يرى عدد من الفاعلين الرياضيين بتازة أن القطاع بالإقليم يعاني من اختلالات متعددة تستدعي تدخل جميع الفعاليات الوطنية والمحلية من أجل النهوض بالرياضة وجعلها في صلب المبادرات التنموية بالمدينة. وتتلخص هذه الاختلالات في ضعف البنية التحتية والعجز في مداخيل هذا القطاع وكذا هزالة المنح المقدمة لمختلف أنواع الرياضات. وفي هذا السياق٬ أكد رئيس جمعية القدس الرياضي التازي لكرة القدم السيد عبد الحق الهواري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن قراءة الواقع الرياضي بإقليمتازة يقتضي الإقرار بأن" كافة أنواع الرياضات بالإقليم تعيش أزمة حقيقية٬ بالرغم من اختلاف حدتها ". وأشار السيد الهواري إلى أن كرة القدم بالإقليم تعيش مشاكل حقيقية٬ تتجلى أساسا في ضعف البنيات التحتية وعدم توفر الإمكانيات المادية٬ مما يشكل عائقا كبيرا لمسايرة مشروع الاحتراف٬ مبرزا أن تأهيل كرة القدم بالمغرب خاصة مع التعديلات التي عرفتها قوانين هذه اللعبة (منحة التوقيع والأجور الشهرية والتعويضات والتحفيزات )" أصبحت تشكل عبئا كبيرا على فرق الهواة نظرا لإمكانياتها المادية المحدودة ". واعتبر أن المصاريف المادية الإضافية بفعل تطبيق هذه القوانين أثقلت كاهل ميزانية فريق جمعية القدس الرياضي التازي لكرة القدم في غياب أية مبادرة للرفع من المنح المقدمة إلى الفريق سواء من طرف الفعاليات المحلية أو الوطنية٬ مما دفع المكتب المسير لفريق الجمعية إلى مضاعفة جهوده للبحث عن مصادر التمويل وتأمين تدفقها لفائدة الفريق٬ داعيا الفاعلين الاقتصاديين والمنتخبين بتازة إلى توفير بنية تحتية مواتية والزيادة في عدد الملاعب المعشوشبة. من جانبه٬ أكد السيد محمد حارص٬ فاعل رياضي محلي٬ على أن هناك تباين كبير بين طموحات الفرق والجمهور التازي مع المستويات المتدينة للنتائج المحققة٬ بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف مختلف ممارسي الرياضة بالمدينة سواء تعلق الأمر بكرة القدم ( القسم الوطني أول هواة) أو كرة اليد أو كرة السلة أو كرة الطائرة أو الرياضات الفردية. وأشار السيد حارص إلى أن المنح المقدمة للرياضة بالمدينة لا ترقى إلى الطموحات المرجوة٬ خاصة أن مجموعة من الأسماء تنحدر من مدينة تازة تألقت على الصعيد الوطني والدولي من قبيل اللاعبين مصطفى البياز وعبد الكريم الحضروي٬ داعيا إلى الرقي بمستوى الرياضة بالمدينة واستعادة أمجاد الماضي حتى ترقى إلى مصاف الرياضات الممارسة في المدن الأخرى. وفي السياق ذاته٬ دعا بعض الفاعلين المحليين إلى الاستثمار في العنصر البشري من خلال تأسيس مدرسة للفئات الصغرى لكي تكون سندا لفريق جمعية القدس الرياضي التازي لكرة القدم وفتح باب الانخراط في وجه كل الفعاليات المحلية والوطنية لتنمية مداخيل الفريق٬ مؤكدين على ضرورة البحث على أفق مشتركة لانصهار بعض الفرق ضمن أخرى بحثا على النهضة النوعية للرياضة محليا وإقليميا٬ وكذا البحث عن اعتماد أنشطة رياضية موازية مدرة للدخل. من جهته٬ أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمتازة عبد الحميد قجاج أن قطاع الشباب والرياضة بالإقليم حظي باهتمام خاص من طرف السلطة الإقليمية والعاملين في حقل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إيمانا بالدور الذي يضطلع به قطاع الشباب والرياضة في تأطير الشباب وتربية الناشئة. وذكر السيد قجاج أن قطاع الشباب والرياضة استفاد على مستوى الإقليم من 14 مشروعا منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتكلفة اجمالية ناهزت 6 ر9 مليون درهم٬ مشيرا إلى أن هذه المشاريع همت بناء قاعة مغطاة بمدينة تازة وتهيئة الملاعب الرياضية وبناء وتهيئة وتجهيز دور الشباب٬ مشيرا إلى اقتناء حافلة للنقل الرياضي لفائدة جمعية القدس الرياضي التازي لكرة القدم بمبلغ 385 ألف درهم٬ ساهم فيها صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 200 ألف درهم٬ وكذا اقتناء حافلة للنقل الرياضي لفائدة الجماعة الحضرية لأكنول ( إقليمتازة)٬ إضافة إلى دعم التنشيط الرياضي عبر اقتناء مستلزمات رياضية مختلفة. ومن أجل إيجاد الحلول الناجعة لوضعية القطاع الرياضي بتازة٬ انعقد٬ مؤخرا٬ اجتماع موسع بمقر عمالة الإقليم للوقوف على الظروف الحالية للقطاع الرياضي بالإقليم. وخلال هذ الاجتماع٬ أكد السيد محمد فتال عامل الإقليم أن قطاع الرياضة يستدعي إيلائه كامل العناية والاهتمام وتضافر الجهود لبلوغ وتحقيق الأهداف المرجوة منه. وأشار إلى أن قطاع الرياضة يدخل في صلب كافة المبادرات التنموية بالإقليم٬ باعتباره قاطرة للتنمية البشرية٬ مشيرا٬ في الآن ذاته٬ إلى أن المجلس الإقليمي يتفاعل مع كل الإكراهات التي تعاني منها الفرق الرياضية٬ بما فيها فريق جمعية القدس الرياضي التازي٬ حيث استفاد الفريق من منحة خلال الموسم الرياضي 2011 -2012 تقدر بíœ 100 ألف درهم٬ داعيا المكتب المسير للفريق إلى ضرورة الانكباب والبحث عن مصادر دعم أخرى٬ من منخرطين جدد ومشتهرين٬ واعتماد خطة تواصلية نوعية للترويج للفريق واعتماد سياسية تدبيرية أساسها الحكامة الجيدة والشفافية والانفتاح. ودعا السيد فتال أيضا إلى إحداث لجنة يعهد إليها البحث عن الحلول الناجعة لإخراج القطاع الرياضي من الأزمة التي يعيشها بالإقليم.