هي أشبه بمباراة نهائية ستجمع فريقين لهما نفس الطموح والحلم لبلوغ المباراة النهائية في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الفتح الرباطي الحالم بالوصول للنهائي وإعادة ملحمة 2010 عندما أطاح بالصفاقس في عقر داره وتوج باللقب، علما أنه في الموسم الماضي كان قد وصل لمباراة النصف وكان قريبا من التأهل للمباراة النهائية، لولا هدف الشمتة الذي سجله فريق بجاية الجزائري في آخر عمر المباراة، لكنه هذه المرة لن يترك الفرصة تضيع منه أمام فريق كبير من قيمة مازيمبي المثقل بالألقاب والخبرة الإفريقية، وسيعمل الفتح الرباطي على تجاوز هدف الذهاب والبحث عن الفوز والتأهل بمؤازرة جمهور العاصمة الذي سيكون حاضرا بقوة للضغط على اللاعبين لتحقيق هذه الأمنية الغالية التي ليست بالمستحيلة. هزيمة صغيرة كان الفتح الرباطي قد عاد بهزيمة صغيرة من قلب لوبومباشي عندما إنهزم بهدف للاشيء أمام "تي بي مازيمبي" وقدم مباراة كبيرة كان بطلها الحارس أيمن مجيد الذي تعملق امام كل المحاولات الحقيقية للتسجيل وتصدى لها محرما مازيمبي من أهداف محققة، ومع ذلك قدم الفتح مباراة لا بأس بها برغم عامل الحرارة والرطوبة وقوة الخصم في معقله الذي يكون مؤازرا بآلاف من جماهيره وفي الغالب لا يسلم أي فريق بهذا الملعب إلا القليل. مباراة الإياب ستختلف تماما عن مباراة الذهاب، لكون الفريقين سيسعيان إلى الفوز لضمان ورقة التأهل للمباراة النهائية، لذلك ستكون المباراة مضغوطة من الناحية التكتيكية، حتى لا يستقبل أي فريق هدفا مباغثا قد يقلب كل الأوراق خاصة بالنسبة للمدرب وليد الركراكي الذي يريد تعويض خروجه من كأس العرش بالتأهل للمباراة النهائية لكأس الكاف. تقوية الصفوف أصبح لزاما على المدرب وليد الركراكي تقوية صفوف فريقه في هذه المباراة والرفع من معنويات اللاعبين والتخلص من كابوس الهزيمة أمام الرجاء في كأس العرش، بالإضافة إلى رفع الضغط عنهم حتى لا يسقطون في الأخطاء القاتلة التي قد يؤدي عنها الفريق الرباطي ثمنا غاليا بميدانه، كما أن التحضيرات عليها أن تكون بعيدة عن الضجيج، لتمكين اللاعبين من إستيعاب التعليمات والتوجيهات في الحصص التدريبية التي يجب أن تكون دقيقة، لأن الخصم ليس بالعادي وليس من السهل هزمه لما يتوفر عليه من إمكانيات ولاعبين من ذوي الخبرة والتجربة الدولية. هل يكون أيمن في الميعاد؟ يتذكر الجمهور كيف تعملق الحارس أيمن مجيد في مباراة الذهاب عندما تصدى لمازيمبي كفريق بالكامل، وحرمه من عدة أهداف محققة، وكان بحق رجل المباراة بامتياز، لذلك نتمنى أن يعيد نفس السيناريو في مباراة الإياب، حيث يعول عليه كثيرا ليدافع عن مرماه باستماتة كبيرة ويقف سدا منيعا لمهاجمي مازيمبي حتى تبقى شباكه عذراء في هذه المباراة لأنه في حال سجل مازيمبي فإن الوضع سيحد من طموحات الفريق الرباطي. ولقي الحارس ماجد أيمن إشادة كبيرة عقب اللقاء بعد العرض الجيد الذي قدمه في المباراة، حيث وقف سدا منيعا أمام نجوم مازيمبي، وأنقذ مرماه من عدة أهداف محققة. ولم يكن غريبا أن يتلقى ماجد الإشادة من وسائل الإعلام ومدربه وليد الركراكي، الذي قال إن الفتح كان سينهزم على الأقل بثلاثية لولا تألق الحارس. الكل يعول عليك يا أيمن، فكن أسدا في هذه الموقعة لتنال كل الإحترام وتلبس قميص الأسود المحلية. بأي مفتاح نهزم مازيمبي؟ يعرف وليد الركراكي مازيمبي جيدا الذي واجه الفتح الرباطي في أكثر من مناسبة وبكل تأكيد سيكون في مهمة صعبة، ما يجب معه التعامل مع المباراة بحذر كبير لكون مازيمبي لا يرحم حتى وهو يلعب بعيدا عن جمهوره، وبالتالي عليه تدبير مباراته بالجدية المطلوبة. الفتح يعرف مازيمبي يعرف الفتح الرباطي جيدا مازيمبي الذي واجهه في أكثر من مناسبة، حيث فاز الفريق الكونغولي على الفريق الرباطي عام 2011 في نهائي كأس السوبر الإفريقي بالضربات الترجيحية، ثم فاز مازيمبي على الفتح في شهر غشت من عام 2013 بثلاثة أهداف للاشيء، ثم عاد الفتح ليفوز عليه بالرباط في مباراة الإياب بهدفين للاشيء، وبالتالي يعرف الفتح مازيمبي جيدا حتى وهو يغير جلده، لكن لا شيء مستحيل في كرة القدم، إذ بمقدور الفتح الرباطي بالصورة الجديدة التي أصبح عليها أن يكون في مستوى التطلعات ويحقق نتيجة إيجابية. لا مجال للخطأ لا مجال للخطأ في هذه المباراة، إذ سيكون الفريق الرباطي في مهمة صعبة للغاية أمام مازيمبي الفريق القوي الذي لا يعرف الكسل في مثل هذه المواجهات، لذلك على لاعبي الفتح الرباطي الحذر من الأخطاء الفردية خاصة أمام منطقة العمليات. مرة أخرى قلوبنا مع الفتح الرباطي كما هو مع الوداد لتشريف الكرة المغربية والوصول للبوديوم الإفريقي بعد سنوات من الغياب. لذلك يشتغل وليد الركراكي على الجانب الذهني في إعداد لاعبيه، واعتبر أن مثل هذه المباريات القوية وخاصة أمام فريق تسبقه سمعته، تتطلب إعدادا مهما، وأوضحت المباراة أن الفتح واجه الخصم دون أي مخاوف، وتسلح اللاعبون بالحماس. الهجوم وسيلة للضغط فطن الركراكي إلى أن أهم وسيلة للحد من خطورة مازيمبي هي الهجوم، وفهم أن العودة إلى الوراء قد تكلفه الكثير، لذلك سيلعب الفتح بطريقة هجومية، ويناور في العديد من الممرات، حتى يربك الخصم، خاصة وأن هجوم الفتح الرباطي بحاجة إلى ترميم بالنظر لضياع الفرص الكثيرة التي أتيحت للفريق في مباراة الذهاب. لنكون في الموعد ونقدم أجمل هدية للكرة المغربية في ليلة نريدها إستثنائية تحمل الحلم والفرح ولإعادة ملحمة 2010 عندما توج الفتح باللقب الإفريقي. البرنامج السبت 21 أكتوبر 2017 إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالرباط: مركب مولاي الحسن: الساعة 21 و30د: الفتح الرباطي- مازيمبي الكونغولي