رأى اسطورة كرة السلة الأميركية مايكل جوردان أنه لو كان يلعب في نفس حقبة النجمين الحاليين لدوري المحترفين ليبرون جيمس وكوبي براينت لتفوق على الأول وجها لوجه في مباراة فردية, ولخسر على الأرجح أمام الثاني لانه "سرق جميع حركاتي". وجاء تصريح جوردان في فيديو ترويجي ترافق مع إطلاق لعبة "ان بي 2 كاي 2014" اليوم الثلاثاء ويتحدث فيه عن لاعبين من حقبات مختلفة كان يتمنى مواجهتهم في ذروة عطائه, اي في التسعينات حين قاد شيكاغو بولز للفوز بلقب الدوري ست مرات. واعتبر جوردان أن كان بإمكانه الفوز على كل من دواين وايد (ميامي هيت حاليا) وكارميلو انتونيو (نيويورك نيكس) والنجوم السابقين جوليوس ايرفينغ وايلجين بايلو وجيري وست اضافة الى ليبرون جيمس الذي قاد ميامي هيت للفوز بلقب الدوري خلال الموسمين الاخيرين. وقال جوردان (50 عاما) عن اللاعبين الستة الموجودة صورهم على غلاف اللعبة الالكترونية: "لا أعتقد أني كنت سأخسر (أمام أي منهم)", مضيفا "لكني قد أخسر أمام كوبي براينت لأنه سرق كل حركاتي". ورد نجم لوس انجليس ليكرز على جوردان في حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي, قائلا: "إنه مفعول أحجار الدومينو...سرقت بعض حركاته...الجيل الحالي سرق بعض حركاتي". أما في ما يخص رد فعل جيمس, المتواجد مع فريقه ميامي في الباهاماس في معسكر تحضيري للموسم المقبل, حول ما قاله جوردان فنقلت عنه صحيفة "ميامي هيرالد" قوله: "هل كان ذلك من أجل لعبتي (أي في الحملة الترويجية للعبة الجديدة)? فهذه دعاية جيدة اذا". وتساءل جيمس الذي أحرز جائزة أفضل لاعب في الدوري في أربع مناسبات, كيف ستكون النتيجة لو تواجه مع جوردان في مباراة رجل لرجل حين كان الاخير في قمة مستواه, مضيفا "لكن لا احد سيتمكن ابدا من رؤية هذا الامر ولن يحصل. من الجيد للناس التحدث عن موضوع من هذا النوع". وغالبا ما يقوم جمهور الدوري الاميركي للمحترفين وحتى المحللين بالمقارنة بين جيمس وجوردان وبين الاخير وبراينت او بين الثلاثة, لكن هناك شخص واحد قادر اكثر من غيره على المقارنة بين الاخيرين وهو المدرب الاسطورة فيل جاكسون الذي استجاب في ماي لما أراده الملايين وقارن بين لاعبيه السابقين. "جوردان كان أفضل في قيادة رفاقه الى المعركة, وبراينت رجل الفوز مهما كان الثمن وسيسجل 81 نقطة بمفرده اذا ما دعت الحاجة", هذا ما قاله جاكسون في كتابه الجديد "11 خاتما: روحية النجاح" الذي يتحدث فيه عن مشواره التدريبي والالقاب ال11 التي أحرزها مع جوردان وبراينت في شيكاغو بولز (1991 و1992 و1993 و1996 و1997 و1998) ولوس انجليس ليكرز (2000 و2001 و2002 و2009 و2010) على التوالي. ورأى جاكسون الذي يتصدر لائحة المدربين الأكثر فوزا بلقب الدوري الأميركي بفارق لقبين أمام ريد اورباخ, بان جوردان كان يمثل القوة والصلابة فيما يتميز براينت بالسلاسة والسرعة, مشيرا الى أن رغبة اللاعبين باحراز الالقاب كانت على نفس القدر من الحماس والاندفاع وبان براينت مستعد للتضحية بقدر جوردان من اجل تحقيق هذه الغاية. "أحد اكبر الفوارق بين النجمين من وجهة نظري هو ان مايكل كان أكثر تفوقا كقائد", هذا ما كتبه جاكسون في كتابه المكون من 339 صفحة. وأضاف "رغم انه كان في بعض الأحيان قاسيا على زملائه, كان مايكل متمرسا في السيطرة على الجو العاطفي للفريق بفضل قوة حضوره", واصفا جوردان بأنه كان قائدا بالفطرة, فيما كان براينت بحاجة إلى التعلم كيفية السماح للاخرين القيام بعملهم لكي يقترب منهم أكثر عوضا عن توجيه الأوامر. وتابع "كانت الطريق طويلة أمام براينت قبل أن يصل إلى هذا الامر (ان يصبح قائدا). كان قادرا على اللعب بشكل جيد لكن كان عليه اختبار الحقيقة المرة للقيادة, خلافا لمايكل الذي ولدت معه". ولطالما طلب من جاكسون الذي اعتزل التدريب في 2011 بعد ان بدأ مسيرته عام 1989 مع شيكاغو بولز (بقي في منصبه حتى 1998) ثم انتقل الى ليكرز عام 1999 وبقي معه حتى اعتزاله (تخلى عن تدريب الفريق خلال موسم 2004-2005 قبل ان يعود في الموسم التالي), ان يقوم بالمقارنة بين جوردان وبراينت لكنه رفض ذلك قبل ان يرضخ ويدخل في مقارنة تفصيلية من خلال كتابه. ورأى جاكسون ان براينت الذي سجل في احدى المرات 81 نقطة في سلة تورونتو رابتورز, يتمتع بذهنية الفوز مهما كان الثمن ولا يعرف معنى لكلمة الاستسلام وسيواصل التسديد على السلة حتى لو لم يكن موفقا حتى ينجح في التسجيل. اما جوردان فكان افضل في مجاراة الوضع القائم وافضل في التأقلم والاستماع الى جسده وما يحاول ان يقول له في يوم معين, اي اذا كان يشعر بالارهاق او الاوجاع... واذا كانت تسديداته لا تجد طريقها الى السلة فينتقل للتركيز على الناحية الدفاعية او تمرير الكرات الحاسمة لزملائه, واذا شعر انه موفقا في التسديد من خارج القوس فسيدك سلة الخصم بالثلاثيات حتى الثانية الاخيرة اذا كان فريقه بحاجة الى تلك السلة التي تمنحه الفوز في الوقت القاتل. وتابع جاكسون "ميول مايكل كانت الاختراق بين المدافعين بقوة وصلابة فيما يحاول كوبي في اغلب الاحيان الاحتكام الى السلاسة من اجل التوغل بين تكتل لاعبي الفريق الخصم". وتحدث جاكسون عن الاختلاف في الشخصية بين جوردان وبراينت لان الاول ولد وترعرع في الولاياتالمتحدة في حين ان الثاني امضى معظم فترات طفولته في ايطاليا حيث كان والده جو "جيليبين" براينت لاعبا ثم مدربا. "انه مختلف", هذا ما قاله جاكسون عن براينت الذي يتحدث الايطالية والاسبانية الى جانب لغته الام, مضيفا "كان متحفظا كمراهق. جزء من ذلك يعود الى انه كان اصغر من اللاعبين الاخرين ولم يطور مهارات التواصل الاجتماعي في الجامعة. عندما انضم كوبي الى ليكرز, تجنب في بادىء الامر التأخي مع زملائه". وأشار جاكسون الى ان براينت احتاج الى بعض الوقت لكنه تعلم في نهاية المطاف أن يصبح زميلا افضل.