نحن جيل المستقبل وعلى الجمهور أن يثق فينا الفريق الوطني أعطى إشارات قوية أمام كوت ديفوار وجدت أجواء رائعة ولم أندم على إختياري المغرب أنا مرتاح مع تورينو وخمس سنوات بإيطاليا أكسبتني تجربة كبيرة عمر القادوري، لاعب أعطى الإنطباع بأنه قادم بقوة ليضمن لنفسه مكانة أساسية في الفريق الوطني، قدم إشارات كبيرة في المباراة التي جمعت الفريق الوطني المغربي ونظيره الايفواري، يتوفر على إمكانيات كبيرة ومؤهلات تقنية مكنته من ترجمتها على أرض الواقع، وأشاد العديدون بأداء القادوري في هذه المباراة، وإعتبروه مكسبا كبيرا للكرة المغربية لما يتوفر عليه من تجربة مهمة من شأنها أن تفيد الفريق الوطني. هو لاعب خلوق لا تفارقه الإبتسامة، إندمج بسرعة كبيرة مع محيط زملائه. في هذا الحوار نتقرب أكثر من هذا اللاعب الموهوب الذي إختار اللعب للفريق الوطني بعدما فضله عن المنتخب البلجيكي، ولم يخطئ الإختيار.. كيف وجد الفريق الوطني؟ وكيف عاش أجواءه؟ وما هي ذكرياته مع المنتخب الأولمبي؟ كل الأسئلة حملناها إلى عمر القادوري المحترف بفريق تورينو الإيطالي. - المنتخب: نعود للحديث عن الفريق الوطني ونتيجة التعادل التي حققها أمام منتخب كوت ديفوار، ما تعليقك؟ القادوري: أعنقد أننا قدمنا أداء جيدا إستحسنه الجميع لدرجة أن الإيفواريين هنأونا على الأداء، وقالوا بأن الفريق الوطني سيقول كلمته في المستقبل خاصة وأنه يتوفر على عناصر شابة.. كان بالإمكان العودة بنتيجة الفوز لو أننا سجلنا المحاولات التي أتيحت لنا، لكن الحكم كان قاسيا معنا بعض الشيء، ومع ذلك منحنا الطمأنينة للجمهور المغربي الذي عليه أن يثق في الفريق الوطني، ويساند هؤلاء اللاعبين لأنهم ما زالوا شبانا، وإن شاء الله سيقولون كلمتهم في كأس إفريقيا للأمم التي سينظمها المغرب عام 2015، لذلك يجب الإستمرار في العمل. - المنتخب: هل أنت مطمئن بمستقبل الفريق الوطني؟ القادوري: أظن بأن الفريق الوطني قدم إشارات قوية على أن هناك أمل في المستقبل، وأن النواة الحقيقية للمنتخب الوطني بدأت تتضح، وعلينا أن نستمر في هذا العمل مع الطاقم التقني، هناك إنسجام بين كل المكونات داخل الفريق الوطني، وأظن بأن الأجواء التي عشناها بأبيدجان كانت رائعة وإنعكست إيجابيا على نفسيتنا وهو ما شجعنا على تقديم أداء جيد أمام منتخب كوت ديفوار، ويمكن إعتبار هذه المباراة محطة لإعداد الفريق الوطني للمرحلة القادمة. - المنتخب: كيف وجدت أداء اللاعب المحلي الذي يمارس في البطولة الإحترافية برفقة الفريق الوطني؟ القادوري: أظن بأن اللاعب الذي يمارس في البطولة الإحترافية لا يقل أداء عن اللاعب الذي يمارس في البطولات الأوروبية، بدليل المستوى الذي قدمه محمد أولحاج وعبد اللطيف نوصير وصلاح الدين السعيدي الذين لعبوا أساسيين في المباراة أمام كوت ديفوار، وهذا مهم بالنسبة للكرة المغربية التي عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، نحن نشكل لحمة واحدة وهذا هو سر قوتنا. - المنتخب: مرحبا بك عمر القادوري على جريدة المنتخب، نريد لو عدنا معك إلى البدايات، كيف جاء عشقك لكرة القدم؟ القادوري: لقد عشقت كرة القدم وأنا في سن صغيرة، زاولتها مع الأطفال في الأزقة، ما جعلني أعشقها، عرفت الكرة بحي سكاربيك ببروكسيل، حيث عشت هناك ومع مرور الوقت إلتحقت بأندية تنتمي للهواة تعلمت بها أبجديات الكرة.. في حدود سنة 2007 إلتحقت بفريق أندرليخت الذي قضيت به مدة عامين، لعبت بفئة 19 سنة وأيضا في الفريق الرديف، وقد عشت بأندرليخت محطة مهمة، حيث أصبح الكثيرون يعرفونني وحتى وسائل الإعلام كانت تتحدث عن تجربتي ومؤهلاتي، وبكل صراحة أسعدني كثيرا ومكنني من مواصلة عشقي لكرة القدم، بل حفزني على أن أجتهد. - المنتخب: وأنت بأندرليخت، هل كنت تلتقي بوصوفة؟ القادوري: في تلك الفترة كنت لاعبا مغمورا وغير معروف، لكن بوصوفة كان يعتز بي بوجودي في الفريق وكان يشجعني وكنت أيضا فخور به لكونه كان أنذاك يحظى بتقدير كبير من جمهور نادي أندرليخت. - المنتخب: بعد هذه التجربة مع أندرليخت جاءت المحطة الثانية التي كانت مهمة ويتعلق الأمر بإنتقالك لفريق بريشيا الايطالي، كيف عشت هذه التجربة؟ القادوري: أظن بأن كل لاعب يجتهد إلا ويصل الى الهدف المنشود، الحمد لله جاء عرض بريشيا الإيطالي في وقته، وكنت فخورا بدفاعي عن قميص بريشيا، والواقع وجدت ترحيبا كبيرا هناك، قضيت ببريشيا حوالي ثلاث سنوات كانت مهمة جدا، تعرف علي من خلاله الجمهور الإيطالي وأصبحت لاعبا مشهورا بعد أن سلطت الصحافة علي أضوائها، ثلات سنوات كانت مهمة في مشواري الكروي، بدليل أنني لعبت ما يقارب 56 مباراة وسجلت 15 هدفا. - المنتخب: وأنت ببريشيا ألم تتلق بعض العروض للإنتقال إلى أندية أخرى؟ القادوري: فعلا كانت هناك بعض العروض، لكن فريق بريشيا كان يريد الإستفادة ماديا، لذلك أكملت ثلاث سنوات في صفوفه. - المنتخب: بعد ذلك إنتقلت خلال ثلاث سنوات لفريقي سيدتيرال ألتو ونابولي الإيطاليين، كيف عشت هذين التجربتين؟ القادوري: فعلا إنتقلت إلى هذين الفريقين وكانت محطتين مهمتين، واصلت التأقلم مع الأجواء بإيطاليا وإستطعت أن أفرض إسمي في البطولة الإيطالية التي أعتبرها مهمة وتعرف وجود عدة أندية كبيرة. - المنتخب: بعد ذلك إلتحقت بتورينو الذي تلعب له حتى الآن؟ القادوري: فعلا إنتقلت إلى فريق تورينو هذا الموسم، وأنا سعيد بهذه التجربة التي أضافت لي الشيء الكثير، والحمد لله المدرب يقدرني واللاعبون يحترمونني، والتجربة مع تورينو ستفيدني كثيرا لكونه فريق كبير وله قاعدة جماهيرية عريضة، وأظن أن الخمس سنوات التي قضيتها بإيطاليا مكنتني من التأقلم مع الأجواء الإيطالية، بعد أن عشت في بلجيكا. - المنتخب: على ذكر بلجيكا، كنت قد لعبت للمنتخب البلجيكي لاقل من 19 سنة ثم المنتخب الأولمبي، كيف جاء إختيارك للمغرب؟ القادوري: لقد فضلت المغرب لأنني مغربي وأفتخر بذلك، وحلمي كان في الأول أن ألعب للفريق الوطني الذي كنت من المولعين بمتابعته وعندما توصلت بدعوة من الناخب الوطني السابق إريك غيرتس فرحت، وكان هذا الخبر من أجمل ما تلقيته في حياتي، أن تلعب لمنتخب بلادك فهذا شيء رائع. - المنتخب: بعد ذلك شاركت مع المنتخب الأولمبي في الألعاب الأولمبية، ماذا أضافت لك هذه التجربة؟ القادوري: لقد كانت تجربة رائعة قربتني من الجمهور المغربي، وعرفت جيدا الأجواء داخل الفريق الوطني، كانت أجواء رائعة صراحة، وعبره إلتحقت بالمنتخب الأول وقد حققت الحلم الذي كان يراودني منذ أن كنت صغيرا. - المنتخب: وكيف وجدت الأجواء داخل الفريق الوطني؟ القادوري: بكل صراحة هي أجواء رائعة، اللاعبون في إنسجام تام والطاقم التقني يشجعنا ويدعمنا إلى جانب مساعديه، وأنا سعيد بحملي للقميص الوطني، ولن أندم على إختياري، علما أن صديقي سفيان بيداوي كان دائما يحكي لي عن الأجواء داخل المنتخب الوطني الأولمبي ما شجعني على تلبية الدعوة بلا تردد. - المنتخب: ماذا تقول في كلمة مفتوحة؟ القادوري: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور المغربي، أشكركم على هذا الحوار الذي سيقربني أكثر من الجمهور المغربي الذي لا يعرف عني الشيء الكثير، وأوجه تحياتي لكافة المغاربة داخل وخارج أرض الوطن، وأتمنى الإستمرارية في العمل الذي يقدمه الطاقم التقني للفريق الوطني، لأنه لا تفصلنا عن كأس إفريقيا سوى سنة وبعض الشهور وعلينا أن نستغلها حتى نكون جاهزين لها بمعنويات مرتفعة وحماس كبير.