هل إنقطع التيار بين الطوسي ورئيس الجامعة؟ بفعل لهفتنا لمعرفة ما يمكن أن يكون قد تغير في منظومة عمل الناخب الوطني السيد رشيد الطوسي بعد هزة أو محرقة دار السلام أقبلنا على اللائحة المفترضة للفريق الوطني التي جرى تداولها في الصحف والمواقع الإلكترونية والتي تؤسس قاعدة الإختيارات البشرية لنزالي تانزانيا وغامبيا، أقبلنا عليها بنهم كبير، نحلل، نناقش ونتفق أو نختلف ليتبين بعد ذلك أننا كنا جميعا نغرد خارج السرب ونكتب خارج النص ونبني أحكاما ذات قيمة على وقائع غير ثابتة، فقد تأكد لنا ذات وقت أن تلك اللائحة غير رسمية لأنها لم تذيل بالتوقيع والختم الرسميين للجامعة ولأنها لم تبلغ للرأي العام عبر القناة التي تعتبرها الجامعة رسمية والتي هي بالطبع موقعها الإلكتروني. اللائحة / الشبح لائحة من 24 لاعبا وجدناها جميعا تجتاح المشهد الكروي الوطني وتصبح مادة دسمة للصحف والإذاعات ومواقع التواصل الإجتماعي، وأبدا لم ينتبه أحد إلى أن هذه اللائحة حتى وإن كانت صحيحة فهي ليست رسمية، قد تكون وردت في السياقات الزمنية الطبيعية، حيث نجد أن أغلب الناخبين الوطنيين للمنتخبات الإفريقية قدموا لائحتهم، إلا أنه عند إستفسارنا للسيد فؤاد الزناتي مدير التواصل بالجامعة والمشرف على موقعها الإلكتروني تأكد لنا أن اللائحة التى جرى الترويج لها إعلاميا غير مصادق عليها، وبالتالي فإنها لائحة غير رسمية، وهنا يجدر بنا أن نطرح أكثر من سؤال: بفرض أن اللائحة التي تم الترويج لها غير صحيحة فمن صممها أو بالأحرى من سربها؟ ولماذا إلتزمت الجامعة الصمت إزاء نشر هذه اللائحة ولم تبادر إلى نشر ما ينفي عنها صفة الرسمية؟ وهل في هذا التسريب وهذا الصمت ما يقول بوجود إختناق في شريان القرار؟ وإذا ما كانت اللائحة التي تداولها الإعلام وأسهب في نقاشها غير صحيحة فأين هي اللائحة الرسمية؟ ولماذا يجري التستر عليها برغم أن المدرب والناخب الوطني هيأها سلفا؟ المهلة لم تنقض يؤكد السيد فؤاد الزناتي المسئول عن التواصل داخل الجامعة والموكول له مهمة معالجة الأعطاب والإختلالات التي ضربت أطنابها في منظومة التواصل داخل جامعة كرة القدم أن خليته لم تتوصل باللائحة من مصدرها ويستغرب أن تكون الصحف والمواقع قد تداولت اللائحة إياها وأضفت عليها صفة الرسمية من دون التحري عنها. ويقول السيد الزناتي بأن هناك مراحل يجب إحترامها في وضع اللائحة، وأن رسمية هذه اللائحة تستمد من نشرها بالموقع الإلكتروني للجامعة، ولا شيء يكره الجامعة على نشر لائحة خارج آجالها الزمنية المحددة قانونا من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم: «تلزمنا لوائح الفيفا بمخاطبة الأندية الأجنبية التي يلعب لها الدوليون المغاربة والذين ستشملهم الدعوة قبل 15 يوما على الأكثر من إجراء المباريات الرسمية أو الودية لإتخاذ ما يلزم من تدابير، وبالطبع تكون هناك لائحة موسعة لا أحد يجبر الناخب الوطني ولا الجامعة على الكشف عنها، ما يعني أن المدرب الوطني يمكن أن يكشف عن اللائحة النهائية والرسمية قبل 10 أيام من المباراة بعد أن يكون قد أخذ علما بكل المستجدات، فهناك لاعبون يكرهون على التغيب في آخر لحظة بسبب الإصابة وهنا تبرز أهمية اللائحة الموسعة. لذلك أؤكد أننا كخلية للتواصل لم نتوصل بعد باللائحة وحال توصلنا بها ننشرها على موقع الجامعة الإلكتروني. الطوسي سلم اللائحة للفهري في إحترام كامل للخطوات التي يجري إتباعها عند تجهيز اللائحة الجديدة للفريق الوطني فإن الناخب الوطني السيد رشيد الطوسي وضع بالفعل لائحة يرجح أن تكون من 24 أو 22 لاعبا على إعتبار أن الفريق الوطني سيلعب في أسبوع واحد مباراتين، الأولى يوم السبت 8 يونيو أمام تانزانيا والثانية يوم السبت 15 يونيو أمام غامبيا وهو الأمر الذي يستدعي توسيع اللائحة تحسبا لكل الطوارئ المتمثلة في الإصابات. هذه اللائحة وضعها رشيد الطوسي بتشاور مع معاونيه داخل الطاقم التقني ولكن من دون أن يفعل ما كان قد أشر عليه سابقا من أنه برمج زيارات للاعبين المغاربة المتواجدين بالبطولات الأوروبية للأخذ برأيهم في الإكراهات التي لازمت الإختيارات في الأونة الأخيرة عندما لم توجه الدعوة لكثير منهم لمباراة تانزانيا بدار السلام وما رافق ذلك من تعاليق قالت بأن الطوسي إما أنه عاقب بعض تلك العناصر لعدم إنضباطها وإما أنه غض الطرف عنها لعدم أهليتها. ولأن السيد علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة هو رئيس لجنة المنتخبات الوطنية فإن الأعراف تقضي أن يتوصل من الناخب الوطني باللائحة ليؤشر عليها ويأمر بنشرها إعلاميا، وهو ما يؤكده السيد رشيد الطوسي الذي قال ل «المنتخب» أنه وضع اللائحة وقدمها لرئيس الجامعة، ومن دون أن يناقش صحة أو عدم صحة اللائحة التي جرى الترويج لها أبدى إستغرابه لعملية التسريب وتساءل عن مصدر هذا التسريب. الرئيس والناخب في طريق مسدود بصرف النظر عن أن تكون اللائحة التي تداولها الإعلام الوطني ومن دون الإكثرات بكون اللائحة جرى تسريبها مع أنه من الضروري تعقب هذا الأمر الذي يفضح مجددا هشاشة التواصل وضعف مناعة الجامعة، إلا أن ما يقع يقول بوجود تصدع في علاقة الناخب والمدرب الوطني رشيد الطوسي مع رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري كرئيس للجنة المنتخبات الوطنية وبالمكتب الجامعي الذي يتحدث بلسان مؤسسة الجامعة، تصدع يفسر بالحواجز الموضوعة عمدا بين مكونات القرار إما لغياب الثقة وإما لوجود حالة من الإحتقان والأمران معا يفسران بكون أن المكتب الجامعي وحتى رئيس الجامعة رئيس المنتخبات الوطنية كلاهما أو أحدهما لم يعط للمدرب والناخب الوطني فرصة للترافع بشأن إختياراته وقراراته وتفسير كل سقطاته سواء بعد كأس إفريقيا للأمم 2013 بجنوب إفريقيا أو بعد مباراة دار السلام التي شهدت سقوط الفريق الوطني بشكل مخزي أمام تانزانيا فأعدمت الهزيمة هناك 90 بالمائة من حظوظ الفريق الوطني في تصدر مجموعته والتأهل إلى آخر الأدوار الإقصائية المؤهلة لكأس العالم 2014. وفي ذلك إظهار لأشياء أصبح توضيحها من المفضحات.