الله على وليدات واش عتقونا المحترفون الصغار ولا والو؟ هذا السؤال يمكن أن نطرحه بداية على قاعدة الأندية الوطنية قبل أن نناقشه على من دبر هذا الإختيار الخرافي لستة عشر محترفا في توقيت غريب وتجمع هيتشكوكي للتأهل التاريخي للمونديال والبحث عن آفاق إضافية.. وإذا كان واقع الحال يؤكد أن صغار المغرب من صلب الأندية لا يملكون مستوى الدولية بشكل عام إلا باستثناءات قليلة قادمة من أكاديمية محمد السادس ونتف ناذرة من الرجاء والمغرب التطواني والجيش الملكي مع أن مشروع منتخب الفتيان كان قد وضعت ملامحه قرابة العامين قبل أن ترسل معظمها إلى الثلاجة لأنها غير معنية بالدولية أو غير مكونة داخل أنديتها، فلأن الأندية أصلا هي المسئولة عن مصيبة التأطير والتكوين القاعدي المبني على أسس علمية وليس على تشغيل لاعبين قدامى من دون أي خبرة أوتكوين دولي على أعلى مستوى من الكفاءة وليس لنيل ديبلوم في ثلاثة أيام يضع أي مؤطر في خانة الإعتراف بالكفاءة الدولية.. ومصيبة الأندية في جميع فروعها لا تهتم بالقواعد الصغرى على الإطلاق ولا تقدم للمنتخبات إكتشافات على درجة عالية من المهارات والأداء المنبعث من المؤطر الجيد وإن كنت أصر على أن مؤطري القواعد الصغرى بالأندية العالمية هم كبار السن وكشافة مؤهلون لهذا الدور مقارنة مع ما نحن عليه من تبخيس لدور القاعدة المفروض أن يرصد لها إمكانيات مالية كبيرة ومحفزة لأجيال الغد، ومؤطرون من المستوى العالي حتى ولو كانوا أجانب في انتظار تكوين مغاربة في أقوى المحطات الأجنبية، لا أن تعطى الأولوية الدائمة للفريق الأول بكل الإمكانات المتاحة مع أن الفتيان والشبان والأمل هم مشروع الفريق بميزانية مؤهلة لأن تعطيك سنويا أجيالا متدرجة عبر أسلاك الفئات ونتائج مربوحة شريطة أن يكون لها مكونون على درجة عالية من التأطير الخاضع لقراءة محيط ومستقبل اللاعب الناشئ، وهذا هو موطن مأساة الكرة المغربية التي تفتقد للمسير المحترف الذي يرى عادة موضة الفريق الأول كأقوى رهان من رهان صناعة أفق الصغار، مثلما تفتقد ذات الكرة المغربية للتأطير الجيد ومن المستوى العالي مع استثناءات قليلة وقليلة، ولبطولة قوية وتحفيزية من الجامعة تجعل من أفق اللاعب الناشئ إحترافا نابعا أصلا من المراكز التكوينية. أما الشق الثاني المتعلق بما قدمه أسود المستقبل بكأس إفريقيا بقيمة التأهل التاريخي للمونديال العالمي، يغني عن كل تعليق لأن ما تحدثنا عنه بقلب لائحة الفريق الوطني من المحلية المهترئة بضياع الزمن والمال، إلى منتخب محترف غير كل القناعات، وسيظل المحترفون يغيرون أوضاع الكرة المغربية، ما يؤكد ومن دون أي نقاش أن الإعتماد على المحترفين حتى من الصغار يظل النقطة القوية لتغيير المنكر، ومع ذلك كان وما زال المحترف يشكل لدى بعض (الفهايمية من محللين ولاعبين وصحافيين) نقطة سوداء، مع أن المحترف الصغير اليوم أسكت كل الأفواه ليس لأنه أهل بلاده إلى كأس العالم، ولكن على أهليتة التي لا تقبل الجدل من أنه مكون موهبة ودورا وتكتيكا مقارنة مع الأجيال التي تم استبدالها في آخر لحظة، وربما قد يذهب بعيدا مع الأندية الأوروبية في التكوين المياوم ليصبح لاعبا كبيرا بعد سنتين أو ثلاثة على أكثر تقدير، وقد يغير دماغه ألوان المغرب بدولة أخرى، وقد يموت في حب بلاده شريطة أن نضمن له القبول المطلق، ونمنحه الدور الذي يتمتع به مع ناديه، ونتواصل معه بعد أي أسبوع تنافسي، ومع أن هذه الخصوصيات ملزمة على الناخب المحترف مثلما أكد فيربيك قوته الكاملة في استقطاب كل الأسماء المحترفة من أندية شهيرة بإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وقدمت لكل المغاربة احتراما كبيرا في الأداء والتكوين والمهارة المكتسبة. نهاية، كيف نحافظ على هذا الرعيل الصاعد ليكون بعد أقل من ثلاث سنوات هو المنتخب الأولمبي وبعده إلى منتخب الكبار؟ وكيف نحضنه ونعتني به كليا مع الوجوه الأكاديمية والوطنية؟ وكيف تقدم له كل الضمانات ليظل ثابتا ومستقرا في الدولية والتنافسية مع المتابعة التقنية؟ وهل بوسع من سيؤطر هذه الأجيال بالمنتخبات قادر على صناعة الأحداث المقبلة إن هو أفلح في تخليق التجانس الجماعي لغة وأداء وتواصلا ونتيجة؟ الجواب سنترقبه بعد كأس العالم للفتيان، وبعدها مع التدرج إلى منتخب الشبان وهكذا دواليك إلى الأولمبي ثم الكبار، وقتها سنرى ما إذا كان مدربو المنتخبات قد نجحوا أو فشلوا في المهمة، مع أن الواقع يؤكد أن مستقبل الفريق الوطني للفتيان يغري بالمتعة والأفراح من الآن، ويقدم للأندية درسا في التكوين إن لم أقل كيف يمكن للأندية أن تجتمع بالمحترفين الصغار لمعرفة برنامجهم الإحترافي، كيف يتدربون؟ ومن يدربهم؟ وكيف يتعايشون يوميا بالأكل والشرب والتواصل والدراسة...؟