الإبتكار الرياضي بيئة وإمكانات وعزم كبير إحتضنت قاعة الندوات التابعة لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدارالبيضاء يوم الخميس الأخير ندوة الإبداع الرياضي بالمغرب، تحت شعار "آفاق الإبداع الرياضي" والمنظمة من طرف الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والجمعية المغربية رياضة وتنمية بشراكة مع مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، بحضور نجوم الرياضة المغربية وعدد كبير من الفاعلين الرياضيين بالمغرب والوطن العربي، وناقشت التجارب الرياضية المبدعة تفعيلا للقيم الفكرية والعلمية التي تأسست من أجلها جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، وقبل انطلاقة الندوة وقف الجميع لقراءة الفاتحة ترحما على ضحايا الحادث الإرهابي الذي عاشته مدينة الدارالبيضاء منذ عشر سنوات. الندوة أفتتحت بكلمة ترحيبية للسيدة نوال المتوكل رئيسة الجمعية المغربية "رياضة وتنمية" التي رحبت بضيوف المغرب، وفي مقدمتهم الدكتور أحمد شريف الأمين العام لجائزة بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي والسيد كريم لحلو عامل صاحب الجلالة على عمالة الدارالبيضاء آنفا والأستاذ عثمان السعد الأمين العام السابق للجان الأولمبية العربية وكذا الأساتذة المحاضرين في هذه الندوة التي ناقشت مجموعة من التجارب النموذجية لأطر عليا في مجال التدبير والتسيير والتدريب والتكوين و بعض الأبطال المتميزين، بعد ذلك أخذ الكلمة الدكتور أحمد شريف الأمين العام لجائزة الإبداع الرياضي الذي قدم عرضا حول مفهوم الإبداع الرياضي في جائزة محمد بن راشد آل مكتوم والتي حظيت بمكانة متميزة، وجاءت لتقديم حافز للمبدعين الرياضيين والمؤسسات المبدعة وكذلك الأفراد الذين أسهموا في تطوير الحركة الرياضية من خلال تكريمهم وتشجيعهم على تحقيق المزيد من التميز في العمل الإبداعي. واستطاعت الجائزة خلال الدورات الأربع السابقة أن تحظى بمشاركة واسعة في كافة الفئات وعلى كافة المستويات المحلية والعربية والعالمية، كما فتحت مجالات جديدة من خلال المشاركة في الفعاليات والأحداث الرياضية الهامة أو إقامة العديد من الفعاليات العلمية في كل من المغرب، الأردن، مصر والإمارات. ومع الإنطلاقة الجديدة للجائزة في دورتها الخامسة تقام الفعاليات العلمية المقررة لهذا العام، ما بين مؤتمرات وندوات تحت شعار "الآفاق المستقبلية للإبداع الرياضي" وطرحت عدة محاور مستقبلية تتناول الإبداع الرياضي بكافة جوانبه قناعة بأن سباق التميز ليس له خط نهاية، ويسعد إدارة الجائزة أن تقام الندوة الخامسة للإبداع الرياضي في المملكة المغربية بعد النجاح الكبير الذي تحقق في العام الماضي بشراكة ناجحة مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية التي يقودها وبكل اقتدار الأستاذ بدر الدين الإدريسي الذي يعد من بين الكفاءات العالية في الإعلام الرياضي العربي، والجمعية المغربية رياضة وتنمية التي ترأسها البطلة الأولمبية السابقة ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السيدة نوال المتوكل التي تعد من بين الشخصيات الرياضية البارزة على الساحة الدولية، أما مداخلات الأستاذ عبد اللطيف بوخاري أستاذ جامعي بالمملكة العربية السعودية وعضو بمجلس أمناء جائزة بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي فقد ركزت على واقع الإبداع الرياضي في الوطن العربي، وأكدت بأن الرياضة العربية مطالبة بتصحيح مسارها من خلال برامج تهتم بالأساس بالعمل القاعدي وبتوفير أطر عليا قادرة على إبراز أبطال كبار، وسن حكامة جيدة في التدبير والتسيير الرياضي، أما مداخلة الدكتور ناجي إسماعيل حامد أستاذ الإدارة الرياضية بكلية التربية الرياضية جامعة حلوان بمصر فقدمت جوانب من واقع الإبداع الرياضي في الوطن العربي وتحدث عن المفارقة الكبيرة بين ميدالية ذهبية فاز بها بطل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبطل من العالم العربي أو الإفريقي، بحيث أن بطل من الولاياتالمتحدةالأمريكية صرفت عليه أكثر من سبعة ملايير سنتيم، في الوقت نجد فيه البطل العربي أو الإفريقي صرفت عليه مبالغ قليلة جدا، بالإضافة إلى ذلك فالدول المتقدمة تقوم بصرف مبالغ مالية فلكية في مجال البحث العلمي، في حين نجد أن الدول العربية لا تعير أي اهتمام لهذا الجانب الحيوي، علما بأن الرياضة أصبحت تساهم في صناعة البطل الرياضي. وأعقب ذلك مداخلة الدكتور سعيد الشيخاوي أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والإقتصادية بالدارالبيضاء، الذي تحدث عن دور البحث العلمي في الرقي بالمنتوج الرياضي، أما الدكتور محمد فريد الدادوشي مدير الإرتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، فأكد في مداخلته أن المدرسة منبث للإبداع الرياضي وعرض تجربة الرياضة المدرسية التي ساهمت في تفريخ العديد من الأبطال الرياضيين، مؤكدا أن تطوير الرياضة المغربية يتطلب تظافر الجهود بين جميع المتدخلين وفسح المجال أمام الكفاءات العالية في مجال التكوين والتأطير، أما مداخلة السيد ناصر لاركيت مدير أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، فقد أبرزت دور الأكاديمية في الإرتقاء الرياضي، مؤكدا أن الهدف الأساسي من المشروع هو تكوين لاعبين مؤهلين بإمكانهم تعزيز المنتخبات الوطنية وكذا الأندية بطرق علمية محظة، وستعمل الأكاديمية خلال الموسم القادم على تكوين فريق نسوي للمساهمة في تطوير وتنمية كرة القدم النسوية بالمغرب. وفي الحصة المسائية كانت مداخلة قيمة للدكتور حسن حرمة الله المشرف العام لنادي الرجاء البيضاوي الذي أكد أن تجربته الناجحة في مجال التكوين بالإمارات العربية المتحدة وبقطر ساهمت في إبراز العديد من النجوم الذين حملوا وبكل اقتدار القميص الوطني لبلدانهم بفضل تكوين أكاديمي صرف وأطر تقنية مكونة واستغلال التكنولوجيات الحديثة في الرقي بالمنتوج الرياضي في هذه البلدان، مؤكدا أن سياسة التكوين داخل الأندية تتطلب شفافية كاملة في اختيار العنصر الصالح والقادر على التطور مؤكدا أن سياسة تكوين المدربين بالمغرب تحتاج إلى إعادة تقويم، وهذه مسؤولية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي من واجبها رسم سياسة تقنية واضحة في مجال التكوين لمسايرة التطور الذي تشهده كرة القدم في الدول المتقدمة، وقال «إذا نجحنا في تكوين مؤطرين في المستوى سنساهم في تطوير أداء أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية، أما مداخلة السيد عبد الرزاق العكاري رئيس قسم الرياضة القاعدية بوزارة الشباب والرياضة فقد ركز فيها على مأسسة الإبداع الرياضي بالمغرب وعن تجربة وزارة الشباب والرياضة، مطالبا الجامعات الرياضية سن حكامة جيدة وفسح المجال أمام الكفاءات العالية في مجال التدبير والتسيير والتأطير، أما الدكتورة فاطمة أبو علي نائبة رئيس الجامعة الملكية للطب الرياضي فتحدثت عن دور البيئة في تشكيل الإبداع الرياضي وعرفت كل هذه المداخلات مناقشات بناءة بين المحاضرين الذين كانوا متفوقين في مداخلاتهم والمشاركين الذين ساهموا في إعطاء بعض المقترحات تطوير المنتوج الرياضي المغربي وخاصة في مجال الإبداع الرياضي. وفي ختام هذه الندوة الناجحة ألقى الأستاذ بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية كلمة أكد فيها شكره وامتنانه العميق لمجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي وبالأخص للدكتور أمين شريف عام الجائزة للثقة الغالية التي وضعها في الجمعيتين وقال: «إننا نأمل أن نكون بفضل جهد كل الإخوان داخل اللجنة المنظمة الذي وصلوا الليل بالنهار لإنجاح هذه الدورة الثانية وبفضل براعة وجرأة الدكاترة والأساتذة والأطر في إثراء النقاش وبفضلكم أنتم أيها الحضور بحرصكم على مرافقتنا على مدى يوم كامل وعلى إرهاف السمع وإظهار مشاركتكم الفاعلة، نأمل في أن نكون جميعا قد استحقينا الثقة الموضوعة في شخصنا، لأن ما إنتهت إليه أشغال هذه الندوة التي سنعمل على توثيق كل مداخلاتها وجوانب النقاش فيها وما أفضت إليه من خلاصة نقدية واقتراحية، كما كان الحال مع الندوة الأولى لتكون إضافة نوعية داخل غرف القرار وداخل مؤسسات صاحبة الشأن».. وبعد ذلك تم تكريم مجموعة من الأبطال و الفاعلين في مجال التسيير والتأطير التقني ومن بينهم المدرب الوطني السابق السيد عبد الخالق اللوزاني والنجم السابق للكرة الطائرة المغربية عبد الرزاق العلام والبطلة العالمية نجاة الكرعة في رياضة ذوي الإحتياجات الخاصة والعداء العالمي السابق دكير بنعيسى الذي أهدى للمغرب العديد من الميداليات في مجال ألعاب القوى والمرأة الحديدية ثريا أعراب اللاعبة الدولية السابقة في رياضة كرة الطائرة وعضو في الإتحاد الدولي لكرة الطائرة والرئيسة الحالية لنادي الوداد البيضاوي للكرة الطائرة وكذا مصطفى زكري نائب رئيس اللجنة الأولمبية المغربية والرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية للجمباز وعضو اللجنة المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط والسيد العلالي الرئيس السابق لفريق شباب المحمدية وهو فاعل جمعوي وجمعية قدماء تلاميذ الدارالبيضاء الكبرى والرئيسة المنتدبة للجامعة الملكية المغربية لذوي الإحتياجات الخاصة وعبد القادر بلمكي رئيس جمعية المصورين الرياضيين المغاربة. وفي نهاية هذه الندوة رفعت رسالة ولاء وإخلاص إلى الرياضي الأول صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.