كانت بداية المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة الإمارات 2013 FIFA رائعة، حيث أحرز ثلاثة أهداف في الشوط الأول من المباراة الإفتتاحية ضد كرواتيا، وحقق نصراً لم يتوقعه أكثر المتتبعين تفاؤلاً. وكان دور المهاجم كريم أشهبار مهماً في انتزاع هذا الفوز، إذ سجل هدفين، وأكد بذلك أنه قناص أهداف متميز. وقد صرح الشبل المتعود على هز الشباك في مسابقات الفئات الصغرى بفرنسا بعد هذه البداية الواعدة: "إنني أحقق واحداً من أحلامي." ولد هذا المهاجم في مدينة غانغون الفرنسية، وهناك بدأت قصته مع الأهداف. حيث أثبت منذ الصبا علو كعبه في مركز المهاجم الأوسط، وأثارت مواهبه اهتمام مسؤولي فريق غانغون، مما دفعهم إلى التعاقد معه قبل عام تقريباً، وهو ما أشار إليه بالقول "هذا ما كنت أريده منذ الصغر، فقد ولدت هناك، ويعيش أبواي بالقرب من ملعب رودورو، لذلك كانت سعادتي عارمة عندما التحقت بفريق محترف." ولم يكن أشهبار ضمن نجوم المنتخب المغربي البارزين قبل بداية أعراس الإمارات 2013 رغم مؤهلاته الكبيرة وأهدافه الكثيرة في دوري الهواة الفرنسي. لكن الأنظار تركزت عليه بعد هدفيه في الموقعة الإفتتاحية، حيث سُجلا في ظرف 13 دقيقة وحَسما بشكل الكبير مصير المباراة. وكان هدفا أشهبار ضد الكتيبة الكرواتية متشابهين، وأثبتا أنه لاعب يجيد التمركز في معترك الخصم. حيث كان متواجداً في المكان المناسب، واستطاع إيداع الكرة بسهولة في الشباك بعد اختراقات رفيقه عمر العرجون وتمريرته. وقد ذكر الهداف الواعد لموقع FIFA.com "لعبنا مباراة جيدة، واستطعنا إحراز 3 أهداف في الشوط الأول، وهو أمر لم نكن ننتظره بطبيعة الحال."
أحلام وواقعية يدرك كريم أن الطريق أمامه طويل وشاق، رغم ذلك يبدو مستقبله مشرقاً بالنظر إلى حاضره مع فريقه ومع منتخب تحت 17 سنة، وهو عازم على مواصلة الإجتهاد حيث قال: "لن أستكين أو أسترخي كي أتمكن من مواصلة التطور، ويتعين عليَّ الإستمرار، فهدفي هو اللعب في الدرجة الأولى مع غانغون." وأوضح المهاجم بشأن مشاركة المنتخب المغربي في الإمارات 2013 "جئنا عازمين على القيام بأدوارنا على أحسن وجه. إنها المرة الأولى التي يشارك فيها المنتخب المغربي لهذه الفئة العمرية في كأس العالم، لكننا واثقون من قدرات فريقنا رغم قوة الخصوم وصلابتهم، ونتمنى الذهاب بعيداً في هذه المسابقة." وعلق على الإنتصار على كرواتيا وهدفيه مصرحاً "سأكون كاذباً إذا قلت أنني كنت أتوقع هز الشباك مرتين في وقت وجيز خلال المباراة الأولى وضد فريق محكم التنظيم مثل المنتخب الكرواتي. قدمنا مباراة كبيرة، ولا أقصد بذلك نفسي فقط، بل الفريق برمته. وأنا اليوم أعيش حلماً بعد كل ما جرى." وسيواجه المغاربة يوم الاثنين القادم منتخب أوزبكستان ضمن منافسات الجولة الثانية، وستكون معنويات خصومهم مرتفعة بعد الإنتصار على بنما في الموقعة الأولى، لذلك لن تكون مهمة أشهبار ورفاقه سهلة. حيث ذكر المهاجم في نهاية المقابلة معه: "إنهم خصم صعب، وأتمنى أن نحافظ على المستوى ذاته وعلى العزيمة ذاتها. إذا تمكنت من إحراز الأهداف سيكون ذلك جيداً، بيد أن الأهم هو أن نحقق الفوز."