«المنتخب» تقلب دفاتر الهولندي بيم فيربيك

تزامن الأولمبياد مع شهر الصيام ولائحة 18 لاعبا يشغلان بالي
لا أستفز أحدا بتصرفاتي وهدفي الحصول مع الأولمبيين على ميدالية في لندن
لا أقرأ ما يكتب في الصحف وأمستردام قد تكون وجهة للتحضير
سفرياتي لأوروبا معقولة ولهذه الأسباب لا أجلس في المغرب طويلا
قبيل مشاركة المنتخب الوطني الأولمبي في دوري تولون كان لا بد ل «المنتخب» أن تقلب أوراق المشرف العام على المنتخبات الوطنية ومدرب المنتخب الأولمبي بيم فيربيك لتقريب قرائنا الكرام من جديد الإطار الهولندي الذي يحضر جيلا ذهبيا من اللاعبين للمشاركة في أولمبياد لندن 2012.
فيربيك فتح قلبه للجريدة وتحدث عن مجموعة من النقط التي تهم عمله في المغرب وتقييمه للسنتين اللتين قضاهما بالمملكة للإعداد لمشروع كبير يمتد لأربع سنوات، إبن روتردام عرج على مجموعة من المواضيع الهامة التي تخص رحلة المنتخب الأولمبي لعاصمة الضباب والعراقيل التي قد تقف أمامه وحلمه بالعودة بميدالية يهديها للجمهور المغربي، بالإضافة لعلاقته بالبلجيكي إريك غيرتس الذي لا يفارقه هذه الأيام ويشتغل رفقته من أجل الإعداد للائحة متكاملة لدوري تولون الذي يعتبره فيربيك محطة لقياس درجة جاهزية العناصر الوطنية قبيل دخول مرحلة الحسم.
- المنتخب: منذ ماي 2010 لغاية 2012.. 24 شهرا من القيادة، هذا ما يصفه نقاد الكرة بفترة التحكم في الأمور، هل أصبحت فعلا تتحكم في كل شيء ولم تعد بحاجة لمخبرين؟
فيربيك: صراحة أخذت فكرة كاملة عن الكرة المغربية من خلال إشتغالي هنا لفترة عامين كما ذكرت، جئت من أجل هدف أول وهو تحقيق التأهل للألعاب الأولمبية بلندن ونحجت في المسعى، المرحلة القادمة تتطلب مواصلة العمل بشكل جدي للظهور بصورة إيجابية في لندن والمنافسة على إحدى الميداليات، الأمر يبدو صعبا لكن العمل الذي قمت به رفقة الطاقم الذي يشتغل معي يقول بأننا قادرون على كسب أصعب الرهانات.
تعرفت عن قرب على المنتوج الكروي المغربي من خلال تتبعي لبعض مباريات البطولة الوطنية على إمتداد الأشهر التي إشتغلت بها هنا، هناك تطور في العمل بدليل أن المنتخب الأولمبي تغيرت معالمه كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه الأمر في فترة سابقة، إلتحق بنا لاعبون محترفون أبانوا خلال الدور الفاصل المؤهل للأولمبياد عن إمكانيات كبيرة ومنهم من إستطاع الإلتحاق بالمنتخب الأول، وهذا أكبر دليل على أننا نسير في الإتجاه الصحيح.. نريد أن نجعل كل فئة رافدا للتي تليها.
- المنتخب: الألعاب الأولمبية تظاهرة بخصوصيات مختلفة، هل هيأت لائحتك على ضوء ذلك ، أم على قناعات معرفتك باللاعبين؟
فيربيك: في الحقيقة تكونت لي رؤية كبيرة عن الأسماء التي ستحضر في نهائيات أولمبياد لندن، لكن الشيء الذي يؤرقني كثيرا هو ضرورة تواجد 18 لاعبا بما فيها حارسين للمرمى، أشتغل حاليا على تهييء لاعبين في كل مركز، كما تعرف قد يتعرض أحد لاعبينا لإصابة ما خلال المنافسة ولن نجد من يعوضه، لذا فأنا واع بهذه النقطة، وأدرس ملف كل لاعب على حدة..
لائحتي أشتغل عليها وفق القناعات التي أتصور بها كل لاعب، لا أريد أن أظلم أحدا وكل ما أعرفه أن المكان داخل المنتخب الأولمبي أصبح غاليا.. اللاعبون يكثفون من جهودهم لإنهاء الموسم على أعلى مستوى، والكل يريد أن يضمن مقعدا خلال النهائيات، لكن الحسم سيكون في دوري تولون الذي سأقف فيه على مؤهلات العناصر التي بإمكاني أن أعتمد عليها من خلال مواجهة منتخبات كبيرة ستشكل لنا محكا في أفق الإستعداد الجيد للألعاب الأولمبية.
- المنتخب: حين تكون لوحدك بيم، هل يساورك الندم على إرتكاب أخطاء في الإختيار، أو طريقة تدبير بعض المباريات؟
فيربيك: أبدا، أنا راض تماما على كل ما أنجزته رفقة المنتخب الأولمبي الذي أعطيته أولوية بالمقام الأول، لا يساورني أي ندم على أي إختيار قمت به لأنني لم أعمل يوما بمبدإ العاطفة وسعيت دوما لإعطاء الفرص لمن يستحقها.
بخصوص تدبير المباريات فكسائر المدربين عبر العالم أحاول دوما الإستفادة من الأخطاء التي أرتكبها لتصحيحها في القادم من المناسبات، وأكيد أنني أسير حاليا في الإتجاه الصحيح وفي لندن بإمكان الجمهور المغربي أن يحكم على العمل الذي قمت به بشكل أفضل.
- المنتخب: هناك من يعيب عليك بيم كثرة رحلاتك لأوروبا بداعي مراقبة اللاعبين الممارسين بالقارة العجوز، هل من تعليق في هذا الباب؟
فيربيك: عندما أتنقل لأوروبا فليس الغرض فقط مراقبة لاعبي المنتخب الأولمبي، لست فقط مدربا للأولمبيين فأنا أشتغل كذلك كمشرف على فئتي الفتيان والشبان، وأجتمع مع الأشخاص الذين أكلفهم بمتابعة اللاعبين صغار السن لضمهم لصفوف المنتخبات الوطنية، لقطع الطريق على تجنيس بعض المواهب المغربية.
عندما كنت مدربا للمنتخب الأسترالي، كان معظم لاعبي المنتخب يمارسون في إنجلترا، إسبانيا أو فرنسا وكنت دائم التنقل بين هذه الدول لرصد مستوى اللاعبين، لست من النوع الذي يكتفي بمتابعة لاعبيه عبر التلفزيون، أريد أن تشعر عناصري بأنني متواجد معها في كل مكان.
- المنتخب: ألا ترى بأنك تقصر أحيانا في حق أبناء البطولة المغربية، عندما تولي إهتماما أكثر للاعبين المحترفين؟
فيربيك: ليس لدي أي فرق بين اللاعبين المغاربة الممارسين بأوروبا وأبناء البطولة، من يقول بأنني أهتم أكثر بالمحترفين فليأتي ويناظرني وأنا مستعد لمواجهته بالحجج والبراهين، بعد نجاحي في ضمان بطاقة العبور لأولمبياد لندن 2012، سأبحث كما ذكرت عن إحدى الميداليات، أعرف أن المأمورية لن تكون سهلة، لكنني عازم على رفع التحدي لتقديم جيل مغربي جديد أريد أن يتحدث عنه الكل بشكل رائع، أؤكد كل هذا لأنني أعرف أن هناك بعض العناصر التي بإمكانها أن تلعب على أعلى مستوى في القادم من الأعوام.
- المنتخب: تحدثت عن صعوبة المأمورية، مما تتخوف بالضبط في أولمبياد لندن؟
فيربيك: سنخوض المنافسة في شهر رمضان، المسلمون يصومون هذا الشهر، ولاعبي من المنتظر أن يتأثروا بدنيا وهو ما قد ينعكس بالسلب على أدائهم، شخصيا أتخوف كثيرا من هذه النقطة وأفكر في إخضاعهم لنظام غذائي خاص باستشارة مع أخصائي في التغذية لكي لا يعاني اللاعبون مع المنتخبات التي سنواجهها والتي ستعمل على إستغلال هذا المعطى للتفوق علينا.
لائحة من 18 لاعبا بالإضافة إلى تزامن المنافسة مع شهر رمضان، هما المعطيان اللذان يؤرقان بالي، لكنني سأعمل برفقة الطاقم الذي يشتغل معي كلما في وسعي من أجل أن لا يتأثر الأولمبيون ويقدمون أفضل مستوياتهم.
- المنتخب: تبدو هادئا ومحاورا لبقا، لماذا يصفك البعض بالمستفز والصارم الذي لا يقبل بالرأي الآخر؟
فيربيك: لا أظن أن أي شخص في العالم كيفما كان نوعه لايقبل برأي الآخرين، أظن أن هذا نوع من التجني، لست مستفزا وليس من شيمي ذلك، ومن هذا المنبر أكشف شخصيتي لكل المغاربة، أنا رجل إن كان لي خلاف مع أحد أقول له ذلك مباشرة، ولا أدخل الآخرين معي لأنني ألتزم حدودي وهذا شيء تربيت عليه.
أحب أسلوب المواجهة، وأمقت كل من يتحدث في ظهري، أحيانا حينما تواجه الآخرين بحقائق في وجههم يعتبرونك غير سوي، لذا أؤكد أنني أحترم كثيرا كل من يأتي ويقول لي مباشرة بأنني أخطأت في حقه دون اللجوء للغير.
- المنتخب: غيرتس أكد أنه كان يجهل طبيعتك وبعض من ملامح شخصيتك، هل كان هناك حاجز نفسي بينكما، أم هي صراعات البلاجكة والهولنديين عبر التاريخ؟
فيربيك: بداية أؤكد أن إريك غيرتس مدرب كبير وتاريخه يتحدث عنه، يتوفر على سيرة ذاتية غنية من خلال النجاحات التي حققها رفقة الأندية التي دربها، سبق لي وأن أكدت عبر جريدتكم أنني لم أكن أكن أي عداء للإطار البلجيكي، وما تناولته الصحافة بخصوص هذا الموضوع نفخ فيه كثيرا.
أنا وغيرتس سمن على عسل والدليل أننا نعقد إجتماعات مسترسلة في المرحلة الحالية بخصوص الأسماء التي يمكن الإعتماد عليها سواء مع المنتخب الأولمبي أو المنتخب الأول، لا تفرقنا أي حواجز، فنحن نشتغل في قطب واحد ومن أجل هدف واحد وهو تحقيق نتائج إيجابية لكرة القدم المغربية.
- المنتخب: هل تعتقد بأنك محظوظ طالما أن المنتخب الأول يحظى بالمغرب بإهتمام إعلامي أكبر، أعني أنك ذلك يجنبك الأضواء والمتابعة الدقيقة؟
فيريبك: لا أظن ذلك، شخصيا لا أقرأ الصحف ولا أطلع على ما يكتب، تصلني بعض الأخبار عما ينشر أحيانا، لكنني لا أعتبر نفسي محظوظا بمجرد أن المغاربة يولون إهتماما أكبر بالمنتخب الأول على حساب الأولمبي مثلا، كل ما هنالك أن التغطيات الصحافية تشمل الأحداث الكبرى، وأظن أن مشاركتنا في أولمبياد لندن ستجعلنا تحت المجهر ومتابعة وسائل الإعلام المغربية لنا ستكون دقيقة وهذا أمر طبيعي لا يختلف عليه إثنان.
- المنتخب: ما هو الحدث الذي أثر فيك أكثر خارج الملاعب بالشارع العام أو في تجمع تجاري أو في إحتكاك مع المواطنين؟
فيربيك: صراحة ليس هناك حدث بارز، إلتقيت بالعديد من المغاربة خارج الملاعب وأغلبهم يتمنون لي حظا موفقا في أولمبياد لندن، لذا أعي حجم المسؤولية التي على أكتافي ولا أريد أن أخيب ظن أحد.
المنتخب: المنتخب الأولمبي مقبل على المشاركة في دوري تولون ما بين 23 ماي وفاتح يونيو، هل هيأت لائحة هذا الدوري؟
فيربيك: أدرس بعض الأسماء التي من المنتظر أن يستفيد منها الناخب الوطني غيرتس في المنتخب الأول (لمح لإمكانية مجاورة برادة وبركديش للأسود)، وأنتظر قراره النهائي بشأن اللاعبين الذين سيشاركون رفقة المنتخب الأولمبي في دوري تولون، فلا يمكن أن أسمح بإلتحاق كل اللاعبين بالمنتخب الأول وأنا أعول عليهم لمعرفة مدى تطور مستوى الفريق الأولمبي، فعناصر مثل لبيض وفتوحي من الضروري أن تتواجد معنا.
- المنتخب: وماذا عن الوجهة التي سيتم التحضير فيها لهذا الدوري؟
فيربيك: من المنتظر أن ندخل هذا الدوري بعدما نتجمع مباشرة بفرنسا، الوقت لن يكون كافيا أمامنا للتهيء بما يكفي لكن اللاعبين الذين سيتم إستدعاؤهم جاهزون وينتظرون هذا الدوري بفارغ الصبر للظهور بصورة إيجابية.
- المنتخب: وبخصوص إختيارك لأمستردام الهولندية من أجل التحضير لنهائيات أولمبياد لندن 2012، هل وافقت على الأمر بشكل رسمي؟
فيربيك: هناك إمكانية للتحضير للألعاب الأولمبية في أمستردام الهولندية، لكن لا شيء لحد الآن رسمي في هذا الصدد، نريد إختيار وجهة متميزة من أجل التهيء بشكل جيد ودون ضغوطات، وأفضل أن تكون الوجهة لأوروبا للإشتغال على الجانب البدني والرفع من منسوب اللياقة البدنية لنكون جاهزين للإستحقاق الأولمبي الذي ننتظره منذ حجزنا لبطاقة التأهل.
- المنتخب: اللجنة الأولمبية ترخص بإختيارك لثلاثة لاعبين يفوق سنهم 23 عاما، هل حددت العناصر التي ستعتمد عليها؟
فيربيك: أتشاور مع غيرتس في هذه النقطة بإستمرار، ما أتمناه هو أن ترخص الأندية للاعبين الذين سأستدعيهم للعب رفقة المنتخب الأولمبي في لندن، لم يسبق لي التحدث بشكل مباشر مع أي من لاعبي المنتخب الأول، وكلفت غيرتس بمفاتحة العناصر التي أنوي الإعتماد عليها.
- المنتخب: العميد خرجة، هرماش والعرابي أبدوا إستعدادهم للعب رفقة الأولمبيين في لندن وكذلك بصير، كيف تعلق على هذا المعطى؟
فيربيك: من الرائع أن الأسماء التي ذكرتها أبدت إستعدادها للعب رفقة المنتخب الأولمبي، هرماش لاعب أكثر من رائع بدنيا وتقنيا وإن تمكن من الحضور رفقتنا سيكون الأمر حافزا للاعبي المنتخب الأولمبي، شخصيا لم أحسم بعد في الأسماء التي تفوق 23 سنة كما ذكرت سابقا، وما يهمني هو أن نحافظ على روح المجموعة التي تستلهم قوتها من العقلية التي لا تميل للنزعة الفردية.
- المنتخب: لنعرج على المنتخب الوطني للشبان الذي دخل غمار إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بالجزائر، كيف ترى مستقبل هذه الفئة وهل ستدعمها بلاعبين محترفين هي الأخرى؟
فيربيك: بنعبيشة يقوم بعمله على أكمل وجه رفقة منتخب الشبان، الهدف كما ذكرت هو التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بالجزائر.. اللاعبون الحاليون الذين يؤثتون صفوف الأشبال قدموا قناعات كبيرة وأكدوا بأنه يمكن التعويل عليهم، وفي المرحلة القادمة سنعمل على إضافة بعض المحترفين لتكوين منتخب قوي قادر على تحقيق إنتصارات في باقي الأدوار ، أصبحنا قريبين من تجاوز موريتانيا بعد الفوز هنا بخمسة أهداف، يتبقى لقاء إياب بنواكشوط لا يمكن أن نسقطه من إعتبارنا بعدها سنواجه غامبيا والفوز سيكون أيضا أمامها عز الطلب.
- المنتخب: منتخب أقل من 17 عاما عاد مؤخرا من دوري مونتيغو واحتل الرتبة التاسعة، كيف تفسر هذا الترتيب وأنت الذي تابعت المنافسة عن قرب؟
فيربيك: حقيقة كنت راضيا تمام الرضى على الصورة التي ظهر بها منتخب أقل من 17 عاما في هذا الدوري.. عبد الله الإدريسي يشتغل بدوره في صمت والمرتبة التي تحصل عليها الفتيان لا تعني أنه أخفق، فقد واجهنا منتخبات قوية كأنجلترا التي إنهزمنا أمامها بهدف لصفر، واليابان التي تعادلنا معها بهدف لمثله.
عموما الفرصة كانت مناسبة لهؤلاء اللاعبين من أجل التحضير لكأس إفريقيا 2013، وأكيد أنه في ظل إستمرار المعسكرات سنشكل نواة صلبة لهذا المنتخب.
حاوره بالمعمورة: أمين المجدوبي عدسة: