أوضح مارك فووت مدرب المنتخب الأولمبي، بأنه يشتغل على هدف واضح المعالم، يتجلى بالأساس في تأهيل جيل من اللاعبين المغاربة للتواجد في أولمبياد طوكيو 2020، وكشف الإطار الهولندي في حوار خص به « المنتخب» بأن أكثر مايهمه هو تجهيز عدد كبير من اللاعبين الشباب، ليكونوا رهن إشارة الناخب الوطني هيرفي رونار. فووت تحدث عن الذهب الذي توج به مؤخرا في الجزائر، وقبل ذلك في كوت ديفوار، وأعرب عن أمله في أن يواصل لاعبو البطولة تطوير مؤهلاتهم، كي لا يجدوا صعوبة في اللحاق بصفوف المنتخبات الوطنية، ولم يفوت الفرصة دون الحديث عن أبرز المواهب التي كان من وراء إلحاقها بصفوف المنتخب المغربي. المنتخب: توجت رفقة المنتخب المغربي للصغار بالميدالية الذهبية في الجزائر، خلال الألعاب الإفريقية، وهو ثاني تتويج لك بعد صعودك للبوديوم في الألعاب الفرنكفونية بكوت ديفوار؟ فووت: أنا سعيد لتتويجي في الألعاب الإفريقية بالجزائر، والحصول على ميدالية ذهبية مثلما كان عليه الحال خلال الألعاب الفرنكفونية بكوت ديفوار، صحيح أن التواجد في الأدوار النهائية من المنافسات الإفريقية مهم بالنسبة لنا، لكن التتويج بالذهب في دوريات تشهد حضور مدارس إفريقية، من شأنه أن يفيد الكرة المغربية. المنتخب: سواء في الجزائر وقبلها في كوت ديفوار حيث حصدت الذهب الفرنكفوني والإفريقي، شاهدنا لاعبين أفارقة يتفوقون بدنيّا على العناصر المغربية، وهذا يدل على تزوير يطال أعمار اللاعبين؟ فووت: عندما تواجدنا مؤخرا في الجزائر، سألنا أحد مدربي المنتخبات الإفريقية التي واجهناها عن مدى صحة أعمار لاعبيه، بعدما ظهر لنا تفوقهم من الناحية البدنية بشكل كبير على اللاعبين المغاربة، فكان جوابه صادما بالنسبة لي ولأعضاء الطاقم التقني، عندما كشف لي بأن عناصره تأكل جيدا. للأسف داخل القارة الإفريقية مازال من يركز على ضرورة تزوير أعمار اللاعبين ، من أجل التأهل إلى الأدوار النهائية، دون الإهتمام كثيرا بتكوين لاعبين صغار السن. المنتخب: وماذا عن برنامج المنتخب الأولمبي للمرحلة المقبلة، وكيف تهيء لإعداد جيل قادر على التأهل لنهائيات أولمبياد طوكيو؟ فووت: نستعد بهدوء لخوض إقصائيات أولمبياد طوكيو 2020 التي نعتبرها بمثابة الحلم الذي يتطلب تضحيات كبيرة، برنامجنا واضح ينبني على خوض العديد من المباريات الودية، داخل المغرب وخارجه من أجل الإحتكاك مع مدارس كروية مختلفة. بخصوص شهر شتنبر المقبل، توصلنا بمراسلة من الجامعة التونسية والإيفوارية لخوض مبارتين وديتين، سنحسم في أمرهما قريبا، نريد اللعب بالمغرب وخارجه، وعدم الإكتفاء فقط باللعب داخل قواعدنا، من أجل أن يستفيد اللاعبون المغاربة من مواجهة الخصوم بميادينهم، وبالأخص العناصر التي تنضم إلينا قادمة من أوروبا. المنتخب: كنت من وراء إنضمام العديد من اللاعبين الأولمبيين الذين أصبحوا محط أنظار الناخب الوطني هيرفي رونار، كالمزراوي وكيين؟ فووت: هدفي الأول هو تجهيز أكبر عدد من اللاعبين، والدفع بهم إلى المنتخب الأول، من الرائع أن أتابع بعض العناصر التي أشرفت عليها تحظى بثقة رونار، كالمزراوي وكيين، وقبلهما النصيري وحكيمي وحمزة منديل، حيث يجعلني فخورا بالعمل الذي أقوم به. المنتخب: المزراوي يعتبر من اللاعبين الذين كنت من وراء إستقطابهم لصفوف المنتخب المغربي، كيف تقيم مستوى هذا اللاعب الذي يتجه للقبض على رسميته مع أجاكس؟ فووت: منذ أن تابعته أول مرة أدركت بأن اللاعب يتوفر على إمكانيات تقنية محترمة، ويجب فقط منحه المزيد من الثقة، ومنذ الفترة التي إستدعين فيها اللاعب للعب مع المنتخب المغربي للشبان لغاية الأن، تطور مستواه بشكل كبير، وتحضيره مع المنتخب المغربي الأول في سويسرا إستعدادا لنهائيات المونديال، رفع من معنوياته رغم تواجده في اللائحة الإحتياطية. المنتخب: ماذا عن علاقتك بالناخب الوطني رونار والكيفية التي تتعاون بها معه؟ فووت: رونار هو المسؤول الأول في القطب التقني، وأنا أشتغل لفائدته ومطالب بتجهيز أكبر عدد من اللاعبين الشباب كي يستفيد منهم، لحد الأن الأمور تسير بشكل جيد معه، وإعتماده على عناصر شابة خلال نهائيات كأس العالم، يؤكد إهتمامه دوما بالعناصر صغيرة السن. المنتخب: غالبية اللاعبين الشباب الذين يستدعيهم رونار تكونوا في أوروبا، ماذا ينقص اللاعب المغربي الممارس في البطولة ليجد مكانه مع أسود الأطلس؟ فووت: اللاعبون القادمون من أوروبا لايجدون أي مشاكل في اللعب مع المنتخب الأول، حتى وهم صغار السن، عكس اللاعبين الذين تلقوا تكوينهم بالمغرب، حيث يجدون بعض العراقيل للعب داخل أنديتهم، فبالأحرى اللحاق بالمنتخب المغربي. اللاعبون الشباب الممارسين بالبطولة يعانون من الناحية التكتيكية، رغم تفوق بعضهم من الناحية التقنية، أظن بأن الأندية مطابة أكثر من أي وقت مضى بضرورة فسح المجال للاعبين الصغار، ومنحهم فرصة اللعب كثيرا . المنتخب: هل تتوقع إلتحاق لاعبين أولمبيين جدد بالمنتخب الأول في المرحلة المقبلة؟ فووت: رونار يبقى هو المسؤول الأول والأخير عن الإختيارات، إن أراد ضم بعض اللاعبين الأولمبيين سأكون سعيدا بذلك، وإن ظهر له العكس فتلك قناعاته ولا يمكن أن يجادله فيها أحد. دوري هو إعداد جيل أولمبي والتأهل للأولمبياد المقبل، مع تجهيز لاعبين للمنتخب الأول، وطيلة فترة إشتغالي بالمغرب وأنا أراقب العديد من العناصر سواء في البطولة المغربية، أو في مختلف البطولات الأوروبية، ناهيك عن توصلي بتقارير من مناديب جامعة الكرة الذين يعملون على تقييم مستوى العديد من اللاعبين. هناك العديد من اللاعبين الذين يواصلون الإقناع وتقديم مستويات جيدة، مايؤكد أن حظوظهم سترتفع في المرحلة المقبلة، والتنافس سيحتدم بين الجميع من أجل ضمان مكان رفقة المنتخب المغربي. (يتبع)