سجل أول أهدافه بالكان في مرمانا وعقد مأموريتنا في التأهل دخل منتخب الرأس الأخضر التاريخ حين سجل أول هدف له في بطولة كأس أمم إفريقيا في مرمى الفريق الوطني المغربي ليقتنص منه تعادلا ثمينا 1-1 ضمن ثاني مبارياته في المجموعة الأولى. الأسود دخلوا المباراة بإحتشام كبير وأظهروا أنهم لن يقسطوا في فخ الإندفاع المبكر الذي وقعوا فيه خلال المباراة الإفتتاحية والذي نخر قواهم البدنية، فتراجعوا للوراء وتركوا المبادرة للخصم الذي رمى بكامل ثقلهم على الدفاع المغربي وبدت أنيابه مكشرة من خلال الضغط المكثف والهجمات المسترسلة، حيث وزع تهديداته يمينا وسطا وشمالا ليضع المدافعين ومن ورائهم الحارس لمياغري في ورطة، هذا الأخير كان الأسد الوحيد اليقظ وصد أكثر من قذيفة للرأس الأخضر ووقف صامدا أمام غزو مينديز، تافاريز وبلاتيني فيما كان الهجوم المغربي في منفى إذ غرق بلهندة ومعه الأجنحة في نوم عميق ولم يلمس القناص الحمداوي سوى كرة وحيدة، وإستمرت العاصفة الزرقاء الهوجاء وبعد إنذارات متتالية جاءت الصاعقة بهدف أتى كالصفعة المؤلمة حين أخطأ السقاء الأحمدي في التمرير ليقطع تافاريز الكرة ويمررها بروعة للماكر بلاتيني الذي إنفرد بالحارس لمياغري وإستغل خروجه ليضع الكرة بهدوء داخل الشباك الفارغة (د36)، ولم يستفز هذا الهدف العناصر الوطنية التي كانت مشلولة وتائهة وسبحت في مستنقعات الخجل والأخطاء الفادحة ولم تفلح في تهديد مرمى الحارس فوزينها ولو لمرة واحدة بعدما غابت الحلول وإنعدمت الجمل التكتيكية، لتخرج مطأطأة الرأس منهزمة ومنكسرة من شوطٍ أول كارثي ركع فيه كبرياء الأسود الغائبين لحماس وعزيمة الحيتان الجائعة. خلال الجولة الثانية حاول الناخب الوطني رشيد الطاوسي لعب أول أوراقه بإقحام العرابي كمهاجم ثاني مكان أمرابط المتواضع والزج ببلغزواني عوض السعيدي، وهو ما أعطى إنتعاشة نسبية في خطوط الفريق بعدما توصل الأسود إلى بناء هجمات تكتيكية من الخلف والمرور عبر الرواقين كما أن دخول شافني بديلا لبلهندة ساهم في تحسين جسور الربط بين الدفاع والهجوم، الخصم فطن للصحوة المغربية وتراجع للوراء معتمدا على تكسير الإيقاع وتشتيت الكرات وإفتقد للخطورة التي إتسم بها خلال الجولة الأولى بعدما هبط منسوب اللياقة البدنية لدى لاعبيه، وجاءت الدقيقة 79 بالخبر السار حين إنطلق برادة النشيط السهم في الجهة اليمنى وتلاعب بالدفاع ممررا هدية للقناص العرابي الذي لم يرفضها وترجمها مباشرة إلى هدف التعادل ليحيي الآمال من جديد، وتواصل ضغط الأسود من جميع الجهات أمام إستسلام الرأس الأخضر الذي أخذ لاعبوه في إضاعة الوقت وبدا أنهم مقتنعون بالتعادل، فهدد الحمداوي وبلغزواني وشافني على مراحل لكن بدون طائل ومر الوقت بسرعة البرق حتى أعلن الحكم الزامبي سيكازوي عن نهاية المواجهة بالتعادل الإيجابي والذي أدخلنا في لغة الحسابات المعقدة في ثالث الجولات من أجل التأهل مع ضرورة ووجوب الإطاحة بأولاد جنوب إفريقيا بقلاعهم. المهدي الحداد