تختتم مساء اليوم الدورة الخامسة من البطولة الوطنية الإحترافية بمواجهة قوية تدور رحاها على أرضية ملعب بن محمد العبدي بالجديدة، والتي سيكون طرفاها الدفاع الحسني الجديدي والمغرب الرياضي الفاسي الذين وإن كانا يبدوان متقاربين نوعا ما في سلم الترتيب، إلا أن مسارهما في الدورات الأخيرة متناقض إن على مستوى الأداء التقني الذي يقدمانه على رقعة الملعب أو نتائجهما المسجلة، ومن ثمة تبدو حظوظ الدكاليين راجحة على الورق لإحراز ثاني فوز لهم في بطولة هذا الموسم وتزكية صحوتهم الأخيرة، في وقت يسعى فيه المغرب الفاسي إلى المصالحة مع النتائج الإيجابية بفوز من قلب مدينة الجديدة يعيده إلى السكة الصحيحة وينهي خريف الغضب لدى أبناء العاصمة العلمية. وكانت لجنة البرمجة التابعة للجامعة، قد استجابت لطلب الدفاع القاضي بتأخير مباراته ضد المغرب الفاسي بنحو 24 ساعة تقريبا، لتزامن موعدها الأصلي مع اختتام فعاليات معرض الفرس في نسخته السادسة، وهو ما فرض على مدربي الفريقين عبد الحق بنشيخة وطارق السكتيوي إدخال تعديلات بسيطة على برنامجهما الإعدادي خلال الأسبوع الماضي، حتى يكون اللاعبين في قمة جاهزيتهم البدنية والتقنية خلال المواجهة المرتقبة التي يراهن عليها الفريقان لانتزاع نقاط الفوز، وبخاصة الفريق المحلي الذي ما زال يتحسر على ضياع ثلاث نقاط ثمينة كانت في المتناول عندما حل ضيفا في آخر دورة على الفتح الرباطي، وسيحاول تعويضها أمام النمور الجريحة التي تجرعت مرارة أول هزيمة لم تكن لا في البال ولا في الحسبان بميدانهم ضد قراصنة سلا، هزيمة أحرجت أصدقاء المشاكس سفيان طلال كثيرا مع مناصري الفريق الأصفر، هذا الأخير يتقاسم مع مضيفه هموم الأزمة المالية الخانقة التي جعلت اللاعبين الجديديين والفاسيين يهددون في آخر أسبوع بإضراب إنذاري عن التداريب لحمل المسؤولين على الإفراج عن متأخرات المستحقات المادية التي طال أمدها، وهذا المعطى سيلقي بكل تأكيد بظلاله القاتمة على أجواء مباراة اليوم التي ستشهد غيابات مؤثرة ووازنة في صفوف المغرب الفاسي، وخاصة أجدو، البرازيلي جيفرسون، حلحلول، اليوسفي والوردي ستزيد من صعوبة مهمة أشبال الإطار التقني الشاب السكتيوي الذي سيكون في اختبار صعب أمام مدرب مجرب وواقعي اسمه بنشيخة الذي بدأ الدفاع يجني تدريجيا ثمار عمله الإحترافي، بالرغم من أن الإطار التقني الجزائري الذي يخوض أول تجربة له داخل البطولة الإحترافية، يعترف بأن فريقه لم يصل بعد إلى قمة جاهزيته على كافة المستويات، ويحرص كثيرا رفقة لاعبيه أو «الأولاد» كما يحلو له مناداتهم على احترام الخصم، بغض النظر عن قيمته الفنية ووضعيته في سلم الترتيب. وبخلاف المغرب الفاسي الذي يشكو من إعاقات بشرية، ستكون الكثيبة الدكالية مكتملة الصفوف في لقاء اليوم الذي سيبحث فيه الدفاع عن فوزه الثاني في البطولة، يقربه من دائرة المطاردة، ويمنح جرعة ثقة إضافية للاعبيه قبل المواجهة الحارقة التي تنتظرهم نهاية الأسبوع الجاري ضد الوداد البيضاوي في قمة ربع نهائي كأس العرش التي لم يحدد مكان إجرائها بعد. وبين طموح فرسان دكالة في إضافة ثلاث نقاط جديدة إلى رصيدهم تزكي نسقهم التصاعدي، ورغبة النمور الصفر في مداواة جراحهم المثخنة إثر سقوطهم المذل أمام جمعية سلا، عبر الفوز على الدفاع بعقر داره، تماما كما فعلوا الموسم الماضي مع مدربهم الجزائري السابق عز الدين أيت جودي عندما وقعوا على انطلاقتهم الحقيقية من ملعب العبدي وبثلاثية تاريخية، تكمن أهمية المباراة القوية والمنتظرة بين الدفاع والمغرب الفاسي التي بالرغم من برمجتها في الرابعة والنصف عصرا، مع ما قد يسببه هذا التوقيت من إحراج لكثير من الشرائح الإجتماعية، خاصة الطلبة والموظفين الذين سيحرم عدد كبير منهم من متابعة اللقاء بالملعب، فإنها ستفي بوعودها، لتوفر الفريقين على لاعبين موهوبين قادرين على صنع الفارق.