هذا هو وجهنا هل هي مفارقة أن يكون وفد عن الإتحاد الدولي لكرة القدم في زيارة ميدانية لمركب مراكش الدولي للوقوف على مرافق ملعب مرشح مع ملعب أكادير الذي لم تكتمل الأشغال به، لاستضافة كأس العالم للأندية مع نهاية السنة الحالية، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لا تستطيع حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس الأربعاء أن تصدر برنامجا كاملا للدورة 18 من البطولة الإحترافية بسبب أن فريقي حسنية أكادير وأولمبيك خريبكة لم يجدا ملعبا يستقبلان به بعد قرار إغلاق ملعبي الإنبعاث والفوسفاط؟ هل نستطيع أن نقبل بهذا التهافت على إستضافة أحداث كروية عالمية بتكلفة باهظة، الله وحده يعلم كيف سيتحملها المغرب في ظرفية إقتصادية حرجة ودقيقة، والأندية الوطنية المدمجة في سلك الإحترافية برغم أنفها لا تجد ملاعب تجرى فيها مبارياتها، وإن وجدتها ذاقت مع جماهيرها الهوان والذل والقهر؟ ما الذي يجبر المغرب على أن يظهر للعالم وجها غير وجهه الحقيقي، أن يتباهى بملاعب هي على رؤوس الأصابع من طراز عالمي وكثير غيرها لا يمكن أن يصنف حتى في خانة ملاعب الهواة؟ المثير للضحك وحتى للخجل أن يكون فريق الكوكب المراكشي في اللحظة ذاتها التي كان وفد الفيفا يزور مراكش ويعجب بملعبها وبسحر نخيلها، قد أطلق صرخة مدوية يهدد بمقاطعة بطولة القسم الثاني وبعدم السفر إلى طنجة لمواجهة الإتحاد المحلي بسبب ما يصطلح عليه بالأزمة المالية الطاحنة التي تضرب فارس النخيل المتصدر لبطولة القسم الثاني والمرشح الأول للصعود إلى البطولة الإحترافية. يريد السيد الوزير أن يثبت الحكامة الجيدة مبدأ عاما ويخوض بحسب قوله حربا ضروسا لدمقرطة الهيئات الرياضية، جامعات كانت أم عصبا أم أندية ويحرص على إعمال القانون ولا شيء غيره في منح المسؤوليات والمساءلة، ويرضى السيد رئيس الجامعة بأن يظل زمنا طويلا في قبوه المظلم يقبل بما يوجه إليه من سهام النقد بخاصة من الذين لا يرون من الكأس غير نصفه الفارغ، وكل همه أن يستكمل ورش الإحتراف، ولكن ما نراه مجسدا على أرض الواقع يدمي العين والقلب من فرط البكاء على بؤس الحال، فكيف نريد لإحتراف أن يعيش والأندية تستجدي الصدقات بشكل بشع، تطرق أبواب المستشهرين فلا تسمع جوابا وتتمسح قبالة أبواب الجماعات المحلية في إنتظار الإفراج عن المنح فينهرها العسس وتجد نفسها عارية لأنها تغطت برداء غيرها، فاليوم هي مالكة لملاعب تأويها وغدا تطرد منها ويرمى بها في الشوارع. عندما يقف السيد وزير الشباب والرياضة أمام نواب ومستشاري الأمة ليرد على أسئلة من نار تسأل عن الإخفاقات الرياضية، ما سرها؟ وما أصلها؟ ومن المسؤول عنها؟ لا بد وأن تكون له الشجاعة ليضع أمامهم الواقع الرياضي العاري من كل المساحيق والمفرغ من كل توابل المجاملات السياسية، الواقع المرير الذي يهدد حياة الرياضة ويهدد مشروع الإحتراف، الواقع الذي يقول أن الحكامة الرياضية تعيش أزمة كفاءات وأزمة ضمير وأزمة ديموقراطية ويقول أيضا أنها تعيش أزمة قرار سياسي إما أنه تأخر كثيرا وإما أنه يحضر حينا ويغيب أحيانا كثيرة.