عاشت العاصمة الايطالية روما ليلة مجنونة بعد الانجاز التاريخي لفريقها الذي قلب تخلفه ذهابا أمام برشلونة الاسباني بنتيجة 1-4، فوزا على ملعبه 3-صفر، ليتأهل بفارق الأهداف المسجلة خارج ملعبه، الى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، للمرة الأولى منذ 34 عاما. وما ان اطلق الحكم الفرنسي كليمان توربان صافرته إيذانا بانتهاء المباراة، حتى تحولت شوارع العاصمة الى مسرح للمواكب السيارة للمشجعين الذين أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم حتى ساعات الفجر الاولى، في مشاهد أعادت التذكير باحتفالات الايطاليين بإحراز بلادهم ألقاب كأس العالم. أما الرئيس الأميركي للنادي الايطالي جايمس بالوتا فلم يتردد في القفز داخل حوض نافورة بياتزا دل بوبولو الشهيرة بكامل ملابسه. وعلى رغم ان القفز في الحوض ممنوع، الا ان الشرطة غضت الطرف عن ذلك، في خضم الاحتفالات التي عمت مختلف مناطق العاصمة. ولم يكن معظم مشجعي النادي الذين احتفلوا أمام مقر التدريب التابع له في تريغوريا على بعد حوالى 30 كلم من الملعب الاولمبي حيث أقيمت المباراة، قد ولدوا بعد عندما خاض روما المباراة النهائية للمسابقة القارية الام للمرة الوحيدة عام 1984 عندما خسر على ملعبه أمام ليفربول بركلات الترجيح، علما ان النادي الانكليزي قد يكون منافسا محتملا لروما في الدور نصف النهائي، بحسب نتيجة سحب القرعة المقرر بعد غد الجمعة. وتأهل ليفربول الى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عشرة أعوام، بتخطيه مانشستر سيتي في ربع النهائي (3-صفر ذهابا و2-1 ايابا). الا ان "هستيريا" بلوغ روما الدور نصف النهائي، وتحقيق "معجزة" إقصاء برشلونة ونجمه الارجنتيني ليونيل ميسي على رغم تقدمهما الكبير ذهابا، كانت غير مسبوقة في الملعب الأولمبي. فمن قيام صحافيين من مشجعي روما بتحطيم بعض المقاعد في المنصة المخصصة لهم من فرط الفرح والحماسة، الى دموع مسجل الهدف الثالث الحاسم اليوناني كونستانتينوس مانولاس وهو جالس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في نهاية المباراة وسط هتافات "غراتسي ("شكرا") روما"، كان الصخب والجنون علامة الأمسية التاريخية في العاصمة الايطالية. ويبدو ان "الجنون" بدأ من على أرض الملعب حتى قبل انطلاق المباراة، اذ اعتمد مدرب روما أوزيبيو دي فرانشيسكو خطة لعب غير معتادة لفريقه قائمة على أسلوب 3-4-3، تمكن عبرها من شل هجوم برشلونة. وردا على سؤال عن هذا الأسلوب، قال دي فرانشيسكو "أنا مجنون"، مشددا على انه يتعين على فريقه عدم الاكتفاء بما تحقق، وهو ما يعيد التذكير به دائما، حتى بعد الفوز 3-صفر على تشلسي بطل انكلترا في الدور الأول. ويدرك دي فرانشيسكو، اللاعب السابق لروما، بأن ناديه نادرا ما يفوز بالألقاب وخير دليل على ذلك احرازه الدوري الايطالي ثلاث مرات فقط منذ تأسيسه قبل 100 عام. الا ان ذلك لا يحول دون ان يطمح الفريق هذا الموسم الى المزيد، موضحا "يتعين علينا ان تكون كييف (مسرح المباراة النهائية) الهدف. لماذا لا نفكر بتحقيق انجاز أكبر بعد مباراة مماثلة". ولم يكن أحد يتوقع بلوغ روما هذه المرحلة من دوري الأبطال، لا سيما بعد تخليه عن عنصرين بارزين في صفوفه نهاية الموسم الماضي هما المصري محمد صلاح الذي يتألق بشكل كبير هذا الموسم في صفوف ليفربول وسجل 39 هدفا في مختلف المسابقات، اضافة الى المدافع الالماني انطوني روديغر المنتقل الى تشلسي. كما شهدت نهاية الموسم الماضي اعتزال النجم التاريخي للنادي فرانشيسكو توتي. ويحتل روما حاليا المركز الرابع في ترتيب الدوري الايطالي، بينما يتصدر برشلونة بشكل مريح ترتيب الدوري الايطالي ويقترب من إحراز اللقب. وشكل إنجاز روما مفاجأة لكثيرين من بينهم مدرب ليفربول الالماني يورغن كلوب الذي قال بعد فوز فريقه على سيتي "أبلغوني بنتيجة روما في نهاية المباراة، الا انني اعتقدت انها مزحة". أضاف "لا يعني ذلك انني لا أحترم روما، بل على العكس. ما حققه من خلال بلوغه نصف النهائي انجاز ضخم لا سيما بعد خسارته لصلاح". ومنحت صحيفة "كورييري ديلو سبورت" لاعبي الفريق علامة كاملة (10/10)، وعنونت في صفحتها الأولى انهم "من كوكب آخر". أما أبرز العنوان الأخرى فكانت من قبيل "مجانين روما"، "هذيان روما"...