لندن, 9-4-2018 - يخوض المدرب الاسباني الناجح جوسيب غوارديولا أحد أصعب الاختبارات في مسيرته اللافتة، عندما يواجه فريقه مانشستر سيتي الانكليزي ليفربول في إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، محاولا قلب خسارته الثقيلة بثلاثية نظيفة ذهابا الأسبوع الماضي. وفي المباراة الثانية ضمن الدور نفسه، سيكون برشلونة الاسباني في موقع الأفضلية للعبور الى الدور نصف النهائي، عندما يحل ضيفا على روما الذي خسر 1-4 ذهابا. وتلقى سيتي الذي يقترب من التتويج بلقب الدوري الانكليزي الممتاز، خسارة غير متوقعة الأسبوع الماضي أمام ليفربول على ملعب الأخير "أنفيلد" بثلاثية نظيفة. وفي حين كان النادي الأزرق يأمل في التعويض خلال عطلة نهاية الأسبوع وضمان لقب الدوري المحلي عندما يستضيف غريمه مانشستر يونايتد، باغته الأخير بقلب تأخره صفر-2 فوزا 3-2. وأقر غوارديولا الذي توج باللقب القاري مرتين مع ناديه السابق برشلونة الاسباني 2009 و2011، بصعوبة مهمة فريقه، لا سيما من الناحية الذهنية بعد تفريطه بتقدمه على يونايتد وفشله في الاحتفال بالتتويج باللقب على ملعبه وبين مشجعيه، وحسم البطولة قبل ست مراحل من نهايتها. وقال المدرب الكاتالوني، ردا على سؤال عما اذا كانت الخسارة أمام يونايتد ستؤثر على معنويات لاعبيه في مباراة الثلاثاء، "الأمر صعب، صعب من الناحية الذهنية عندما لا تفوز وبالتالي يمكن ان يحصل هذا الامر. لكن ربما ننجح في تطوير أنفسنا ايضا في المستقبل في ما يتعلق بهذه الناحية وإدراك بأن ما نقوم به ليس كافيا للفوز". أضاف "في الشوط الاول (عندما تقدم سيتي بهدفين) قمنا بما قمنا به طوال الموسم، لكن ربما لا يكون ذلك كافيا في دوري الأبطال". وتقدم "السيتيزن" بهدفين في الشوط الأول عبر قائد الفريق البلجيكي فانسان كومباني والالماني إيلكاي غوندوغان، الا ان يونايتد تمكن من تسجيل ثلاثية خلال نحو ربع ساعة في الشوط الثاني، بينها ثنائية للفرنسي بول بوغبا. ويدرك غوارديولا انه في حال نجاح ليفربول في تسجيل هدف واحد، سيتعين على فريقه تسجيل خمسة أهداف في مرمى الفريق الأحمر، وهو ما سبق له ان نجح به في مباراتهما الأولى في الدوري هذا الموسم، الا ان أربعة أهداف منها أتت بعد طرد مهاجم ليفربول السنغالي ساديو مانيه. وقبل خسارته أمام يونايتد، لم يكن سيتي قد تلقى خسارة في الدوري الانكليزي سوى أمام ليفربول، وذلك بنتيجة 3-4 في كانون الثاني/يناير. وأقر الاسباني بقلقه لجهة عدم نجاحه في ضمان تركيز فريقه في المباريات الكبيرة، قائلا "فكرت بهذا الامر مرات عدة. خسرت العديد من مباريات دوري الابطال في مدى 10 او 15 دقيقة". وأشار الى المباراة ضد برشلونة عندما كان مدربا لبايرن ميونيخ في مايو 2015 "كنا نواجه برشلونة وبعد 77 دقيقة كانت النتيجة صفر-صفر قبل ان نخسر صفر-3 في نهاية المباراة (...) حصل هذا الامر أكثر من مرة معي وربما هو خطأي ويتعين علي التفكير بذلك". وفي الموسم الماضي، تقدم مانشستر سيتي على موناكو 5-3 في اياب الدور ثمن النهائي، الا انه خسر 1-3 ايابا وخرج بفارق الاهداف. ولدى ليفربول، سيكون السؤال المطروح هو ما اذا كان هداف الدوري الانكليزي هذا الموسم، المصري محمد صلاح، مشاركا في مباراة الغد. وخرج صلاح في مطلع الشوط الثاني في مباراة الذهاب بعدما افتتح التسجيل وكان صاحب التمريرة الحاسمة للهدف الثالث الذي سجله مانيه، وأخرجه مدربه الالماني يورغن كلوب بعد شعوره بانزعاج بدني. وغاب صلاح عن مباراة الدربي ضد ايفرتون (صفر-صفر) في الدوري المحلي، واكتفى كلوب بالقول بعد المباراة "الجميع يعتقد انه سيكون جاهزا لمباراة الثلاثاء (الإياب ضد سيتي)، لكن في نهاية المطاف سنرى". الا ان ليفربول سيفتقد قائده جوردان هندرسون بداعي الايقاف بعد نيله البطاقة الصفراء الثانية ذهابا، علما ان الفريق الأحمر يسعى الى بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الاولى منذ عام 2008 عندما خرج على يد فريق انكليزي اخر هو تشلسي. وفي المباراة الثانية، سيكون روما على موعد مع أمل تحقيق "معجزة" إقصاء برشلونة من دوري الأبطال، على رغم تأخره الكبير ذهابا. وقال مدرب نادي العاصمة الايطالية أوزيبيو دي فرانشيسكو الاثنين "علينا ان نؤمن بأمر مهم ونقدم عليه مع الكثير من الحب والشغف. سيقدمون أفضل ما لديهم لتأكيد النتيجة، الا اننا قادرون أيضا على تحقيق معجزة". أضاف "الأمر صعب، الا اننا علينا ان نؤمن. أوقفنا (النجم الارجنتيني ليونيل) ميسي (في الذهاب) وعلينا ان نحاول القيام بذلك مجددا غدا". وعلى رغم الهدف الذي تمكن من تسجيله خارج ملعبه، يحتاج نادي العاصمة الايطالية الى تحقيق عودة مضنية على الملعب الأولمبي في روما، للعبور الى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1984. أما النادي الكاتالوني الذي بات قريبا من حسم لقب الدوري الاسباني لصالحه، فيحتفظ بذكريات طيبة من الملعب الأولمبي، حيث منحه ميسي في 2009 بهدف رأسي، اللقب الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد. وقاد ميسي ناديه فريقه السبت لمعادلة الرقم القياسي في عدد المباريات دون هزيمة (38)، بفضل ثلاثية في مرمى ليغانيس (3-1). وعلى رغم ان مدربه إرنستو فالفيردي أكد في تصريحات سابقة على انه لا يؤمن ب "النبوءات"، الا انه سيكون مسرورا بالتأكيد في حال تمكن من تكرار إنجاز سلفيه جوسيب غوارديولا ولويس انريكي، بإحراز "ثلاثية" الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال في موسمه الأول مع النادي. واعتبر فالفيردي ان المواجهة مع روما "غير محسومة بأي طريقة".