من مقومات نجاح أي فريق أو أي منتخب وطني وجود قاعدة بشرية عريضة ومتجانسة يمكنها ان تغطي على الفراغات وتسد الثغرات وتتصدى للطوارئ كيفما كان نوعها من إصابات أو تراجع للتنافسية، من دون أن تعرض الفريق أو المنتخب الوطني لهزات قوية بمجرد غياب الرسميين وحلول البدلاء. ومع حضور ما كنا نعتبره أمرا مغيبا عن الفريق الوطني بوجود نواة صلبة، حتى أن التشكيل الرسمي بات محفوظا عن ظهر قلب، برز خلال مباراة اليوم أمام كوريا الجنوبية مدى الغنى الذي بات يتوفر عليه الفريق الوطني نتيجة اشتداد التنافس بين العناصر الوطنية لربح مقعد داخل الفريق الوطني. الأسود واجهوا اليوم منتخب كوريا الجنوبية المتأهل عن منطقة أسيا لنهائيات كأس العالم بنفس الفريق الذي نجح في تحقيق الإنجاز، وهو للتذكير يضم العديد من اللاعبين الذين ينتمون لكبريات الأندية الأوروبية، وقد عمد رونار إلى إعطاء الفرصة للبدلاء بحيث لم يشرك مع بداية المباراة الودية بسويسرا أيا من اللاعبين الذين حققوا الفوز الكبير والإستراتيجي على منتخب الغابون يوم السبت الماضي، وكان الأمر أشبه باختبار صريح لكل من بونو، بانون، يميق، بناصر، حارث، الحداد وطنان وغيرهم، وقد جاءت نتائج الإختبار مدهشة للغاية، إذ تمكن منتخبنا الوطني ببدلائه من تقديم مباراة رائعة، تقدموا في 46 دقيقة الأولى منها بثلاثية نظيفة، وكان بالإمكان أن تكون الحصة كبيرة جدا لو حالف التوفيق العديد من البناءات الهجومية. ما شاهدناه أمام التنين الكوري الجنوبي يؤكد أن رونار تمكن بمعاييره التي تتطابق مع منظوره التقني من تشكيل قاعدة كبيرة من اللاعببين الرسميين والبدلاء الذين يتحدثون تقريبا لغة تكتيكة واحدة، وتمكن من مد الجسور بين ثلاثة أجيال وأعطانا اليقين بأن الفريق الوطني ربح الحاضر والمستقبل في آن واحد.