لن تخرج بطولة إفريقيا لكرة اليد (ذكور)، المقررة بالجزائر العاصمة من 16 إلى 25 يناير الجاري، عن العادة، حيث لن تشد دورة 2014 عن القاعدة التي كانت احترمت في الدورة ال20 التي أقيمت بالمغرب قبل سنتين. وتحضر منتخبات تونسوالجزائر ومصر دورة هذه السنة بثوب الأبطال لتأكيد باعها الطويل في كرة اليد على مستوى القارة السمراء، حيث أن هذه المنتخبات سبق لها أن تقاسمت الألقاب ال20 لهذه المسابقة منذ سنة 1974 (نسور قرطاج 9 ألقاب، الجزائر 6 والفراعنة 5). فيما تسعى المنتخبات التي تنشط المنافسة، وفي مقدمتها المغرب وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى الظهور بالمظهر الجيد على أمل بلوغ المربع الذهبي، ومن ثمة البحث عن المركز الثالث المؤهل لبطولة العالم للعبة المقررة في 2015 بالدوحة. ويبدو أن المنتخب التونسي في أحسن رواق لتجاوز نظيريه الجزائري والمصري وافتكاك لقب جديد، بفضل الاستقرار على مستوى إطاره التقني الذي يقوده الكرواتي سيد حسن أفنديتش، وانسجام وجودة اللاعبين الذين يمارسون في أفضل البطولات الأوروبية. أما السباعي الجزائري الذي لم يفز بأي لقب قاري منذ 1996، فيعول كثيرا على عاملي الأرض والجمهور لتكسير هيمنة غريميه التونسي والمصري طيلة ال14 سنة الماضية، واستعادة هيبته التي جعلته يتربع على عرش كرة اليد بإفريقيا خمس مرات في ثمانينيات العقد الماضي، في إنجاز لم يضاهى. وتحضيرا للدورة الحالية، أجرى المنتخب الجزائري خمسة تربصات في الخارج منذ شهر نونبر الماضي، وخاض عددا كبيرا من المباريات الودية، ما يؤكد رغبة مسؤولي الجامعة في إعادة البريق لكرة اليد الوطنية، وإن كانوا يبدون في تصريحاتهم نوعا من التحفظ بتأكيدهم أن الهدف هو احتلال أحد المراكز الثلاثة المؤهلة لبطولة العالم. ولم تكن القرعة رحيمة بالمنتخب المغربي الذي أوقعته في المجموعة الثانية التي تضم، فضلا عن الجزائر، منتخبات أنغولاوالكونغو ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث ستعمل على احتلال أحد المقاعد الأربعة المؤدية إلى الدور الثاني. وسيعمل أشبال المدرب نور الدين بوحديوي على كسب ورقة المرور إلى هذا الدور، على الرغم من عوائق التحضير غير الكافي لهذا الحدث، ونقص جاهزية اللاعبين على اعتبار أن البطولة الوطنية لكرة اليد لم تنطلق بعد. وفي المجموعة الأولى، تعتبر مصر التي شببت ترسانتها بجيل جديد من اللاعبين، مرشحة فوق العادة لاجتياز منتخبات السنغال وليبيا والكامرون والغابون، التي ليست من طينة نظيراتها بشمال إفريقيا. ومع بداية أي موعد قاري لكرة اليد، عادة ما يطرح السؤال حول ماهية المنتخب الذي سيرافق تونسوالجزائر ومصر إلى نصف النهاية، وهو السؤال الذي يطرح من جديد في دورة 2014، مع التأكيد أن المنتخبات الثلاثة تظل مرشحة فوق العادة للظفر باللقب الإفريقي.