يشتغل عليها مدرب المغرب التطواني للإطاحة بخصومه لأن عملية الفيزيوناج التي يركز عليها يجيدها وتسهل عليه خوض المباريات بأريحية كبيرة وفق ما هو مسطر مع لاعبيه,ترى هل سينجح في هذه المهمة هذه المرة وتسلم الجرة ليمر المغرب التطواني لدور المجموعتين عن جدارة واستحقاق؟ كومندو بتعبئة مضاعفة بعد الفوز الصغير الذي حققه المغرب التطواني في مقابلة الذهاب التي احتضنها ملعب سانية الرمل بتطوان أمام خصم من العيار الثقيل الأهلي المصري عن ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، كبرت طموحات العناصر التطوانية أكثر وأصبحت تحدوهم الرغبة لتخطي عقبة الأهلي ليدخل دور المجموعتين، لذلك تم حشد الجهود كلها أجل عصبة الأبطال الإفريقية وتم تجنيد كومندو للذهاب إلى أبعد مدى، فقد تسنى للمدرب الاسباني سيرخيو لوبيرا خلال مقابلة الذهاب بتطوان أن يكشف ملامح كثيرة لتركيبته البشرية وللأسماء التي يراهن عليها لدخول معركة عصبة الأبطال الإفريقية وأن يقيم الدليل على أن التجربة لها وزنها (ياجور - رفيق - فوزي - فال - أبرهون - خضروف - الميموني وجحوح) بعد أن وقف سدا منيعا في وجه نادي القرن في مقابلة الذهاب وقدم عربون على أن العناصر التطوانية قادرة على قلب الطاولة على الفريق المصري بالقاهرة. مقابلة ملغومة لكن إن كانت مقابلة ملغومة وصعبة وقوية فإن العناصر التطوانية استعدت لها بجدية كبيرة برغم أن البرمجة لم تخدم مصلحة المغرب التطواني مؤخرا,فقد ظلت عزيمة اللاعبين كبيرة، لم تنل منهم السفريات الإفريقية المتعبة ولا ظروف إفريقيا القاسية (مالي - نيجيريا) وكانوا خير سفراء للكرة المغربية يتطلعون للذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية القوية ودخول دور المجموعتين، لذلك فالتعامل مع مقابلة الإياب يجب أن يكون حذرا والتعامل معها بذكاء للعودة بنتيجة إيجابية من القاهرة، فبالرغم من أن الأهلي سيدافع عن كامل حظوظه للإطاحة بالمغرب التطواني والإعتماد على ترسانة من اللاعبين المهرة، لكن هذا لن يمنع المغرب التطواني الذي يتوفر على عناصر الخبرة والذين استأسدوا في كثير من المباريات من فرض ذاته، والأكيد أن المدرب لوبيرا يدرك جيدا أن هذه المقابلة هي امتحان لأن الخصم من العيار الثقيل وسيعمل على وضع إستراتيجية مناسبة كالتي قدمها في مقابلة الذهاب بتطوان عندما قدم المغرب التطواني مقابلة تكتيكية في المستوى وهزم الأهلي بإصابة واحدة لصفر، عموما لا شئ مستحيل ما دام أن المغرب التطواني يكبر في المباريات الكبيرة. كيف يتهيأ المصريون للنزال؟ من خلال تتبعنا لنبض الأهلي المصري في مقابلة الذهاب التي انتهت تطوانية بإصابة واحدة لصفر من توقيع محسن ياجور يبدو أن مكونات هذا الفريق قد أصيب بما يشبه الإحباط بعد الخسار، إذ اعتبر مدرب الأهلي كارلوس أبيرطو كاريدو الخسارة درسا للاعبين الذين لم يتعاملوا مع المقابلة بالشكل المطلوب ولم يعلموا أن عمر المقابلة هو 90 دقيقة. ومن خلال متابعتنا لمقابلة الذهاب والطريقة التي لعب بها الأهلي تبين أن الفريق المصري يراهن على مقابلة الإياب بدليل أنه لم يعتمد على أربعة لاعبين مجربين (عماد متعب - جدو - محمد رزوق وإسلام رشدي) ليكونوا حاضرين بالقاهرة، وهو معطى يقدم إشارات حول درجة التأهب لمقابلة الإياب. وأكد الطاقم التقني لفريق الأهلي في تصريحاته الصحفية أن فريقه سيعمل كل ما في وسعه لتذويب فارق الهدف الوحيد المسجل في الذهاب، مشيرا إلى قوة المقابلة الذي تختلف عن سابقتها بتطوان، ووجود نهج تكتيكي مغاير للإطاحة بفريق المغرب التطواني على حد قول المدرب الاسباني كاريدو. لا شيء مستحيل يعرف المغرب التطواني أن مقابلته ضد الأهلي المصري عن إياب ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية التي يحتضنها ملعب برج العرب بالإسكندرية يوم السبت 2 ماي، لن تكون سهلة لأن لا شيء حسم حتى الآن رغم فوز المغرب التطواني في مقابلة الذهاب بإصابة واحدة لصفر، لذلك على لاعبي المغرب التطواني الضغط منذ البداية للبحث عن هدف مباغت يضع الأهلي المصري تحت الضغط، فإن كان الفريق المصري سيبحث عن تذليل الفارق بملعبه وأمام مدرجات فارغة، فإن لاعبي المغرب التطواني مطالبون بالوصول إلى شباك الخصم لزعزعته وإبقاء كل الآمال وإسعاد الجماهير التطوانية والمغربية عامة بهذا الإنجاز التاريخي في حالة تجاوز عقبة الأهلي ودخول دور المجموعتين. مدرب المغرب التطواني لوبيرا يعرف جيدا ما ينتظره بالعاصمة المصرية بقدر معرفته أن اللاعبين تمرسوا بالمباريات القارية، لذا يبدو الحلم الإفريقي حافزا لجميع اللاعبين لدخول التاريخ من بابه الواسع وتزكية النتائج التي حققها الفريق هذا الموسم، ويعلم لوبيرا أكثر من غيره أن التأهل يمكن أن يتحقق إذا خاض اللاعبون مباراة القاهرة بنفس حماس مقابلة الذهاب بتطوان، وما يبعث على التفاؤل أن الخصم أمام خيار وحيد هو الهجوم من أجل تذويب فارق تطوان، وعلى التطوانيين استثمار النوايا الهجومية لفريق الأهلي المصري بممارسة المرتدات السريعة والإيمان بالقدرة على العودة بنتيجة إيجابية، فعلى امتداد اللقاءات السابقة أمام كل من أولمبيك باماكو المالي وكانو بيلارز النيجيري وذهاب مقابلة الأهلي، ظل المغرب التطواني مؤمنا بأن المقابلة لا تنتهي، إلا بإطلاق الحكم صفارة النهاية، حيث سجلت أهداف في أوقات حاسمة جدا، وهو ما يؤكد إصرار اللاعبين وقتاليتهم، ويزكي طراوة البدلاء ووجود كرسي احتياط قادر على دعم الفريق في آحرج المواقف. صحيح أن الإنتصار على الأهلي المصري في الذهاب بإصابة واحدة لصفر غير كاف,لأنه لا يؤمن الإياب بأقل الأوجاع,لكن بعزيمة واستماتة كوموندو المغرب التطواني سيتحقق المبتغى.. عبدالسلام قروان