خرج الحارس الالماني سفين أولريخ من ظلال مانويل نيور، وسيحضر مجددا للدفاع عن خشبات نادي بايرن ميونيخ في إياب الدور ربع النهائي لعصبة أبطال أوروبا في كرة القدم الأربعاء، مدركا ان العودة المتوقعة قريبا لأحد أفضل حراس المرمى في العالم، ستعيده على الأرجح الى مقاعد الاحتياطيين. وكان الحارس البالغ من العمر 29 عاما، على قدر الآمال المعقودة عليه من قبل مدربه المخضرم يوب هاينكس، علما انه اللاعب الالماني الوحيد في صفوف النادي الذي لم يسبق له خوض مباراة مع المنتخب الأول. الا ان أورليخ يدرك بشكل لا لبس فيه، ان نوير (32 عاما) سيبقى الحارس الأول بلا منازع للنادي البافاري، وان تواجده حاليا على أرض الملعب هو لسد فراغ أحد أبرز حراس المرمى عالميا. وقال أورليخ في تصريحات سابقة "سيكون صعبا علي العودة الى مقاعد البدلاء". وأوضح ان "مهمة الحلول بدلا من +مانو+ (نوير) كانت صعبة. التوقعات كانت كبيرة، وفور دخول هدف في شباكي يبدأ الناس بالقول +كان في امكان نوير صد هذه الكرة+"، مشددا على ان مشجعي بايرن "اعتادوا رؤية حارس من الطراز الرفيع بين الخشبات الثلاث". أقر الحارس بأن هذه المسؤولية "أثرت في بعض الأحيان على أدائي، وجدت السبيل لئلا أتأثر بكل هذه الامور. الأهم بالنسبة إلي هو رأي المدرب (هاينكس) ولا أريد أن أتأثر بأي أمر آخر". ويدخل بايرن مباراة الاياب الأوروبية على ملعبه، متقدما بنتيجة 2-1 على اشبيلية الاسباني. ورأى أورليخ ان تلك المباراة أكسبته "خبرة كبيرة، وأنا سعيد جدا لأني أخوض الدور ربع النهائي لعصبة أبطال اوروبا". ولا تعتبر مسيرة هذا الحارس الذي شارك في ثلاث مباريات دولية مع منتخب ألمانيا للناشئين، عادية. فهو كان حارسا أساسيا في فريق شتوتغارت، النادي الذي نشأ في صفوفه، بين عامي 2010 و2015، الا انه اختار في سن ال 27 ان ينتقل الى النادي البافاري، على رغم إدراكه انه سيبقى لفترة طويلة في ظلال نوير. ومنذ قدومه عام 2015، خاض أورليخ 47 مباراة مع بايرن في الدوري الألماني، منها 24 هذا الموسم بسبب غياب نوير. وبعد ثلاثة أعوام، يؤكد الحارس المرتبط مع بايرن حتى 2021، انه غير نادم على قراره. ويوضح "التمارين اليومية، التحديات التي علينا ان نواجهها في بايرن... كل ذلك أكسبني خبرة كبيرة وجعلني أكثر نضوجا ومنحني الثقة. لقد تجاوزت عتبة مهمة مع بايرن، وتابعت تطوري وان لم ألعب كثيرا". أما عن العلاقة مع نوير الذي تعرض لكسر في قدمه مرة أولى في أبريل ومن ثم في شتنبر، فأكد انها "رائعة، وهو (نوير) غالبا ما يرسل لي رسائل نصية قبل المباريات ونتحدث كثيرا. يدرك +مانو+ انه الحارس الأول في الفريق عندما يكون في أفضل حالة بدنية، لذا لا يمكننا أن نتكلم عن منافسة بيننا". الا ان متابعي كرة القدم بدأوا يطرحون علامات الاستفهام حول وجود هذه المنافسة، لاسيما مع اقتراب بايرن من الدور نصف النهائي لعصبة الأبطال. وسيكون هاينكس أمام خيار صعب في حال واصل بايرن مسيرته الاوروبية، فنوير لم يلعب سوى أربع مباريات منذ نحو عام، وعاد الى التمارين في مطلع الأسبوع الماضي فقط. أما أولريخ فيمر في فترة ذهبية ولم يخب الآمال خلال المباريات الحاسمة. المتوقع هو ألا يتسرع هاينكس في عودة نوير حتى وان كان الأخير قادرا على ذلك، وهو سيكون أمام خيار إما الابقاء على أولريخ الذي حافظ على نظافة شباكه في "البوندسليغا" في 10 مباريات من 24 خاضها، أو استبداله في حال وصل بايرن الى نهائي دوري أبطال أوروبا. ويرى البعض في أولريخ الحارس الذي في امكانه الذود عن مرمى منتخب ألمانيا، ما دفع سيب ماير الحارس الأسطوري "للمانشافت" المتوج بكأس العالم 1974 مع كوكبة من النجوم الالمان ومنهم هاينكس، للقول انه "في حال لم يتمكن نوير من الإنضمام إلى تشكيلة ألمانيا في كأس العالم في روسيا، أعتقد أنه يتوجب على "يوغي" (مدرب المنتخب يواكيم لوف) الاعتماد على سفن أولريخ لكونه يعرف عن ظهر قلب خط الدفاع" المتمثل بماتس هوملس وجيروم بواتنغ وجوشوا كيميش ونيكلاس سولي. وكان لوف قد قال في فبراير الماضي عندما س ئل عن إمكانية انضمام أولريخ إلى تشكيلة المنتخب، بالقول "نحن نراقبه". أما الحارس، فيعيش قصته الجميلة من دون طرح العديد من الاسئلة. ويقول "لا أريد ان أكون +مانو+ آخر. هو أفضل حارس في العالم ولكن في الوقت الحالي يدرك المشجعون والإداريون ان لدي صفاتي أيضا".