دون مقدمات أو جس نبض، دخل حسنية أكادير مواجهة الحرس الوطني النيجيري برسم ذهاب الدور التمهيدي عن منافسة كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بملعب أكادير الكبير ودك شباك الخصم برباعية نظيفة ، في إصطدام لم يشهد حضورا جماهيريا كبيرا لغزالة سوس. كتيبة المدرب غاموندي لم تمهل المنافس الكثير من الوقت ، وضغطت بقوة منذ البداية ، لغاية إدراك المراد في الوقت الذي هز فيه العميد جلال الداودي شباك المنافس في الدقيقة 19 بعد متابعة لتمريرة الرامي من الجهة اليسرى. المباراة شهدت بعد ذلك توغلات للظهير الأيسر للحسنية باعدي ، لكن قلة التركيز والتسرع خانه لإنهاء أكثر من هجوم لإضافة الهدف الثاني أمام الفريق النيجري الذي إعتمد كثيرا على المرتدات بواسطة لاعبه موسى ، لكن دون إرباك حسابات الحارس عبد الرحمان الحواصلي الذي استفاد أيضا من الحضور القوي لكل من الصادقي والرامي ، اللذين وقفا سدا منيعا أمام هجومات الزوار . وحاولت الحسنية تنويع طريقة اللعب بالاعتماد على المرور من الأطراف ، بالاعتماد على باعدي والبركاوي ، لكن تكثل عناصر الفريق النيجري في الوراء حال دون تفكيك خط دفاعهم رغم مناورات المهاجم ميروسلاف ومعه تامر صيام إلا أن أبناء النيجر ظلوا مستميثين داخل مناطقهم في الوقت الذي إنخفض فيه إيقاع المباراة بعد مرور النصف ساعة الأول، جنح فيها أصحاب الأرض للعب كرات طويلة باتجاه رأس المهاجم الفلسطيني صيام لكن دون جدوى ، بالمقابل لم يكن زميله ميروسلاف أكثر حظا منه في الوقت الذي سدد بقوة في الرمق الأخير من الشوط الأول، لكن الحارس النيجري أبعد الخطر عن مرماه ليعلن الحكم الجزائري بوخالف بعدها نهاية الفاصل الأول من المواجهة بتفوق الحسنية بهدف لصفر. وتواصلت المباراة بشكل مفتوح بين الفريقين في الشوط الثاني ، وهو ماجعل الحسنية تستفيد من المساحات في رقعة الميدان ، فمهد الداودي كرة جميلة باتجاه صيام في الدقيقة 52، لكن الأخير تباطأ في إنهاء الهجوم بعدما غلق عليه دفاع الحرس الوطني كامل المنافذ ، ورغم ذلك واصل الفريق السوسي ضغطه من الجهة اليمنى حيث تواجد الظهير الأيمن باسين الذي ساند البركاوي وكذا باعدي الذي حاول تمويه حكم اللقاء في الدقيقة 55 للحصول على ضربة جزاء بعد احتكاك بسيط مع مدافعي الحرس الوطني الذي وثق لاعبوه في إمكانياتهم ولم يتراجعوا للوراء مثلما كان عليه في 45 دقيقة الأولى. ومع عدم استغلال هجوم الحسنية لكل الفرص التي أتيحت له ، أقحم المدرب غاموندي اللاعب أيوب الملوكي مكان ميروسلاف ، وفي أول هجوم سجل الهدف الثاني لفرسان سوس وسط فرحة كبيرة للاعب ، الذي كشف "الكوتشينغ"الناجح لغاموندي الذي واصل مناوراته من الجهة اليسرى بواسطة باعدي أمام أبناء النيجر الذين اكتفوا بالدفاع فيما ظل حارس الحسنية الحواصلي في راحة دون أن يختبر,قبل أن ينبعث العميد جلال الداودي من رماده وينك شباك الحارس نزوما في الدقيقة 70 بهدف ثالث ، أشعل مدرجات ملعب أكادير وسط فرحة كبيرة لعشاق الحسنية ولاعبيها الذين واصلوا الضغط، وتفننوا بعدها في إضاعة الفرص وبالخصوص اللاعب تامر صيام الذي صام عن التسجيل رغم الكم الهائل من المحاولات التي أتيحت أمامه، شأنه في ذلك شأن كريم البركاوي الذي ضيع أمام مرمى الحرس في الدقيقة 82 بعدما إنفرد بالحارس لكنه سدد خارج المرمى، وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع نهاية اللقاء عاد البديل الملوكي ليسجل الهدف الرابع بعد تمريرة ملمترية من باعدي ، في أمسية سعيدة لأبناء سوس ودخول مرعب للغزالة في المسابقة الأفريقية.