عادت ضربات الجزاء لتعكر الأجواء داخل معسكر نادي باريس سان جرمان الفرنسي، بعدما حرم البرازيلي نيمار زميله الأوروغوياني ادينسون كافاني من الانفراد بالرقم القياسي كأفضل هداف في تاريخ الفريق الباريسي خلال المباراة التي فاز بها الأخير على ديجون 8-صفر الأربعاء في البطولة المحلية. ورغم تسجيله ثلاثية وتقدم فريقه على ضيفه ديجون 7-صفر، أبى نيمار أن يمنح كافاني فرصة تنفيذ ضربة الجزاء التي حصل عليها فريق المدرب الإسباني اوناي ايمري في الدقائق الأخيرة، وبالتالي السماح له بتسجيل هدفه ال157 بقميص النادي الذي أصبح أفضل هداف له مشاركة مع السويدي زلاطان ابراهيموفيتش (156 لكل منهما) بتسجيله الهدف الثالث في مباراة الأربعاء. ولم يكن الجمهور في ملعب "بارك دي برينس" راضيا بتاتا على نيمار، إذ وجه له صافرات الاستهجان في خطوة عكرت على النادي الباريسي احتفاله بأكبر فوز في تاريخه على أرضه ضمن منافسات البطولة. وبدا نيمار منزعجا من رد فعل الجمهور، إذ خرج من الملعب دون تحيته ولم يدل حتى بأي تصريح لوسائل الإعلام. واعادت حادثة الأربعاء الى الأذهان ما حصل في 17 شتنبر ضد ليون على ملعب "بارك دي برينس" عندما دخل اللاعبان في مشادة كلامية لأن نيمار، القادم هذا الموسم الى سان جرمان من برشلونة الإسباني في صفقة قياسية بلغت 222 مليون اورو، أراد تنفيذ ضربة الجزاء التي عادة ما تكون من اختصاص كافاني قبل وصول البرازيلي الى الفريق. ونفذ كافاني حينها ضربة الجزاء وأضاعها، ما جعله في موقف لا يحسد عليه تجاه زميله الجديد ووتر العلاقة بينهما، ما أضطر المدرب ايمري الى التدخل واتخاذ قرار التناوب بينهما على تولي هذه المهمة. وأكد كافاني بعدها على طي صفحة الخلاف مع زميله البرازيلي حول أي منهما سيتولى تنفيذ ضربات الجزاء، معتبرا ان القضية كانت "مضخمة". وقال كافاني "هذه الأمور جزء من كرة القدم. تضخم في بعض الاحيان (...) بشكل اكبر مما هي عليه في الواقع. كل هذه الامور تحل في غرف الملابس. كل مشكلة لها حل، من الان وصاعدا، كل شيء هادىء". وبحسب ما حصل في لقاء الأربعاء، كان الاتفاق يقضي بأن ينفذ نيمار ضربات الجزاء في حال حصل فريقه عليها ضد ديجون، وهو لم يخالف بالتالي ما أتفق عليه لكن ما أخذ عليه هو أن كان بإمكانه التخلي عنها هذه المرة من أجل السماح لزميله الأوروغوياني بتدوين اسمه كأفضل هداف في تاريخ النادي. ولو منح كافاني فرصة تنفيذ ضربة الجزاء، لكانت "بادرة جميلة منه، روح رياضية" بحسب زميلهما البلجيكي طوما مونيي الذي قلل في الوقت ذاته من أهمية المسألة. ومن المؤكد أنه لو قام نيمار بهذه الخطوة، لتوج أمسية مثالية لفريقه ووطد العلاقة بزميله قبل أقل من شهر على المواجهة المرتقبة مع العملاق الإسباني ريال مدريد حامل اللقب في الدور الثاني من مسابقة عصبة ابطال اوروبا. إلا أن نيمار تجاهل هتافات الجمهور الذي نادى "كافاني، كافاني"، وقرر تتويج "استعراضه الأحادي" بهدف رابع بحسب ما عنونت صحيفة "ليكيب" الرياضية. وانقسم الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي بين مشيد بنيمار ومهاراته، وبين منتقد لأنانيته وعدم احترامه لكافاني. بالنسبة لمونيي، المسألة لا تحتاج الى هذه الضجة "فإن كان الأمر يتعلق وحسب بتحطيم رقم قياسي... فإن لم يحصل ذلك الأربعاء، سيتم الأحد (ضد ليون في البطولة). نقطة على السطر". وانتقد مونيي الجمهور لأنه "عندما تسجل أربعة أهداف، وتمرر كرتين حاسمتين، وتقدم كل ما لديك من أجل الفريق، ثم توجه اليك صافرات الاستهجان من أجل ضربة جزاء، فأنا أجد أن هناك بعض الجحود من قبل الجماهير". ويصب التوتر في العلاقة بين نيمار وزميله الهداف كافاني في مصلحة ريال مدريد الذي يستضيف النادي الباريسي ذهابا في 14 فبراير ثم يحل في "بارك دي برينس" ايابا في 6 مارس، وحتى أن صحيفة "ماركا" الإسبانية تطرقت الى ما حصل الأربعاء ضد ديجون واعتبرت أنه لو سجل نيمار اربعة أهداف في مرمى ريال مدريد واختبر شيئا مشابها لما حصل الأربعاء، لنسي الجميع الإنجاز الذي حققه ضد النادي الملكي...