عندما اعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم تعاقده مع البرازيلي جورفان فييرا لقيادة المنتخب الأول خلفا للصربي غوران توفيدزيتش مطلع غشت ,2013 كان الهدف يتمثل في طي صفحة الفشل في بلوغ الدور الرابع الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2014 التي اقيمت في البرازيل وتوجت المانيا بلقبها. البداية لم تكن مشجعة اذ خاض "الازرق" غمار بطولة غرب اسيا في الدوحة بعد وصول فييرا بأشهر, ففاز على لبنان 2-صفر وخسر امام الاردن 1-2 فبلغ الدور نصف النهائي حيث سقط امام قطر المضيفة صفر-,3 قبل ان يهزم مجددا امام البحرين 2-3 بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي في مباراة تحديد المركز الثالث. لكن المدرب تنفس بعدها الصعداء اذ قاد الكويت, حاملة اللقب في ,1980 الى التأهل لنهائيات كأس امم اسيا المقررة في استراليا مطلع عام 2015. عمل في الإمارات مع اتحاد كلباء وبني ياس والشارقة عقب انفصاله عن العراق, وسبق له ايضا قيادة فريقي الاسماعيلي والزمالك في مصر. امضى فترة طويلة من حياته في المغرب استمرت لاكثر من ثمانية اعوام خلال ثمانينيات القرن الماضي, ودرب في تلك الفترة الجيش الملكي والوداد واتحاد طنجة, كما عمل مساعدا لمواطنه جوزيه فاريا في الجهاز الفني لمنتخب المغرب الذي تأهل الى الدور الثاني من بطولة كأس العالم 1986 في المكسيك. تولى ايضا تدريب منتخبي عمان وماليزيا للشباب بالإضافة لناديي النصر وصلالة العمانيين والطائي السعودي بين 2001 و2007 وقاد سيباهان الإيراني لفترة قصيرة. هذه السيرة الذاتية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن فييرا يدرك اهمية بطولة كأس الخليج بالنسبة الى منتخب الكويت حامل اللقب 10 مرات (رقم قياسي), وهو سيسعى بكل ما اوتي من قوة لقيادة الفريق الى اعلى نقطة من منصة التتويج في النسخة الثانية والعشرين في الرياض, وسارت الامور جيدا بالنسبة له بفوز خاطف على العراق اثر هدف قاتل لفهد العنزي في الوقت الضائع. وتلتقي الكويت غدا مع الامارات حاملة اللقب, ثم مع عمان في ختام الدور الاول. فييرا الذي ولد لأم برازيلية واب برتغالي ويحمل جنسيات البرازيل والبرتغال والمغرب بالاضافة الى الجواز العراقي الذي ناله بعد التتويج الاسيوي, اعتنق الاسلام عندما كان في المغرب وهو يتقن ثماني لغات بينها العربية والفارسية كما انه متزوج من مغربية. بعيد وصوله الى الكويت, تعرض للكثير من الانتقادات التي طالت اختياراته للاعبين وخياراته التكتيكية وخصوم فريقه في المباريات الودية, كما سكبت الخسارتان اللتان تعرض لهما "الازرق" امام ضيفه البحريني صفر-,1 ومضيفه الصيني 1-3 مزيدا من الزيت على النار, فجرى الحديث عن اقالته والاتيان بمحمد ابراهيم بدلا منه, مع العلم ان الاخير تولى دفة قيادة فريق الكويت بنهاية المطاف. وكان فييرا على وشك الرحيل من تلقاء نفسه بعد تأخر الاتحاد الكويتي في حسم امر تجديد عقده الاساسي الذي امتد لسنة واحدة, كما انتقد المعسكر الاول الذي اقيم في تركيا بحجة عدم تأمين المباريات الودية التي اراد, مع العلم ان الفريق خاض معسكرا اخر في الاردن تغلب فيه على منتخب البلد المضيف 1-صفر وتعادل معه 1-,1 قبل المعسكر الثالث الاخير في ابو ظبي حيث فاز على كوريا الشمالية 1-صفر. ودأب فييرا على التشديد في غير مناسبة على انه جاء الى الكويت ليبني منتخبا قادرا على المنافسة في المستقبل, وانه سيدفع دوما بعدد من اللاعبين الصغار في السن من اجل اكتساب الخبرة على ان يجري الاعتماد على هؤلاء في الوقت المناسب. لا شك في ان سوء الطالع عقد مهمة فييرا خصوصا انه خسر احد ابرز اوراقه على الاطلاق سيف الحشان الذي تعرض لاصابة في الرباط الصليبي ستبعده عن فريقه القادسية ومنتخب الكويت لمدة ستة اشهر ما يعني غيابه عن المسابقتين الخليجية والاسيوية, لكن المدرب يدرك بأن ذلك لا يمكن ان يمثل شماعة يعلق عليها اخفاقه في البطولة المفضلة بالنسبة الى الجماهير الكويتية المتعطشة دائما الى اللقب الخليجي, ويعلم بأن عليه مواجهة كل من انتقد تعيينه وسياسته التدريبية بتحقيق نتائج في الميدان التي كان اولها الفوز على العراق.