استطاع فريق الجمعية السلاوية لكرة القدم، تحقيق الصعود وانتزاع البطاقة الثانية ليلتحق بالكوكب المراكشي، ويعود إلى مكانه الطبيعي ضمن أندية الدوري الوطني للمحترفين، بإمكانيات محدودة جدا وبفريق شاب، يقوده مدرب شاب. فاجأ المتتبعين هذا الموسم بالصورة القوية التي ظهر بها، وفاجأ أيضا نفسه ، إذ لم يكن المكتب المسير الذي تشكل حديثا يضع العودة ضمن أهدافه بل وضع مشروعا للتكوين، وتعاقد مع الحسين أوشلا لموسمين، راهن الجميع انه سيقضيهما في تعزيز مكانة الجمعية في القسم الثاني. غير أن الأجمل حصل وبدا الفريق أكثر قوة بمرور الدورات، وبلغ نصف نهائي كأس العرش، ليعود القراصنة بغنيمة من مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، بعد فوزهم على الأولمبيك المحلي، وحصدوا بالتالي ثلاث نقاط مهمة كانت كافية لصعودهم رسميا قبل جولة واحدة على إسدال الستار عن منافسات البطولة الوطنية. مداخيل محدودة أكدت مصادر جيدة الاطلاع، أن عودة فريق جمعية سلا إلى الدوري الوطني للمحترفين كلف خزينة النادي أقل من 800 مليون سنتيم، وهو رقم هزيل جدا مقارنة بأندية أخرى تمارس بالقسم ذاته. وأضافت أن الفريق لا يتوفر على مداخيل قارة، إذ تتأرجح الميزانية بين ضعيفة ومتوسطة طيلة فترات الموسم الرياضي، وأكدت المصادر ذاتها أن منحة مجلس المدينة ارتفعت هذا الموسم وهي مرشحة للارتفاع أيضا الموسم المقبل بعدما حقق الفريق العودة، كما وعد عامل المدينة بتوقيع اتفاقية لأربع سنوات سيتسلم الفريق بموجبها منحة تقدر بمليون درهم، إذا ما تمكن الفريق من توقيع انطلاقة موفقة الموسم المقبل، وحقق نتائج إيجابية. كما ساهم تذويب الخلافات بين المكتب المديري للنادي وفرع الكرة في الإفراج عن مستحقات الفريق العالقة، وشددت مصادر "المغربية" على كون النادي حقق الصعود دون أن يلجأ إلى الديون، وهو أيضا نتيجة للعمل الجاد للإدارة، إذ أن مستحقات اللاعبين ستمنح لهم بداية الأسبوع المقبل في حفل سينظمه مجلس العمالة على شرف اللاعبين والمسيرين والطاقم التقني بمناسبة الصعود إلى بطولة المحترفين. الاحتراف الإداري خلال تكوين المكتب المسير الجديد، بعد الجمع العام للفريق، العام الماضي، الذي ضم بالإضافة إلى الرئيس عادل التويجر، أطر شابة مؤهلة لدخول مرحلة الاحتراف، مع الاحتفاظ بالكفاءات من المكاتب المسيرة السابقة، وتعيين خبير محلف للحسابات والتعاقد مع مؤسسة للتدقيق في ميزانية الفريق. وهو ما أضفى الشفافية على التسيير المالي، للاستجابة لدفتر التحملات الذي تفرضه جامعة الكرة، كما يتعاقد مع الأطر التقنية والطبية واللاعبين بعقود احترافية واضحة تستجيب لجميع معايير وشروط الجامعة. البنيات التحتية مدينة سلا، التي تعد من بين أكبر المدن المغربية مساحة وتعدادا سكانيا، لا تتوفر إلا على ملعب واحد، ويتعلق الأمر بملعب بوبكر عمار الذي يحتضن مباريات جميع الأندية المنضوية تحت لواء عصبة الغرب بمدينة سلا، بما فيها مباريات الفئات الصغرى وتداريب الفريق الأول للجمعية الرياضية السلاوية والفريق النسوي، ومباريات فريق اتحاد تواركة الممارس بالهواة، وهو ما ساهم في صعوبة مهمة الفريق السلاوي في ظل هدم ملعب المسيرة الذي كان متنفسا لفرق المدينة. غير أنه في الموسم المقبل لن تقبل الجامعة استقبال جمعية سلا في ملعب أبو بكر عمار لعدم توفره على الشروط اللازمة، إذ شددت لجنة الاحتراف الجامعية، على ضرورة توفر الفريق على ملعب للتداريب وآخر للمباريات الرسمية، وأن لا يمارس بملعب بوبكر عمار أكثر من فريقين منخرطين بالجامعة، وهو ما يفرض على مجلس المدينة تنفيذ الوعود التي قطعها بتوفير ملعب للتداريب في أحد أحياء سلا. و من المنتظر أن يتم تجديد ملعب ببوقنادل التابع لمعهد الفلاحة و توفير الإنارة به، وإعداد قاعة بملعب بوبكر عمار خاصة بفحص المنشطات وأخرى خاصة بالمراقبة الأمنية وثالثة خاصة بالندوات الصحفية. كما يفاوض الفريق شركة للتعشيب لإعادة تكسية ملعب بوبكر عمار بعشب اصطناعي أكثر جودة من المتوفر حاليا، مع إعادة استعمال العشب الموجود حاليا بالملعب في تكسية أحد ملعبي التداريب، وشرعت عملية تثبيت الغطاء الواقي بالمنصة الشرفية، في انتظار تثبيت الكراسي بها، وكل هذا في إطار التحضير للموسم الرياضي المقبل واستقبال البطولة الاحترافية بحلة جديدة. الجمهور يعد الجمهور السلاوي من أكثر الجماهير المغربية حماسا وتشجيعا لفريقه، إذ يعد معادلة مهمة في تحقيق العودة إلى القسم الأول هذا الموسم، بسبب المساندة اللامشروطة التي يوفرها للفريق أينما حل وارتحل داخل المدينة وخارجها، ومد اللاعبين بالشحنة المعنوية اللازمة، وساهم كثيرا في ما حققه الفريق من إنجازات. مداخيل الفريق خلال الموسم الجاري: مجلس المدينة: 300 مليون سنتيم. مجلس الجهة: 800 ألف درهم. مدرسة كرة القدم: مابين 400 و500 ألف درهم. عملية بيع اللاعب شفيق زياد إلى المغرب التطواني: 80 مليون سنتيم. عملية بيع اللاعب إسماعيل بصور إلى الرجاء البيضاوي: 50 مليون سنتيم. فائض الموسم الماضي: 130 مليون سنتيم. دعم الرئيس السابق، عبد الرحمان شكري: 140 مليون سنتيم منحة بلوغ الفريق نصف نهائي كأس العرش: 100 مليون سنتيم. المستشهر الرسمي للفريق: 100 مليون سنتيم. ملحوظة: هناك بعض المبالغ المالية الأخرى التي ينتظر المكتب المسير التوصل بها، بعد وعود تلقاها من جهات مختلفة، وربما حدث ذلك بعد نهاية الموسم مباشرة.