كبر لاعبو المنتخب المغربي للفتيان لكرة القدم بتحقيقهم إنجازا مهما، أمس الجمعة، في منافسات كأس العالم لهذه الفئة، الذي تستضيف الإمارات العربية المتحدة منافساته وتجاوز أشبال المدرب عبد الله الإدريسي منتخب كرواتيا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، بعد أن أنهوا الشوط الأول من المباراة، التي احتضنها ملعب نادي دبا الفجيرة متقدمين بثلاثة أهداف لصفر أحرزها كل من نبيل أشهبار، لاعب غانغون الفرنسي، في الدقيقتين 27 و40، قبل أن يضيف العميد نبيل الجعدي، لاعب أندرلخت البلجيكي، الهدف الثالث في الدقيقة 44. أما الهدف الكرواتي الوحيد فأحرزه روبرت موريتش في الدقيقة 59، وبالتالي أول الخطو تألق لفتيان المغرب في المونديال. ويعد الفوز الأول في أول حضور للكرة المغربية في مونديال الفتيان حافزا مهما للمنتخب الوطني المغربي للذهاب بعيدا في منافسات المجموعة الثالثة، التي تضم، أيضا، منتخبي أوزبكستان وبنما اللذين تواجها في وقت لاحق أمس. فبعد مرحلة جس النبض فرض اللاعبون المغاربة أسلوبهم وكانوا أكثر فعالية من المنتخب المنافس، إذ وضعوا نصب أعينهم النقاط الثلاث. وبعد أن أبان المنتخب الكرواتي عن خطورته وسرعته في التنفيذ خاصة خلال الهجمات المضادة، قلب الأشبال الطاولة على المنافس وحسموا الأمور في الدقائق العشرين الأخيرة من الشوط الأول، إذ تمكن رأس الحربة المغربي كريم أشهبار من إحراز الهدف الأول في الدقيقة 47 بعد تلقيه الكرة فوق طبق من ذهب من طرف زميله عمر العرجون، لاعب الرجاء البيضاوي، الذي انسل من الجهة اليسرى. وتعامل المدرب المغربي عبد الله الإدريسي بذكاء مع المرحلة الموالية للهدف وأغلق المنافذ مع اعتماد دفاع مزدوج تأرجح بين تحصين المنطقة وفرض الحراسة على العناصر التي بإمكانها تشكيل الخطورة، لكنه لم ينس مع ذلك الواجب الهجومي فهدد لاعبوه مرمى الحارس الكرواتي خاصة عن طريق حمزة الساخي. وتفاديا لأي انقلاب في الشوط الثاني رفع اللاعبون المغاربة الغلة عبر الطريقة نفسها التي أحرزوا بها الهدف الأول، إذ كان الممرر هو العرجون ومن الجهة نفسها، كما أن موقع الهدف لم يتغير ويتعلق الأمر بأشهبار في الدقيقة 40. وبينما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة تلقى نبيل الجعدي تمريرة متقنة وسدد الكرة على طريقة اللاعبين الكبار ومن موقع صعب وتمكن من إحراز الهدف الثالث، بعد إسكان الكرة في مرمى الحارس الكرواتي ماريتش لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق ثلاثة أهداف لصفر. وانطلق الشوط الثاني من المباراة على نحو مختلف، إذ بادر لاعبو المنتخب الكرواتي بالهجوم في حين مالت العناصر الوطنية إلى الاستعراض في بعض الأحيان، وكأن الهدف هو تأمين نتيجة الشوط الأول، ويمكن القول إنه تأتت للمنتخب الكرواتي أفضل بداية ممكنة للشوط الثاني، إذ أحرز هدفا على مشارف نهاية الثلث الأول من الشوط المذكور عبر لاعبه روبرت موريتش (الدقيقة 59). وكان من الطبيعي أن يرجح ذلك كفة المنتخب الكرواتي، الذي تحكم في الأمور وشكل بعض الخطورة على مرمى الحارس المغربي أوسعيد بلكوش، لكن دون أن ينال مراده، ولما لاحظ المدرب الإدريسي أن إيفان جوديلي يرمي بكل أوراقه بحثا عن هدف ثان يسهل مهمة إدراك التعادل على الأقل ضخ (الإدريسي) دماء جديدة في شرايين المنتخب الوطني عبر التغييرات، إذ أشرك يونس بن مرزوق وبلال جلال بدلا من حمزة ساخي والعميد نبيل الجعدي، ومكنه ذلك من تحقيق التوازن المطلوب وتهديد مرمى كرواتيا في أكثر من مناسبة، وبالتالي تمكن من تدبير الأمور على نحو مكن المنتخب المغربي من الحصول على أول فوز وأول ثلاث نقاط في المونديال الذي كان حضوره حلما طال انتظاره. وقال عبد الله الإدريسي مدرب المنتخب الوطني المغربي للفتيان أمس "نحن سعداء بالانتصار والأداء الذي قدمه لاعبونا ضد كرواتيا، لكن لا يجب أن نغتر، إذ ينتظرنا عمل صعب لأن المهمة ليست سهلة ونحن في بداية المسار". وأضاف "أكيد أن الفوز في المباراة الأولى يشكل حافزا معنويا ويساعد على العمل دون ضغوط، خصوصا إذا كان على حساب منتخب قوي ومقلق مثل كرواتيا، الذي لعبت عناصرنا ضده بشكل جيد، وأثبتت أنها في مستوى الحدث العالمي".