بمبادرة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووعيا من السيد فوزي لقجع الذي جدد الحضور المغربي في مركز القرار داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بانتخابه عضوا فاعلا داخل تنفيذية الهيئة الوصية على الكرة الإفريقية، بضرورة الدعوة لتناظر يعيد رسم خارطة الكرة الإفريقية ويضع لبنات العمل المستقبلي، تأتي المناظرة حول كرة القدم الإفريقية التي تنطلق غدا الثلاثاء بقصر المؤتمرات بالصخيرات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتشكل لحظة مفصلية وحاسمة في تحيين منظومة كرة القدم الإفريقية. لا خلاف على أن الكرة الإفريقية قاتلت على كثير من الواجهات لتسمع الصوت ولتحقق ولو بشكل نسبي إنتسابها لكرة القدم الحديثة والتي باتت تحفل بالكثير من التحديات، ولا نشك إطلاقا في أن الإدارة السابقة للكونفدرالية الإفريقية والتي أشرف عليها لثلاثة عقود الكامروني عيسى حياتو، بذلت ما تستطيع من جهد لتربط الكرة الإفريقية بزمنها الجديد والذي شهد وما يزال يشهد الكثير من الطفرات بخاصة على المستوى التنظيمي، إلا أن ما يبرز من معوقات وما يطفو على السطح من اختلالات ذات طبيعة بنيوية، يفرض فرض عين أن تتغير المقاربة وأسلوب التدبير على مستوى الكونفدرالية ومن خلالها على مستوى كافة الإتحادات الكروية الوطنية للدخول فعليا في الزمن الإحترافي. ولأن المغرب بات يمثل لقارته الإفريقية نموذجا جديدا في بناء العمق القاري وفي التأسيس لعلاقات جديدة بين كافة شرايين الإفريقية، فإن إبداع هذه المناظرة واحتضانها لا يمثل لوحده نجاح المبادرة والرهان، بل إن المغرب من خلال مؤسسة الجامعة يتطلع إلى أن يكون اليوم الدراسي حالة فارقة في التاريخ الحديث لكرة القدم الإفريقية، يطرح الإشكالات ويتداول بشأنها ويصدر القرارات الكبرى التي ستكون منطلقا لصياغة المستقبل القريب للكرة الإفريقية، المستقبل الذي تريده عائلة كرة القدم الإفريقية واعدا وجديرا بربح رهان المنافسة مع القارات الأخرى. ولأن الأضلاع الثلاثة التي يتأسس عليها هرم الكرة الإفريقية، هي الهيكلة والتمويل وتسويق المنتوج الكروي، فإن المحاور الكبرى لورشات العمل التي ستتعزز بمداخلات لخبراء أفارقة ودوليين تم انتقاؤهم بدقة بحسب خبرتهم الميدانية ولمعرفتهم العميقة بخصوصيات كرة القدم الإفريقية، ستتصدى بالنقاش العميق لراهن الكرة الإفريقية مقارنة بما هو معاش في قارات أخرى، ما يتعلق بالمشروع الإحترافي المتعثر في كثير من الدول الإفريقية، وهنا يمكن أن يبرز النموذج المغربي كنواة للإشتغال النسج على منواله، باعتبار أنه نموذج نما وترعرع في بيئة إفريقية خالصة، وما يتعلق بالمكانة التي تحتلها كرة القدم في النسيج الإجتماعي والإقتصادي بإفريقيا، وما يتعلق بتنظيم البطولات إن على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية وطرق تسويقها وتفويت حقوق بثها تلفزيا. لذلك فإن المؤمل أن تكون هذه المناظرة التي لا هي الأولى ولن تكون الأخيرة، أرضية عليها تبنى الرؤية الجديدة، ما دام أن الكونفدرالية الإفريقية قد اعتمدت أسلوبا متطورا في تنزيل مخرجات هذه المناظرة، إذ سيعمد المكتب التنفيذي للكاف في اليوم الذي يلي انعقاد المناظرة إلى التداول بشأن المخرجات والتوصيات وتصنيفها من حيث الطبيعة والجنس ومن حيث أزمنة التطبيق، ليتم عرضها مباشرة على الكونغرس الإفريقي للتصديق عليها وإدخالها على الفور حيز التطبيق. بكل الأمل الذي هو زاد ورأسمال إفريقيا، تتطلع عائلة كرة القدم بالقارة السمراء إلى الصخيرات كفضاء مثالي لكتابة المستقبل القريب للكرة الإفريقية، أرجو أن لا يخيب عندها الأمل.