دراية كبيرة بالأولمبيين وشخصية تلفت أنظار اللاعبين لماذا عاش القطيعة مع غيرتس؟ وكيف تفاجأ لغياب إدارة تقنية؟
مع إقتراب نهاية عقد المشرف العام على المنتخبات الوطنية الهولندي بيم فيربيك، كثر القيل والقال بخصوص مستقبله وإمكانية رحيله، أو تنصيبه كمدرب للمنتخب الأول للإشراف على أسود الأطلس في نهائيات كأس إفريقيا 2015 بالمغرب. فيربيك الذي كان حضوره بالمملكة المغربية محط سجال كبير وبعد سنوات من الإشتغال رفقة الفتيان، الشبان والأولمبي وتحقيقه للأهداف التي حط من أجلها الرحال بالمغرب قادما من أستراليا، يتطلع لأن يكون الربان القادم بحسب ما أكده ل «المنتخب»، التي حاولت قراءة إمكانية نجاحه مع المنتخب الأول في المرحلة المقبلة بالرغم من صعوبة القادم من الأيام.
تصريح يفي بالغرض في ول خروج إعلامي له بالمغرب قال الهولندي بيم فيربيك الذي تعاقدت معه جامعة الكرة مباشرة بعد خروج المنتخب الأسترالي من نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 وتحدث بالحرف أمام الصحافة المغربية قائلا: «أجدني اليوم ملزما بالقول على أني لا أشعر بأي خجل لترك منتخب أول لتدريب منتخب أولمبي، والإشراف على الفئات الصغرى، أنا هنا لربح تحدي الحضور بالأولمبياد الذي أعتبرها نقلة كبيرة في مساري»، وأضاف: «لن أشتغل لوحدي، هناك خلايا ستعمل بجانبي وسيكون هدفنا جميع هو اكتشاف كل اللاعبين الموهوبين بأوروبا قصد تأهيلهم مبكرا للعب للمغرب، وبحكم إنتمائي لهولندا فإني أملك فترة عن هذا الحضور الطيب للغاية». سطور إختزلت بعد سنوات من إشتغال إبن روتردام بالمغرب صدق ما قاله وسطر من تحته بالقلم الأحمر، في الوقت الذي مكن الأولمبيين من الحضور بأولمبياد لندن، وكذا الفتيان من التواجد بكأس العالم لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية، ما يعني أن الإطار الهولندي نجح في مهمته وبغض النظر عن عدم فاعلية المنتخبات الوطنية التي أشرف عليها في المنافسات العالمية التي شاركت فيها، إلا أنه قدم جواهر صغيرة السن بإمكان المنتخب الأول الإستفادة منها في المرحلة المقبلة، مرحلة التحضير لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 والتي يحتضنها المغرب. قطيعة القطب التقني بعد التعاقد مع بيم فيربيك وإنتظار هلال البلجيكي إريك غيرتس لشهور، صعد علي الفاسي الفهري رئيس جامعة الكرة المنتهية ولايته ليؤكد بأن المشرف العام على المنتخبات الوطنية وكذا الناخب الوطني سيشتغلان ضمن قطب تقني موحد، سيمكن الإطارين الأجنبيين من مد جسور التواصل والتعاون فيما بينهما. خانت النتائج غيرتس وغادر بإتجاه قطر مع ما خلف رحيله من أزمة داخل المغرب بخصوص الراتب الذي يتقاضاه، وبقي فيربيك يواصل إشتغاله صامدا أمام إنتقادات أعضاء جامعيين وصحفيين وجهوا أقلامهم للإطار الهولندي وحاولوا إبعاده عن المغرب كيفما كان الثمن. لم تنجح سياسة جامعة الكرة في خلق قطب تقني موحد، وحتى قبل رحيل غيرتس ظل التنافر بين عمل إريك وبيم واضحا وتجلى بالواضح في الفترة التي أبعد فيها الهولندي حمد الله عن المنتخب الأولمبي وتمت المناداة عليه للمنتخب الأول في صورة عكست عمق الخلاف بين مدربين حضرت القطيعة بينهما ولم يكن أي توحد تقني بينهما للأسف، وهو المعطى الذي فشلت جامعة الكرة في تكريسه، بإعتبار أن فيربيك هو الذي كانت الجامعة قد فاتحته في بداية الأمر من أجل إشرافه على المنتخب الوطني الأول قبل التراجع وإسناد الأمور للبلجيكي غيرتس الذي رحل غير مأسوف عليه. لا وجود لإدارة تقنية وطنية في معظم الأوقات التي كان يقضيها الهولندي بيم فيربيك في المركز الوطني المعمورة ضواحي سلا، كان يرتبط بطاقمه المساعد سواء بشكل مباشر من خلال حضورهم للمركز كما كان عليه الحال مع مندوب الجامعة في فرنسا أحمد شواري، أو عبر مراسلات بالبريد الإلكتروني. فيربيك لم يجد أي إدارة تقنية وطنية يتعامل معها، لذا ومنذ إلتحاقه عين الإدريسي مدربا لمنتخب أقل من 17، ووضع بنعبيشة للإشراف على الشبان، والإطارين معا سبقا فيربيك للإشتغال مع الجامعة قبل قدومه في الوقت الذي قام به بتزكيتهما فقط. فيربيك إعتقد في بادئء الأمر بأن جون بيير مولارن هو المدير التقني الوطني، لكن سرعان ما إكتشف بأن عمل الإطار الفرنسي يتركز بالخصوص على الدبلومات والرخص الممنوحة للمدربين، ولم تكن تربطه بالإدارة التقنية الوطنية أي شيء، وهو ما يؤكد بأن غيابها كان سببا رئيسيا في غياب التنسيق بين الهولندي فيربيك والبلجيكي غيرتس، ففي الوقت الذي صرفت فيه جامعة الكرة أموالا كبيرة على المنتخب الأول، لم تكلف نفسها عناء تعيين مدير تقني وطني يكون بمثابة صلة وصل بين كل الأطراف المعنية بسير قطار المنتخبات الوطنية من الفتيان لغاية الكبار. عمل أعطى أكله المتتبع لعمل بيم فيربيك يقف عند حجم العمل الكبير الذي قام به منذ شروعه في غربلة الجيل الذي أعده للحضور في نهائيات أولمبياد لندن، حيث أبعد العديد من أبناء البطولة الوطنية الذين توجوا رفقة حميدو الوركة في إحدى الدوريات الودية بمصر، وكان صائبا في إختياره بإعتبار أن كل تلك العناصر لم تنجح في مواصلة حضورها بشكل قوي إلا إستثناءات قليلة، خاصة أنه أعاد تجريبها في أكثر من مناسبة في مباريات كأس شمال إفريقيا سواء بالجيددة أو الداراببيضاء، وكذلك في المباريات الودية بمركب طنجة، ما جعله يعمق البحث في أوروبا التي وجد فيه العديد من الجواهر أقنعها في الحضور للعب رفقة المنتخب المغربي كيونس مختار، عدنان تيغدويني، بلحساني وعلي مسعود من هولندا، بالإضافة إلى عمر القادوري، زكرياء بركديش، عبد العزيز برادة ويونس الخروبي واللائحة طويلة لأسماء كان لفيربيك دور كبير في إحضارها للمغرب. على مستوى المنتخب الأولمبي وسع فيربيك قائمة الإختيار ويتوفر المغرب حاليا على أكثر من 40 لاعبا شابا بإمكانه اللعب رفقة المنتخب الأول بغض النتظر عن الأسماء المعروفة لدى الجمهور المغربي، ما يعني أن السنوات التي قضاها فيربيك في المغرب يمكن إعتبارها ناجحة بالنظر لحجم اللاعبين الذين قدمهم للكرة الوطنية. شخصية فولاذية صنعت الحدث منذ أن تبرأ فيربيك من دوري «شالنج» الذي كذب مسؤول جامعي وأكد بأنه براءة إختراع الإطار الهولندي، والأخير يصنع الحدث في الإعلام المغربي فتارة تثني الصحافة على العمل الذي يقوم به وتارة أخرى تجلده وتطالب بضرورة رحيله. طيلة مقامه بالمغرب لم يفهم فيربيك الطريقة التي يتعامل بها الإعلام المغربي مع عمله، حيث تم النبش في راتبه الشهري منذ رحيل غيرتس، وصدرت في حقه إنتقادات مجانية تجاوزها لتوفره على شخصية فولادية مكنته من كسب مناعة خاصة بالمغرب ضد من يحاول تشويه صورته وضرب العمل القاعدي الذي قام به في العمق في صفر. شخصة فيربيك الفولاذية كانت أيضا سببا في إبعاده للعديد من اللاعبين الذين يتوفرون على إمكانيات محترمة، لكن أخلاقهم تفسد المجموعة، لذا لم يتوانى في طرد أكثر من لاعب في العديد من تربصات المنتخب الوطني الأولمبي، حيث يؤمن بأن روح الإنضباط يجب أن تظل سائدة داخل المجموعة . متابعة: