سيكون ملعب سانتياغو بيرنابيو السبت المقبل قبلة لكل عشاق المستديرة الساحرة في الوقت الذي يصطدم فيه إنتر ميلان الإيطالي بنظيره بايرن ميونيخ الألماني في نهائي عصبة الأبطال. قمة موعودة ومعجونة بكل ثوابل الفرجة سيسعى من خلالها النيراتزوري و البافاريين إخراج كل الأسلحة لتقديم طابق كروي في المستوى يبحث من خلاله أحدهما عن اللقب الثالث هذا الموسم. لقاء الإمتاع والسحر بين ممثل إيطاليا وألمانيا من المنتظر أن يرتقي للقمة بالنظر لقيمة فارسي النهاية وقدرتهما على إخراج مباراة وفق أحلى سيناريو تجاوز إنتر ميلان الايطالي وبايرن ميونيخ الألماني كل العراقيل ليحطا الرحال بالعاصمة الإسبانية مدريد وبالضبط بملعب سانتياغو برنابيو حيث ستجرى النهاية الخالدة بين النيراتزوري والبافاريين.. أشبال البرتغالي مورينيو بصموا على أداء واقعي منذ دور الجموعات بعدما تأهلوا في المجموعة السادسة رفقة برشلونة وتجاوزوا عقبة تشيلسي الإنجليزي في دور الثمن وأزاحوا سيسكا موسكو الروسي في الربع مع العلم أنهم بعثروا أوراق البارصا في النصف وأجبروها على توديع المنافسة لضمان بطاقة العبور لأرض الماتادور. من جانبه بصم الفريق الألماني على بداية موفقة وبعدما حل ثانيا في المجموعة الأولى خلف بوردو تابع مسيرته بكامل السحر بعدما أخرج فيورنتينا الايطالي في الثمن وقضى على أمال مانشستر يونايتد في الربع في نزال ناري وأقصى ليون الفرنسي في النصف ليؤمن عبوره للنهائي. إنتر وبايرن استحقا العبور للنهائي وتطور أدائهما كان أكبر دليل على التفوق الذي رسماه منذ البداية أمام أعتد المنافسين في القارة الأوروبية. يسعى بايرن ميونيخ الألماني لحصد لقب عصبة الأبطال الأوروبية لخامس مرة في تاريخه بعدما نال لقب 747576 و2001 في حين يريد إنتر معانقة اللقب الثالث بعد نجمتين تحصل عليهما في الزمن الغابر وبالضبط في سنتي 64 و65, وأكيد أن مأمورية الطرفين لن تكون سهلة باعتبار تقارب مستوى الفريقين ورغبتهما الحثيثة في التتويج ومعانقة المجد الأوروبي. الإيطاليون يسعون لتأكيد الذات والألمان يبحثون عن موطئ قدم رفقة كبار القارة للعودة إلى الواجهة باعتبار أن الفريق يعد من الأندية الرائدة والتي لطالما نافست على الألقاب واستطاعت أن تكسب الرهانات الصعبة وهو ذات المعطى الذي يشترك معه فيه إنتر الذي يسعى للتصالح مع جمهوره الذي تعود على الألقاب وبات يطالب اللاعبين أكثر من أي وقت مضى بالنجمة الثالثة. إستطاع إنتر أن يحقق الأهم مع البرتغالي مورينيو بفضل الخطط المتنوعة التي لعب بها وبخاصة نهج الكاطناتشيو حيث يقوم بجدارين من الدفاع يستحيل معهما أن يستقبل أهداف إلا في مناسبات قليلة, ويراهن الهولندي فان غال على الكرة الشاملة والهجوم والدفاع بأكبر عدد من اللاعبين لإبطال مفعول رفاق البرازيلي لوسيو الذي سيجد نفسه في مواجهة بايرن التي قضى معها أحلى الأوقات بعدما جاورها لسنين. عموما الطرفان معا بلغا النهائي الحالم بفضل خطة دفاعية متشابهة والاعتماد على الهجومات المضادة التي كان يقودها من جانب الإيطاليين الأرجنتيني مليتو والكاميروني إيطو، أما من جهة الألمان فقد كان يستغلها الصربي أوليتش والهولندي روبن. عموما بالنظر إلى تشكيلة الفريقين يبدو أن حظوظهما متساوية على اعتبار أنهما يضمان خيرة اللاعبين والذين بإمكانهم إرباك الحسابات في أي لحظة وهو المعطى الذي يذل أن الفريقان معا سيقدمان فاصلا كرويا في المستوى لإرضاء جماهيرهما. ما يزيد من حلاوة النهائي هو رغبة إنتر وبايرن نيل الثلاثية الخالدة، فبعدما حققا لقب البطولة والكأس بات لقب التشامبيونسليغ حلم فارسي النهاية لإنهاء الموسم في أعلى مستوي. تباشير القمة النارية لاحت في الأفق والإصطدام العنيف يؤشر أن النهائي سيكون غير عادي باعتبار أن الفريقين معا وضعا أخر اللمسات واللاعبون باتوا جاهزين لخوض نزال غير مسبوق ستغطيه العديد من وسائل الإعلام الأجنبية التي تنظر إلى الحدث كقيمة تاريخية بحمولة كروية منقطعة النظير. إنتر وبايرن عملاقان بسلاح التحدي في نزال هيتشكوكي من المنتظر أن يتابعه جمهور سيفوق 60 ألف متفرج لرسم أحلى الإبداعات في مدرجات سانتياغو بيرنابيو. البرتغالي مورينيو الذي ودع جماهير إنتر بعد مسيرة ناجحة يراهن لتحقيق الفوز على بايرن ليؤكد بالملموس أنه نجح في قيادة فريقه إلى بر الأمان واستطاع أن يبصم على موسم موفق يمني النفس في أن ينهيه وفق أحلى سيناريو. أما فان غال والذي كان الكل يتنبأ له بالفشل فقد كذب كل التكهنات وجعل من بايرن معادلة صعبة حيرت العقول ولم يقو على فك رموزها الضاربين في علوم اللعبة بالنظر إلى التركيبة البشرية القوية للفريق وقدرته على إرباك حسابات الخصوم في أي لحظة. عموما البرتغالي مورينيو صرح أنه سيفعل المستحيل لإدراك اللقب الأغلى أوروبيا ونظيره فان غال قال بأن هامش الخطأ صغير للاعبيه المطالبين بالفوز في النزال أكثر من أي وقت مضى.