تتجه الأنظار السبت الى ملعب "هارد روك ستاديوم" في ميامي الذي يحتضن مواجهة ودية من العيار الثقيل بين الغريمين التقليديين ريال مدريدوبرشلونة الإسبانيين ضمن كأس الأبطال الدولية الودية بنسختها الأميركية. صحيح أن حوالي أربعة أسابيع تفصلنا عن انطلاق الموسم الجديد من البطولة الإسبانية وأن الفرق الأوروبية لا تزال في بداية تحضيراتها لما ينتظرها من استحقاقات، إلا أن فكرة تواجد العملاقين الإسبانيين على الأراضي الأميركية وخوضهما أول "كلاسيكو" بينهما خارج بلادهما منذ 35 عاما والأول على الإطلاق في الولاياتالمتحدة، دفع الجمهور المحلي الى التهافت على التذاكر التي وصلت أسعارها الى 900 دولار. ومن المؤكد أن الزمن تغير كثيرا ما بين 1982 حين لعب ريال وبرشلونة مباراة ودية في فنزويلا بعد انتهاء الموسم المحلي لم تكن حتى منقولة على شاشات التلفزة في اوروبا، و2017 حيث أصبح العالم بأكمله يترقب المواجهات بين هذه العملاقين وحتى إن كانت ودية. وتحولت المواجهة بين ريال وبرشلونة في ميامي التي تعتبر من أكثر المدن الأميركية عشقا لكرة القدم في بلد تحتل فيه اللعبة الشعبية الأولى في العالم مكانة "متواضعة" مقارنة مع الرياضات الأخرى، الى حدث يشغل المحليين وضمن لكأس الأبطال الدولية وجودها في هذه المدينة الواقعة على ساحل الأطلسي جنوب ولاية فلوريدا لسنوات طويلة قادمة. وجندت شبكة "اي اس بي ان" الرياضية طاقما من 25 مراسلا لتغطية هذه المواجهة من كافة جوانبها، وحتى أن برنامجها اليومي الشهير "دايلي سبورتس سنتر" سيبث مباشرة من ميامي، ما يؤكد على الأهمية الإعلامية الكبرى لمواجهة من هذا النوع حتى وإن كانت ودية. ومن المؤكد أن توقيت هذه المواجهة ساعد كثيرا في تسليط الضوء عليها، لأن البطولات المحلية الكبرى في رياضات كرة القدم الأميركية وكرة السلة والهوكي قد اختتمت منذ فترة. ولن ينحصر الحضور في مواجهة السبت بالجمهور المحلي، بل سيتوافد مشجعون من المكسيك وكندا وبورتوريكو وكوستاريكا وهندوراس الى ميامي من أجل مشاهدة نجوم العملاقين الإسبانيين يتنافسون على ملعب "هارد روك ستاديوم" الخاص بفريق ميامي دولفنز المنافس في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية. ومن أجل إدخال الجمهور في أجواء مواجهة السبت، أقام المنظمون الجمعة مباراة استعراضية في حديقة "بايفرونت بارك" وسط ميامي جمعت نجوما سابقين من الفريقين مثل الهولندي باتريك كلايفرت وفرناندو هييرو وكارس بويول. وبالنسبة للذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على تذكرة لمباراة السبت، لن يعودوا خائبين من ميامي اذا بإمكانهم متابعة مجرياتها على شاشات ضخمة وسيحظون بفرصة الاستمتاع بالأجواء الموسيقية الترفيهية التي تسبق المباراة. وحتى أن شركات السفر قدمت عروضا خاصة أطلقت عليها "حزمة الكلاسيكو" التي تتضمن تذاكر المباراة والإقامة في الفنادق الشاطئية الفاخرة، ابتداء من 750 دولارا لليلة الواحدة. وبطبيعة الحال، فإن كلا الجانبين في منتصف استعداداتهما للموسم المقبل، وهما تنقلا خلال الأسبوعين الأخيرين عبر الولاياتالمتحدة بصحبة فرق مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام الإنكليزية اضافة الى يوفنتوس وروما الإيطاليين وباريس سان جرمان الفرنسي. ورغم مكانة الفرق الأخرى المشاركة في كأس الأبطال الدولية بنسختها الأميركية (تقام ايضا في الصين وسنغافورة)، فإن مواجهة ال"كلاسيكو" هي دون شك الأهم على الإطلاق بالنسبة للجماهير المحلية بسبب الخصومة التاريخية بين الفريقين وتاريخيهما العريق والنجوم الكبار في صفوفهما. وتأتي هذه المباراة وسط تزايد الحديث عن إمكانية رحيل البرازيلي نيمار من برشلونة الى باريس سان جرمان مقابل 222 مليون اورو، ورغبة ريال مدريد بالحصول على خدمات الفرنسي الشاب كيليان مبابي من موناكو مقابل 180 مليون اورو. كما تشكل المباراة فرصة لمدرب برشلونة الجديد ارنستو فالفيردي الذي خلف لويس انريكي بعد انتهاء الموسم، لقول كلمته أمام نظيره الفرنسي زين الدين زيدان القادم من موسم مثالي بعدما قاد النادي الملكي الى الفوز بلقب البطولة المحلية للمرة الأولى منذ 2012، والى لقب عصبة ابطال اوروبا للموسم الثاني على التوالي. وكان فالفيردي يتمنى أن تكون تحضيراته لموسمه الأول مع النادي الكاطالوني خالية من الجدل المترافق مع ملف نيمار، وأن يخوض مباراة السبت بأجواء أفضل، لاسيما بعد الأخبار التي نقلتها "اي اس بي ان" الخميس عن مصدر كشف بأن النجم البرازيلي لن يعود مع الفريق الى كاطالونيا بعد مباراة ال"كلاسيكو". وكشف المصدر للشبكة الأميركية أن نيمار سيسافر بعد المباراة الى الصين من أجل حملة اعلانية ترويجية خاصة ببرشلونة وشركة نايكي للمستلزمات الرياضية، ومن ثم سيلتحق بالمعسكر التدريبي لباريس سان جرمان، لكن اعلانا رسميا لن يصدر قبل انتهاء زيارته الى الصين. وإذا كانت معلومات هذا المصدر صحيحة، فهذا الأمر يعني بأن نيمار لن يكون بصحبة برشلونة عندما يبدأ موسمه رسميا ضد ريال بالذات حين يلتقيان في 13 الشهر المقبل على ملعب "كامب نو" في ذهاب الكأس السوبر الإسبانية، ثم في 16 منه ايابا على ملعب "سانتياغو برنابيو". ويبدأ ريال حملة الدفاع عن لقبه بطلا للدوري الإسباني من ملعب ديبورتيفو لا كورونيا في 19 أو 20 غشت المقبل، فيما يستهل برشلونة مشواره على أرضه ضد ريال بيتيس.