واعتبارا إلى ما عليه فريقنا الوطني حاليا من عطالة تقنية وأيضا من تمزق نفسي، فإنه يصعب علينا جميعا القول بأن الطريق ستكون ممهدة لعبور حاجز التصفيات، ولا تبرز صعوبة التأهل في تجاوز منتخب الجزائر الذي يعيش حالة من الإستقرار الفني والبشري، ويهيء له تواجده بكأس العالم كل الفرص ليزيد من قوته الفنية والجماعية، ليس ذلك فقط، بل أن منتخبي تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى يمثلان الوجه الثاني للغم الكبير، فما من شيء يقول أن الفوز عليهما معا ذهابا وإيابا أمر ميسر.. ومن دون الأخذ بالإعتبار تراتبية المواجهات ولو أن لها دورا إستراتيجيا في توجيه التصفيات، فإن الفريق الوطني سيكون مكرها لتأمين نسبة كبيرة من حظوظه في الترشح للمونديال الإفريقي على الفوز بالمباريات الأربع التي سيخوضها أمام منتخبي جمهورية إفريقيا الوسطى وتنزانيا، إذ سيتيح له ذلك جمع 12 نقطة كاملة، وهو رصيد يؤهل المنتخب المغربي ليكون بين أفضل ثلاثة منتخبات محتلة للمركز الثاني إذا ما استبعدنا بطبيعة الحال النقاط الست التي تتيحها المواجهة أمام الجزائر ذهابا وإيابا. ولو نحن جزمنا بوجود المنتخبين المغربي والجزائري في خطين متعارضين لوجود ما يثبت ذلك في الطبيعة النفسية أولا وفي الطبيعة التنافسية ثانيا، فبينما يضع ثعالب الجزائر لأنفسهم خطا تصاعديا، بحكم حضورهم آخر دورة إفريقية بلغوا فيها الدور النصف النهائي وبحكم تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم، وهو ما يعطيهم الفرصة لتقوية اللحمة والزيادة في السعرات الفنية ومزيد من تحصين الذات، نجد أن الفريق الوطني منذ مباراته أمام الكامرون يوم 18 نونبر 2009 عن آخر جولة من تصفيات كأسي العالم وإفريقيا وهو في عطالة مفروضة وفاقد للقدرة على أن يلعب حتى المباريات الودية التي تتيحها تواريخ الفيفا لعدم وجود ربان وناخب وطني منذ أن إنتهت صلاحية الطاقم الرباعي.. وما يزيد في حدة القلق والتوجس أن الجامعة أرجأت إختيار ناخب وطني إلى غاية شهر يونيو، ما يعني أن الربان المنتظر لن يكون أمامه غير شهرين فقط ليهيء للمباراة الأولى التي سنلعبها عن التصفيات يوم 4 أو 5 شتنبر 2010. وتبرز صعوبة المهمة، مهمة تحضير الفريق الوطني لهذه المباراة التي يجب أن يؤمن نقاطها الثلاث كيفما كان الأمر في أمرين إثنين، أولهما أن الفريق الوطني أنهى مشواره الإقصائي في حالة غير مسبوقة من التصدع، ما يعني أن هناك عملا كبيرا ينتظر المدرب الجديد لرأب الصدع وإعادة اللحمة، وإشاعة الثقة داخل العرين، وثانيهما أن المدرب إذا ما قرأنا النوايا الجامعية سيكون غريبا على محيط الفريق الوطني، أي أنه يحتاج إلى وقت طويل لمطابقة فكره مع خصوصيات الفريق الوطني. وإذا كانت النبرة التشاؤمية قد برزت لدى الكثيرين، حتى أن هناك من استبعد إمكانية الحضور مجددا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بعد أن أخذ علما بتركيبة المجموعة وأيضا بالخيارات المتاحة للتأهل، فإن الجامعة مدعوة اليوم لأن تتفاعل على نحو جديد مع ما جاءت به القرعة وما بات يفرضه التأهل من خيارات صعبة ومعقدة. كيف يكون التفاعل مع المستجد؟ ذاك هو السؤال الذي يوضع على الجامعة التي ترى أن تعيين مدرب وناخب جديد هو آخر حلقة في مسلسل الإصلاح والهيكلة، إلا إذا كانت الجامعة من وحي هذا التوجه غير معنية بالتأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012، برغم أنها إلتزمت بموجب عقد الأهداف الذي بات يربطها بوزارة الشباب والرياضة ليس فقط بالتأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012، ولكن أيضا بالوصول إلى دورها الربع النهائي.