أتمنى أن أصل مونديال الأندية وأنا في قمة الجاهزية إشتقت لأجواء الديربي وسأقاتل لإدراك هذا الموعد الكبير طال انتظار جماهير الرجاء لأول طلة للاعب الوديع والخلوق مروان زمامة، غيبته الإصابة لفترة ليست بالقصيرة ومع ذلك ساهمت إحترافيته وانضباطه الكبير على مستوى التداريب وعلى مستوى التعامل مع واقع الوعكة، في اقترابه من إدراك عودة سريعة وموفقة لحمل ألوان النسور الخضر. زمامة الذي بلغ الثلاثين يؤكد أنه صار نضجا وصار أكثر قدرة على التحمل، زمامة يتحدث عن عودته الوشيكة وعن رهاناته هذا الموسم وعن ثقته الكبيرة بالنفس للمنافسة على رسميته وعن دين قديم يحمله لجماهير الرجاء التي كانت سببا في تألقه وشهرته على حد قوله. المنتخب: تتطلع جماهير نادي الرجاء لأول ظهور لك رفقة الفريق، متى يتحقق هذا في ظل الأخبار التي تتحدث عن جاهزيتك منذ فترة؟ مروان زمامة: لا يسعني أن أقول هنا غير الخير فيما اختاره الله، لست أنا من يحدد توقيت العودة واللعب لأن الأمور بيد المدرب محمد فاخر الذي أكن له ولاختياراته التقنية إحتراما كبيرا. لقد عبرت عن سعادتي بالعودة لصفوف الرجاء وقلت أني مقتنع بالخطوة التي أقدمت عليها، غير أن إصابتي على مستوى الفخذ حالت دون ظهوري وقريبا إن شاء الله سأظهر رفقة الفريق. المنتخب: ما طبيعة هذه الإصابة، أقصد هل كانت مرتبطة بتجربتك السابقة رفقة ميدلسبرو الإنجليزي؟ مروان زمامة: لا، ليس صحيحا هي إصابة ألمت بي بعد التوقيع في كشوفات نادي الرجاء، في كثير من الأحيان لا نكون مسؤولين على اختيار قدرنا وهذا ما حدث معي. لقد تم اختياري الموسم المنصرم داخل ميدلسبرو كواحد من أفضل أربعة لاعبين على مستوى الحضور البدني وهو ما يؤكد أني قدمت للرجاء وأنا بكامل الجاهزية. المنتخب: كانت هناك أخبار على أنك كنت مرشحا للظهور خلال مباراة تمارة بالكأس والحسيمة بالبطولة قبل أن تتأخر العودة، هل هو التخوف من إيقاع المباريات الرسمية؟ مروان زمامة: على العكس من ذلك تماما فأنا متشوق للظهور ولم أعرف طوال مشواري لاعبا بالبطولة أو محترفا معنى للخوف من مباراة رسمية أو ما شابه هذا. خضت مؤخرا مباراة ودية أمام إتحاد المحمدية وقدمت ما أملك وشعرت بارتياح وتحسن كبير على مستوى الإصابة التي عانيت منها. الأمور كما قلت لك متروكة للمدرب محمد فاخر وللطاقم الطبي داخل الرجاء ومتى طلبوا مني الظهور سألبي النداء وأقدم كل ما أملك للفريق. المنتخب: بعد غيابك لفترة عن أجواء البطولة، كيف لمست الفوارق الموجودة بين فترة رحيلك وفترة العودة؟ مروان زمامة: شخصيا لست مع الرأي الذي يتحدث عن ارتقاء كبير في المستوى لأن هذا لا ألمسه على أرض الواقع، صحيح توجد طفرة كبيرة على مستوى التعامل مع اللاعب وحقوق اللاعب وإطار الممارسة، لكن بخصوص المستوى التقني الأمور كما هي. تحسنت بعض الملاعب والحضور الجماهيري بدأ يأخذ طريقه لبعض المباريات وهذا شيء إيجابي، عدا هذا لم أنبهر بمتغيرات كثيرة ولم أصادف تحولا كبيرا عكس تجربتي السابقة. المنتخب: بالعودة لوضعك داخل الرجاء، ألا يتخوف زمامة من أن يصطدم بصعوبات كبيرة مقابل ضمان رسميته داخل الفريق إن تأخر في العودة؟ مروان زمامة: لا أخفيك سرا على أن ثقتي بالنفس ومعها ثقتي في إمكانياتي كبيرة ولله الحمد، أحمل الكثير من التقدير والإحترام لكافة زملائي داخل الرجاء، لكني على ثقة بأنه حين تمنح لي الفرصة سأعض عليها بشكل كبير ولن أدعها تفلت مني. تعلمت في الإحتراف أشياء كثيرة ومنها أن اللاعب العصري لا ينحصر أداؤه في دور معين، لذلك لا يساورني أي خوف في هذا الصدد وبمعاينتي لبداية البطولة والمباريات التي مرت من أمامي، أعتقد أني قادر على تقديم الإضافة المطلوبة وتقديم المستويات التي تنتظرها مني جماهير الرجاء. المنتخب: بصم الرجاء على بداية متوسطة ثم عاد، كيف قرأت أنت مسار الفريق لغاية اليوم؟ مروان زمامة: لا أشاطر الفكرة التي روج لها البعض من أن الرجاء كان في أزمة، الفريق في حال طيبة وتواجده اليوم في نهاية الكأس وضمن طابور الصدارة بالبطولة وعودته القوية في مباريات متتالية، تؤكد عكس ما ذهب إليه البعض من تحاليل. سبق لي وأن تعايشت مع أجواء مماثلة قبل ذهابي للإحتراف والرجاء أصبح متعودا على مثل هذا النوع من الضغوط ولا خوف عليه فيما تبقى من مسار ورهانات هذا الموسم. المنتخب: تحدثت عن الرهانات، والرهان الكبير الأقرب حاليا هو مونديال الأندية، كيف ينظر زمامة لمسابقة من هذا النوع؟ مروان زمامة: بكل تأكيد إنها مسابقة ذات طابع عالمي وأي لاعب يتمنى أن يكون واحدا من فرسانها ويخوضها، أمامي أكثر من شهر قبل بداية المسابقة وهي فترة كافية كي أرفع من إيقاع الإستعدادات وكما قلت لك الكرة في معترك محمد فاخر وهو من يخطط للتشكيل ولكل مباراة. ليست كأس العالم وحده من تقف أمامنا، هناك نهاية كأس العرش أمام الدفاع الجديدي وهناك أيضا عصبة الأبطال الإفريقية والدفاع عن لقب البطولة، كل هذا يفرض على الجميع تعبئة قصوى كي يكونوا عند مستوى هذه الرهانات الكبيرة. المنتخب: هل تملك مقومات العودة وخوض مباراة كاملة لو أقحمك فاخر في القادم من الأيام؟ مروان زمامة: بخصوص الدقائق التي من الممكن أن ألعبها لست أنا من يقرر المدرب هو صاحب الكلمة في الموضوع، بالنسبة لي أمامي دور عليّ أداءه ودين عليّ تسديده للرجاء وجماهيره بعد المعاملة الطيبة التي خصوني بها. لا أعتقد أن هناك إيقاعا مرتفعا في كل المباريات التي تابعتها ولا أعتقد أن هناك تخوفات بخصوص جاهزيتي البدنية. المنتخب: هل أنت متفائل بخصوص قدرة الرجاء على الحفاظ على الدرع الذي في حوزته قياسا بمجريات الجولات التي انقضت من البطولة؟ مروان زمامة: بطبيعة الحال، رسالتي لجماهير الرجاء واضحة ولا غموض فيها وهي أنه يتعين عليهم الثقة في فريقهم وفي قدرته على تقديم مستويات كبيرة، حين تكتمل صفوفه. عودتنا القوية في المباريات الأخيرة كانت إيجابية ومنحتنا هامشا مريحا من الثقة، وقياسا بمستويات باقي الفرق الأخرى لا أعتقد أن الرجاء سيكون بعيدا عن الحفاظ على لقبه ولو ما يتطلبه ذلك من مجهودات جبارة. المنتخب: دخلت مرحلة الثلاثين من العمر، الأكيد أن نظرتك للممارسة إختلفت، كيف تقرأ مستقبلك حاليا؟ مروان زمامة: أظن أني في مرحلة يسميها المتتبعون لشأن الكرة بمرحلة النضج، أمامي 6 سنوات أخرى إن شاء الله من الممارسة العالية، لأني من طينة اللاعبين الذين يحافظون على برنامجهم التدريبي وعلى احترام الكثير من الأشياء التي تساعد الرياضي والممارس في مساره الكروي. تعلمت أشياء كثيرة في حياتي وبطبيعة الحال ما زال طموح اللعب للمنتخبين المحلي والأول يرادوني، إلا أنه لا يمكن أن أتحدث الآن عن مثل هذه الطموحات قبل أن أترجم الطموح الأكبر وهو العودة لإيقاع المباريات. المنتخب: راكمت تجارب محترمة ببطولات قوية لها قيمتها، هل كانت إستفادة مروان كبيرة وبالشكل الذي قد يساعده خوض البطولة المغربية باقتصاد كبير؟ مروان زمامة: لا أحد قادر على إنكار تجربتي الإحترافية وعلى كوني مارست على مستويات عالية وأحرزت في الكثير من المباريات نقاطا متقدمة في مواجهة للاعبين وفرق كبيرة. كل هذا لا يمكنه إلا أن يكون عاملا مساعدا لي في مسيرتي على التمييز بين الكثير من الأشياء بعد عودتي إن شاء الله لإيقاعات البطولة. كلما تقدم اللاعب في العمر إلا وزاد نضجه وإدراكه للكثير من الأشياء التي كان يجهلها وأنا واحد منهم بطبيعة الحال. المنتخب: تنتظر منك جماهير الرجاء أشياء كثيرة على إيقاعات الروائع التي كنت تعزفها قبل سنوات من الآن، ألا يشعرك هذا بنوع من الضغط المضاعف؟ مروان زمامة: قلت لك أن سلاحا قويا تعودت أن أجابه كل الحالات الصعبة وهو سلاح الإيمان بالله أولا والثقة بالنفس ثانيا، لذلك عطشي الكبير لأول ظهور ورغبتي الكبيرة في تقديم أشياء رائعة وكبيرة للرجاء قد تمثل بالنسبة لي حافزا لتجاوز أي إكراه قد يصادفني وأية صعوبات في الطريق. المنتخب: تقترب من العودة وكلما اقتربت المواعيد الكبيرة ومنها نهائي كأس العرش ومباراة الديربي، ماذا تفضل كواجهة كي تطل على جماهير الرجاء من جديد؟ مروان زمامة: كل المباريات بالنسبة لي على قدر كبير من الأهمية، صحيح أني اشتقت كثيرا لمباريات الديربي وللأجواء المرافقة لها كما أن خوض نهاية كأس العرش حدث كبير له ذكرياته الرائعة بالنسبة لي، أتمنى أن أصل لكامل لياقتي قريبا وأن أدرك هذين المحطتين الكبيرتين، لكن في مطلق الأحوال لن أستعجل العودة ومتى كانت جاهزيتي كاملة ورأى المدرب أني ألبي حاجياته وحاجيات المجموعة، صدقني لن أتأخر عن تقديم كل ما أملك للفريق. المنتخب: شكلت في فترة من الفترات واحدا من دعامات المنتخب الوطني، قبل أن تتغير الكثير من المعطيات بعد فترة المدرب لومير، هل ما زال مروان قادرا على العودة لفرض اسمه بين محليي البطولة داخل عرين الأسود؟ مروان زمامة: أتأسف بشكل كبير لواقع المنتخب الوطني ولوضعه الحالي والمآل الذي انتهى إليه، أقول هذا ليقيني التام على أننا نتوفر على لاعبين موهوبين وعلى إمكانات جد محترمة، لكن للأسف أشياء كثيرة عاكستنا. بخصوص إمكانية عودتي فهي مرتبطة أساسا بظهوري أولا رفقة الرجاء، وبعدها فرض المستوى الذي يؤهلني للمنافسة على مكان لي داخل المنتخب الذي يشرف كل لاعب حمل ألوانه. المنتخب: في كلمة مفتوحة، ما الذي يمكن أن يقدمه زمامة كوعود لجماهير الخضراء؟ مروان زمامة: أشكر كل من دعمني ووثق في قدراتي وأخص بالذكر جماهير الرجاء ومسؤوليه، والمدرب محمد فاخر الذي لمست فيه الكثير من الإحترافية واستفدت أشياء كثيرة منه. الوعد الذي يمكن أن التزم به هو كوني لن ادخر جهدا في تقديم الأفضل.. حاوره: