جولة أخرى من الجولات التي تؤشر على قرب نهاية فاصل البطولة ومعها تتضح الأمور بشكل أكبر على صعيدي المقدمة والمعنيين بلهيب المؤخرة، جولة استثنائية تتحدث عن صدام رعب حقيقي بالجديدة بين فارس دكالة والنسور الخضر الباحتان عن نقاط استراتيجية تقرب أكثر من الصدارة، في وقت المتصدر الودادي يلاقي الجيش الملكي في مواجهة نوسطالجية حالمة تذكر بعناوين الإثارة التي رافقت مواجهات الأمس القريب، في وقت يطارد القرصان خيط دخان النجاة وهو يلاقي فارسا فوسفاطيا غريب الأطوار وعاجز عن ضبط بوصلته. أي دورة مجنونة هته التي حملت في أجندتها مواجهات بمثل هذه الصدامية، ففي الوقت الذي سيكون الفريقان الودادي والعسكري على موعد مع حوارهما الملغوم، سيكون النسور الخضر بالجديدة وملعبها العبدي وقد حطوا الرحال لمبارزة فارسا دكاليا يبصم على إياب خجول ومرتعش . رجال السلامي الذين فرضوا منطق التعادل ذهاب على روما ومجموعته وبفوز وحيد خلال المرحلة يتطلعون للمصالحة مع الذات والأنصار ومواصلة الإيمان بحلم اللقب حتى ولو كان الجسر المدعو للعبور إسمه الرجاء التي بدورها لاتريد أن يهتز «سبرينتها» النهائي بنكسة لم تحدث في مرحلة العودة حتى ولو بتعادل هناك، شوفوا القمة ولا تفلتوها!! كلا الطرفين وقع على مسار ألمعي في النصف الثاني من البطولة ومواجهتهما الليلية المرتقبة تقول بتوابل فرجوية مضمونة، غير أن المصاقرة الأبرز ستطل من خلال تواجد كوادرين تقنيين من عيار ثقيل جدا، فاخر الذي ضبط إيقاع تحليق الحمامة يبارز فتحي جمال مالك وصفة سحر الأداء المراكشي، الكوكب يريد تذويب المسافات عن أصحاب السعادة في المقدمة، والماط تحمل ألغامها الدفاعية كصاحب أقوى معدل تعادلات ولم يستقبل شباكه أهدافا في العودة لقلب مراكش من أجل تكرار ما أنجزه بأكادير وتعكير صفو البهجة ولو بعقر الدار . بالتدريج تدحرج حتى أصبح أخيرا يمسك بمصباحه الأحمر بملء الإرادة، هذا هو حال الجمعية المتطلعة لطوق نجاة وبداية حملة النجاة سيما بإستغلال مباريات الديار،ضد لوصيكا لا خيار أمام دان أنجيليسكو غير الفوز، لكن إصلاح الأحوال بسلا والخروج من دائرة الأزمة يعني بالضرورة تأزيم وضع يوسف لمريني ربانها السابق، وهذا ما قد لا يرضاه مدرب الفوسفاطيين، هي مباراة العمر، مباراة حياة أو موت لفارس الرقراق ولا يعذر أصدقاء أوشلا إن هم فرطوا في نصر يجعلهم يتنفسون ولو لفترة. بشوق وعناق وبتخطيط مع سبق الإصرار والترصد يتربص عبد القادر يومير العارف بأسرار وخبايا الكاك بفريقه السابق بملعب الأغضف ولسان حاله يقول لمن أدار ظهره إليه بأنه أخطأ التقدير، في وقت يحمل أوسكار كل سحره ومتاعه في رحلة مجنونة صوب العيون على أمل الخروج سالما من مطب فارس الصحراء، مباراة تشبه لقاءات السد، الهزيمة فيها ممنوعة والفوز يقاس بست نقاط، لأن المنتصر سيضع رجله على درب الإفلات ويورط الخاسر. الفوز غير المتوقع الذي حققه النمور بالرباط رفع عارضة أحلامهم للأعلى وضاعف من وثيرة الطمع فيما هو أهم وأفضل، وتحمل المباراة لفريق الماص صداما لا يبدو مطمئنا أمام غزالة تصر على الظهور بأفضل حلة والتأكيد على أن قصة جيرار انتهت. لقاء لو يتحصل فيه رفاق الشيحاني على العلامة الكاملة فإنهم سيضعون قدما ونصف في تمثيلية خارجية في حين رجال جودار يعولون على محطة فاس للخروج من دائرة الشؤم المرافق لهم. ت.الخميسات أو.آسفي: مباراة النجاة هذا ما تمثله المباراة للإتحاد الزموري تحديدا صاحب (25) نقطة والذي بعد سلسلة طيبة من النتائج رفقة مدربه كركاش ، فإنه يتطلع لتحقيق قفزة العمر والنجاة من خلال مباراة تجمعه بقرش مسفيوي منهك (19) نقطة، إذ أن الإنتصار يعني توريط أبناء عبدة وفي ذات الوقت الإطمئنان على المصير، غير أن جواد الميلاني المعول على تداعيات تعادله أمام المتصدر الودادي، فإنه يرحل للخميسات وهو يقرأ كل القراءات الممكنة إلا قراءة الخسارة لعواقبها غير المرغوب فيها. كلاهما حقق الصعود الموسم المنصرم ويتطلعان هذا الموسم للإبقاء على مكانتهما في حظيرة الصفوة، ولئن كان وضع الفتح أكثر راحة فإن أبناء فاس الجديد يتألمون في صمت بعد زوال بركة بعض الدورات، 21 نقطة تجعبل مجموعة طاليب بحاجة للنقاط ذهبية أخرى، وقد تشكل مباراة الفتح بداية للتخطيط في إدراك سبل النجاة، غير أن عموتا ومومن يعلمان أنه إذا كان جمهور الفتح غائب عن المحاسبة ، فإن فريق رئىس الجامعة مدعوا لتقديم الدليل على أنه فوق كل صداع ممكن، وبالتالي الفوز أمام الواف لضمان حضوره مع الكبار أولا، والتأكيد ثانيا أنه استحق لقب بطل القسم الثاني.