ماذا بعد الصعود يا سلا؟ إحتفل مكتب جمعية سلا بصعوده للبطولة الإحترافية بعد موسم من العمل رفقة المدرب الشاب أوشلا الذي قدم أوراق إعتماده كواحد من الأطر القادمة بقوة في عالم التدريب، المليء بالأشواك في المغرب، ولعل إنتقاله لصفوف فريقه الأم الجيش الملكي، يكون بالخطوة الإيجابية لأنه سيتعلم في الفريق العسكري كيف يجتاز الألغام ويحطم المنافسين والحاقدين في مهنة فيها الكثير من المتربصين، الذين يرفعون شعار «غفل طارت عينك». بقدر ما يهنأ أوشلا على ما قدمه لجمعية سلا، إلا أن علامات الإستفهام ومنذ تأكد صعود الفريق السلاوي لما يسمى تجاوزا ب «البطولة الإحترافية»، كثرت وكثر معها الأسئلة بخصوص ما أعده المكتب الحالي لمواجهة صعاب الموسم المقبل، فالفريق يعاني على مستوى مداخيل الجمهور، وعائدات الإستشهار، ومنح المجالس المنتخبة ،ومغادرة المدرب الذي حقق الصعود، ومجموعة من اللاعبين الذين كانوا فاعلين في تحقيقه، ناهيك عن مسابقته للوقت من أجل مواكبة الإصلاحات التي يخضع لها ملعبه بوبكر عمار ليكون في حلة جديدة مع إنطلاق الموسم المقبل. جمعية سلا تعاني من العديد من المشاكل، وأكيد أن الفريق سيعيد سياسة المصعد، إن لم يجتمع السلاويون فيما بينهم، لتذويب كل الخلافات، وتجنب كل النعرات، لتكون سليلة العياشي، ممثلة بفريق في القسم الأول، ينفض الغبار عنها، ويقفز بها من براثين النسيان، لواجهة الأحداث، لأنه من غير المعقول أن تظل ثاني حاضرة مدن المغرب من حيث الكثافة السكانية بعد الدارالبيضاء، عرضة للتهميش الرياضي. في كل مرة يأتي الحديث عن سلا، أتذكر جملة إلتصقت بذهني سمعتها من أحد المسيريين الذين عاشوا مع الفريق السلاوي أحلى أيامه، وهي.. سلا أريد لها أن تكون هكذا، وكأنها مدينة لا تصلح لشيء، وفريقها الأول سيظل دوما يلعب من أجل الصعود والنزول، ولا شيء غيره. كم سيكون جميلا إن إجتمع مسؤولو سلا، وأبناؤها والمكتب الحالي، واللاعبون القدامي الحاملين لأفكار ومشاريع، وكل من يدور في فلك الجمعية، لهيكلة الفريق المقبل على موسم صعب، ففي الوقت الذي شرع فيه الكل في الإنتدابات، وترميم الصفوف، ما زال قراصنة الرقراق، يفكرون في مدرب الموسم المقبل، وكأي موسم يتحقق فيه الصعود يشد الحنين بعض السلاويين لإنجاز الخياطي في ملعب المسيرة، فيستنفر الرئيس المنتدب شكري هاتفه، ويتصل بزميله المدرب لإنقاذ الوضع، الذي لن يكون سهلا الموسم المقبل ببوبكر عمار، لأن ميزانيات أندية البطولة إرتفعت كثيرا، والفرق أصبحت تسير بالملايير، لذا وكعادة الجمعية ستتجه الانظار لأفارقة جنوب الصحراء درجة ثانية وثالثة، يلعبون في أزقة بطانة، وبمجرد فتح فترة الإختبارات، حتى يخترق أبواب الملعب السلاوي لاعبون من مختلف الجنسيات، عاقدين الأمل على إقناع مسيري الجمعية، الذين ينتظرون ما سيقدمه غاسبار هذا الموسم، وهل سيحضر أم سيغيب، كما غابت شمس التألق عن الفريق السلاوي . أمين المجدوبي