عقاب الفيفا تعددت زوايا المعالجة للقرار القوي والصادم الصادر قبل أيام عن اللجنة التأديبية للإتحاد الدولي لكرة القدم والقاضي بتوقيف الدولي العسكري عبد الرحيم الشاكير لمدة سنة كاملة عن الممارسة عقابا له على ما بدر منه من سلوك لا رياضي ولا أخلاقي عندما أشهرت في وجهه الورقة الحمراء في مباراة الأسود بدار السلام أمام تانزانيا والتي وصفناها بالمحرقة، بعد أن أشعلت الهزيمة هناك النار في حظوظ الفريق الوطني. من جادل في أمانة اللجنة التي أوقعت العقوبة الثقيلة على الشاكير ومن إستغرب الأثر الكبير للعقوبة والتي ذهبت إلى حد تعريض اللاعب لعطالة مزمنة تمتد لسنة كاملة بالنظر إلى أنها إنسحبت على كل المنافسات ومن إشتم وجود مؤامرة مبيتة من الجامعة بحكم أنها لم تبادر بشكل قبلي إلى طرح ما تقدر عليه من إتباثات للتخفيف من أثار العقوبة المدمرة، لذلك بادرنا نحن داخل «المنتخب» إلى النفاذ بشكل عميق لحيثيات القرار الفيفاوي والذي أبلغنا بأن اللجنة التأديبية للفيفا طلبت من الجامعة وبشكل رسمي مدها بما تتوفر عليه من وثائق مصورة أو مسجلة للإستناد عليها عند محاكمة الحادث، حادث الطرد الذي أقدم عليه الحكم الأنغولي هيلدير مارتنيز بعد السلوك الذي وصفه بعد ذلك في التقرير التفصيلي المرفوع إلى الفيفا بالعنيف واللارياضي والذي وصل حد محاولة توجيه ضربة رأس له مع جذبه من قميصه. مؤكد أن ما يشهد عليه التقرير الموجه لكتابة الجامعة من قبل الفيفا يحمل الجامعة مسؤولية وتبعات هذا القرار المفزع فقد راسلت كتابة اللجنة التأديبية للإتحاد الدولي لكرة القدم الكتابة العامة للجامعة يوم 4 أبريل الماضي تخبرها أنها فتحت إجراء تأديبيا في حق عبد الرحيم الشاكير ويتوجب على الجامعة وعلى الشاكير موافاة كتابة اللجنة التأديبية للفيفا بكل الملاحظات والدلائل الممكن الإعتماد عليها قبل النطق بالحكم وحددت لذلك أجلا زمنيا لا يتعدى 18 أبريل 2013، أكثر من هذا أخبرت الفيفا بحسب ما هو منصوص عليه في حيثيات الحكم، اللاعب الشاكير والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أنهما معا إن لم يقدما إعتراضا معززا بالدلائل فإنها، أي اللجنة التأديبية ستقرر على ضوء ما هو متوفر لها من تقارير محررة من الحكم ومن مندوب المباراة. شخصيا لا أريد أن أسيء النية بالجامعة برغم ما نتفق على وجوده من إختلالات في منظومة العمل الإدارية، ولكنني أستغرب أن تبادر الجامعة بتوجيهات من رئيسها السيد علي الفاسي الفهري إلى طلب إستئناف الحكم وتعين لذلك ثلاثة محامين بهدف المرافعة مع أنها إن كانت تتوفر على أدلة إما لتبرئة الشاكير أو ما يخفف عنه وطأة الإدانة فقد كان مستحبا أن تبرزها قبل صدور العقوبة الثقيلة وتقينا شر التأويلات، مع أن هذا الذي حدث والشاكير يضرب بعقوبة صادمة توقفه لمدة سنة كاملة عن كل المنافسات يلزمنا جميع بأن نقرأه بعمق من دون تشنج ومن دون إنفعال مبالغ فيه أو حتى من دون الإنحناء لمقولة أنصر أخاك ظالما أو مظلوما. أعطتنا المساحة التي نشرت عليها اللجنة التنفيذية للفيفا عقوبتها للشاكير إشارة قوية إلى أن زجر كل سلوك لا رياضي سيأخذ من الآن فصاعدا شكلا قويا، الغرض منه أن تحمي الفيفا الحكام من كل مس مباشر بكرامتهم، وهو أمر يحتاج منا إلى قراءة دقيقة ومتأنية وأكثر منه إلى إعتماد نفس مقاس الزجر في أحكامنا التأديبية في بطولتنا الوطنية لتحسيس اللاعبين بخطورة أن تنفلت أعصابهم فيأتون بردات فعل خارجة عن النص الأخلاقي، ليس هذا فقط ولكن أيضا أن تعتمد الجامعة على ضوء ما أبرزته قضية الشاكير من ضعف في المتابعة آلية جديدة في ملاحقة قضايا من هذا النوع، آلية تستبق بدل أن نبكي بعد أن تقع الفأس في الرأس. ................................................................ تهنأ الأندية الوطنية على أنها قدرت قيمة النزاهة الفكرية في التعامل مع المباريات البالغة الحساسية، تلك التي تحدد مصير اللقب أو تعين الفريقين الخارجين من نعيم الإحتراف، فما كانت عليه مباراة النهضة البركانية والرجاء البيضاوي من حدة ومن تجاذب قوي ومن صراع لم ينزل أوزاره إلا مع الصافرة النهائية، يؤكد على أننا قطعنا شوطا كبيرا في القطع مع ممارسات بائدة ومسلكيات يعاقب عليها الضمير الرياضي ويقلص من مساحة المستنقعات التي إعتاد السماسرة أن يسبحوا كل نهاية موسم في مياهها العكرة والمتسخة. أمام الرجاء قدم النهضة البركانية برغم أنه أمن بكامل الجدارة مكانته بين أندية البطولة الإحترافية مباراة بطولية لم يتأثر فيها بالهدف الذي دخل مرماه مبكرا، فأنجز فصولا من المقاومة ومن الإصرار حتى تمكن من إدراك التعادل في الوقت المضاف، وفي الجهة المقابلة جاهد أولمبيك خريبكة من أجل أن ينال نقطة على الأقل في مباراته أمام الجيش ولو أنه كان معنيا بهذه النقطة ليأمن على مقعده بشكل نسبي. لأن النزاهة فعل وليس شعارا ولأن النظافة شرط الممارسة الإحترافية فإن ما شاهدناه بوجدة وبخريبكة يشعل شمعة في بهو معتم كما أن تعادل الرجاء والجيش يعطينا نهاية بطولة من الطراز المثير الذي إفتقدناه زمنا طويلا بعد أن جثمت الرتابة على المشهد.