لم يجد المغرب التطواني بدا من الاستنجاد بالمدرب الجزائري عبدالحق بنسيخة، حيث كان أول فريق في البطولة يضطر لتغيير مدربه، بعد أن قدم فؤد لصحابي استقالته من تدريب الفريق، حيث أحدث الخروج المفاجئ للفريق التطواني من منافسات كأس العرش ضجة كبيرة، وطرح مجموعة من الأسئلة حول قدرة الحمامة التطوانية على التوقيع على موسم ناجح، ما يؤكد أن المدرب الجديد ينتظره عمل كبير، على جميع المستويات للنجاح في تحديه الجديد بالبطولة. سقطة البداية خروج مخيب ذلك الذي وقع عليه المغرب التطواني في منافسة كأس العرش، إذ لم ينتظر أن يسحب الفريق السلاوي من تحت أقدامه السجاد، في مباراة الإياب، خاصة أن الحمامة التطوانية كنت تمني النفس أن تحلق عاليا في منافسة الكأس الفخرية، وأن لا تخرج مبكرا منها، رغم أن الفريق التطواني فاز في مباراة الذهاب بهدفين لواحد. ورغم الفوارق بين الناديين، في عدة مستويات، إلا أن ذلك لم يشفع للفريق الفائز بلقبين على مستوى البطولة لتجاوز مطب السلاويين، فخرج التطوانيون يجترون الخيبة، وكشفت منافسة الكأس ضعفا تقنيا وبشريا كبيرين. هفوات متعددة لم يكن الخروج من كأس العرش هو ما خيب آمال المغرب التطواني، ولكن المستوى المتواضع الذي قدمه الفريق، ما جعل الشك والقلق يتسربان لمكوناته، حيث أظهر هذا الفريق عجزا كبيرا في جميع خطوطه، ولم يقو على مجاراة إيقاع السلاويين. وكشفت مواجهة الإياب، ضعف التركيبة البشرية ومحدودية عطاء مجموعة من اللاعبين، الذين كانوا دون المستوى، ، حيث كانت هناك أخطاء كثيرة على مستوى الخطوط الثلاثة وضعف كبير في الهجوم، بدليل أن الفريق لم يصل كثيرا إلى مرمى الخصم في مباراة الإياب، ولم يقو على هز شباكه خصمه، رغم أنه كان متأخرا في النتيجة منذ الدقيقة الثلاثين، في إشارة إلى أن المغرب التطواني مطالب بنحسين مستواه التقني مع بداية البطولة. إنتدابات على المقاس يعيش المغرب التطواني خصاصا بشريا وفق ما أكدته منافسة كأس العرش، ولم تكن الإنتدابات وازنة ولم تقدم المطلوب منها، على غرار المهاجم عبدالعزيز خلوطة الذي ما زال لم يقدم المطلوب، إلى جانب الحوسيني وغيرهما. رحيل بعض اللاعبين الوازنين كمحمد أبرهون ونصير الميموني وغيرهم لم تقابله تعاقدات جيدة، ما قد يكون له تأثير كبير على مستوى وحضور فريق الحمامة التطوانية، وحتى عودة ياسين الصالحي وزيد كروش باعتبار أنهما من اللاعبين المجربين داخل الفريق، فإنها لن يغير من مستوى الفريق، بحكم أن التركيبة البشرية لفريق الشمال تشكو خصاصا كبيرا. الصحابي استسلم مبكرا الخروج من كأس العرش أشعر فؤاد الصحابي، وجرَ عليه مشاكل كثيرة وانتقادات، ولو أنه كان منتظرا أن يتعرض لهذا الضغط بعد سقطة الكأس وكذا المستوى المتواضع الذي وقع عليه فريقه. الصحابي استسلم ورفع الراية البيضاء وآثر الخروج من القلعة التطوانية لعدة أسباب، أهمها خلافه مع بعض اللاعبين، خاصة زيد كروش، وكذا شعوره بأنه لم يعد محميا من طرف المكتب المسير للفريق والذي لم يقف بجانبه مثلما أكد في أزمته مع لاعبيه، فاختار الحل الأنسب والرحيل، بدل العمل وسط الضغط والمشاكل مع اللاعبين، إذ وجد بأنه يستحيل تسجيل النتائج الإيجابية التي يطالب بها المسؤولون وسط أجواء مشحونة. بنشيخة و رجل المرحلة توصل المغرب التطواني بالعديد من السير الذاتية للمدربين الذين أبدوا رغبنهم في قيادة لمغرب التطواني، قبل أن يقع اختيار المسؤولين على المدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة، والأكيد أن وراء هذا الاختيار مجموعة من الأسباب، لعب أبزها هي التجربة التي اكتسبها في البطولة المغربية، حيث درب الدفاع الجديدي وفاز معه بكأس العرش، كما قد الرجاء لفترة، قبل ن يدرب اتحاد طنجة لموسمين. بن شيخة أيضا من المدربين الذين لديهم ثقافة التواصل مع للاعبين، ويعرف كيف يحفزهم ويحمسهم، خاصة أن بعضهم عاش مشاكل مع المدرب السابق، وبالتالي سيقتصر عمله أيضا على ما هو ذهني. مهمة غير سهلة يدرك عبد الحق بن شيخة أنه ينتظره عمل كبير داخل فريقه الجديد، ومن سوء حظه أنه تعاقد مع الفريق التطواني مع انطلاق الموسم الكروي، لذلك سيكون مطالبا بحرق المراحل والسباق مع الزمن من أجل الوقوف على مستوى اللاعبين، وكذا تقريبهم من أسلوب عمله وما يطلبه منهم على المستوى التكتيكي. كما أن منافسة الكأس أظهرت أن المغرب التطواني يشكو نواقص تقنية وتكتيكية عدة، سيكون على بن شيخة إصلاحها إن أراد تفادي المستوى المتواضع الذي قدمه فريقه أمام جمعية سلا، دون استثناء ضرورة إغناء التركيبة البشرية للفريق، في ظل الخصاص التي تعاني منه.