أمضى عدد كبير من مشجعي روما الإيطالي ليلتهم أمام متاجر النادي من أجل ضمان الحصول على التذاكر المخصصة لمباراة اياب الدور نصف النهائي لمسابقة عصبة أبطال أوروبا لكرة القدم، والمقررة في الثاني من ماي على الملعب الأولمبي ضد ليفربول الإنكليزي. وفتح باب المبيعات في الساعة العاشرة من صباح الأربعاء، لكن الكثير من المشجعين أمضوا الليل في طوابير أمام شبابيك التذاكر لضمان حضورهم للمباراة التي يأملون بأن تنتهي بتأهل ثأري لفريقهم على حساب ليفربول الذي تغلب على نادي العاصمة في نهائي 1984 بضربات الترجيح. وغرد أحد المشجعين "كثيرون سيمضون الليلة دون نوم، في الصف، على أمل الحصول على مكان لهم في تاريخ ناديهم المفضل" الذي حقق الانجاز في ربع النهائي بتعويضه خسارته ذهابا أمام العملاق الإسباني برشلونة 1-4 من خلال الفوز ايابا بين جمهوره 3-صفر. ومن بين الذين أمضوا الليل أمام متاجر النادي، كان هناك العجوز فينشنزو ريتشي، إبن الخامسة والثمانين الذي قال لموقع "روما نيوز" المخصص لأخبار نادي العاصمة "لدي ثلاثة أجيال من مشجعي روما في منزلي، وأمل أن نتمكن من تحقيق ثأرنا في هذه المباراة". ولم يصل روما الى هذه المرحلة من البطولة القارية منذ عام 1984 حين تأهل الى النهائي وخسر على ملعبه الأولمبي أمام ليفربول. وكشفت الخطوط الجوية الإيطالية أنها ستنظم رحلات خاصة من أجل السماح لمشجعي روما بمساندة فريقهم عندما يخوض الثلاثاء مباراة الذهاب في انكلترا على ملعب "انفيلد" والعودة بهم الى العاصمة الإيطالية في اليوم التالي. وعاشت العاصمة الايطالية قبل أسبوع ليلة مجنونة بعد اقصاء برشلونة من ربع النهائي بفضل فارق الهدف الذي سجله روما ذهابا خارج ملعبه. وما ان اطلق الحكم الفرنسي كليمان توربان صافرته إيذانا بانتهاء المباراة، حتى تحولت شوارع العاصمة الى مسرح للمواكب السيارة للمشجعين الذين أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم حتى ساعات الفجر الاولى، في مشاهد أعادت التذكير باحتفالات الايطاليين بإحراز بلادهم ألقاب كأس العالم. ولم يكن معظم مشجعي النادي الذين احتفلوا أمام مقر التدريب التابع له في تريغوريا على بعد حوالى 30 كلم من الملعب الاولمبي حيث أقيمت المباراة، قد ولدوا بعد عندما خاض روما المباراة النهائية للمسابقة القارية الام للمرة الوحيدة عام 1984. وتأهل ليفربول الى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عشرة أعوام، بتخطيه مواطنه مانشستر سيتي في ربع النهائي (3-صفر ذهابا و2-1 ايابا). الا ان "هستيريا" بلوغ روما الدور نصف النهائي، وتحقيق "معجزة" إقصاء برشلونة ونجمه الارجنتيني ليونيل ميسي على رغم تقدمهما الكبير ذهابا، كانت غير مسبوقة في الملعب الأولمبي. فمن قيام صحافيين من مشجعي روما بتحطيم بعض المقاعد في المنصة المخصصة لهم من فرط الفرح والحماسة، الى دموع مسجل الهدف الثالث الحاسم اليوناني كوستاس مانولاس وهو جالس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في نهاية المباراة وسط هتافات "غراتسي ("شكرا") روما"، كان الصخب والجنون علامة الأمسية التاريخية في العاصمة الايطالية التي تأمل اكتمال الإنجاز ببلوغ النهائي والفوز باللقب للمرة الأولى.