ونحن على بعد ساعات من انطلاق الجولة الثانية لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019، والمقرر تنظيم نهائياتها بالكامرون بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة في تاريخ المونديال الإفريقي، يبرز مجددا سؤال قدرة الكامرون على تنظيم النسخة القادمة لكأس إفريقيا للأمم بالإنصياع والخضوع بالكامل لدفتر التحملات المنقح، والذي يحرص رئيس الكاف أحمد أحمد على تنفيذه بحذافيره لتفادي كل الإختلالات التنظيمية واللوجيستية التي شهدتها نسخة 2017 بالغابون. وقد عاد رئيس "الكاف" في آخر خرجاته الإعلامية ليجدد تخوفه من قدرة الكامرون على تنظيم النسخة المقرر لها شهر يونيو القادم بمشاركة 24 منتخبا، تخوف يصدر عن الرجل الأول داخل "الكاف" ويستند بلا أدنى شك على التقارير الفنية التي صاغها فريق المفتشين الذي زار مؤخرا الكامرون وتفقد جميع المدن المرشحة لتنظيم كأس إفريقيا للأمم، إذ الواضح أن هذا الفريق المعين من مكتب دراسات دولي سجل بعض التأخر في إنجاز المشاريع المتعهد بها. والحقيقة أنه منذ أن قررت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بإيعاز من جمعيتها العمومية وباقتراح من المناظرة المنعقدة بالصخيرات، لبحث مستقبل كرة القدم الإفريقية، ونحن نسجل حالة من التضارب في التصريحات، فبينما كان الملغاشي أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية يجاهر بتخوفه وأحيانا باقتناعه أن الكامرون لن تكون جاهزة في الموعد المحدد لتنظيم نسخة لكأس إفريقيا للأمم مختلفة شكلا ومضمونا عن سابقاتها، فإن المسؤولين الكامرونيين يسارعون في كل مرة إلى دحض المزاعم القائلة بعدم جاهزية الكامرون لتنظيم كاس إفريقيا للأمم صيف عام 2019، بل ويؤكدون أن بلاد الأسود غير المروضة ستكون جاهزة في لحظة الصفر لتهدي إفريقيا مونديالا قاريا لا ينسى. وإزاء هذا التضارب بين الجهاز الوصي على كرة القدم الإفريقية الذي هو الكونفدرالية وبين اللجنة المنظمة المحلية لكأس إفريقيا للامم 2019 بالكامرون وبين التقارير المنجزة من قبل مكتب الدراسات الدولي، سيكون لزاما أن تتخذ الكونفدرالية الإفريقية قرارا نهائيا ونحن على بعد تسعة أشهر من انتطلاق النهائيات، فإما أن تجدد الثقة في الكامرون بشكل نهائي وتسهر على تسريع وثيرة الأشغال في كل المدن المرشحة لاستضافة المباريات، وإما أن تسحب التنظيم من الكامرون إن تأكد لها استحالة أن تكون هذه الأخيرة جاهزة لتنظيم كأس إفريقيا للأمم في الموعد المحدد ب24 منتخبا، وبدرجات الجودة التي تريدها "الكاف" حفاظا على سمعة المسابقة وحفاظا على صحة اللاعبين الأفارقة الذين تأتي غالبيتهم العظمى من البطولات الأوروبية. هذا الأمر سيتم الحسم فيه يوم 25 شتنبر الحالي، عندما تلتئم الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية، ليكون من نقاط جدول أعمالها، الإطلاع على التقرير الذي أنجزه مكتب الدراسات الدولي المعين من قبل "الكاف" للوصول لأعلى درجات الحيادية والنزاهة، تقرير ينجز على ضوء ثالث جولة افتحاص، قام بها أعضاء مكتب الدراسات الدولي بمعية أعضاء عن اللجنة المنظمة المحلية وفي مقدمتهم عيسى حياتو، الرئيس السابق للكونفدرالية، لكل المدن التي رشحتها الكامرون لاستضافة مباريات كأس إفريقيا للأمم في الفترة ما بين 7 و14 غشت الماضي. ومن خلال فحوى هذا التقرير المفصل والمعزز بصور من كل المواقع، سيقرر أعضاء اللجنة التنفيذية بدعم من الجمعية العمومية، أحد الأمرين، إما بمنح الكامرون مهلة إضافية لإنهاء العمل بكل المواقع أو بسحب التنظيم منها، وعندها سيمر "الكاف" إلى مرحلة ثانية تتمثل في فتح الترشيح مجددا لاختيار البلد البديل.