بعد أن توقفت مسيرة الوداد البيضاوي السنة الماضية في نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، يعود الفريق الأحمر ليكتشف أجواء هذه المنافسة القارية للموسم الثاني على التوالي، وهذه المرة تحت قيادة مدرب له دراية بالأدغال الإفريقية، حيث سبق له التتويج رفقة الفتح الرباطي بكأس الإتحاد الإفريقي، كما أن أغلب العناصر الودادية سبق لها خوض هذه التجربة السنة الماضية، البداية ستكون بمواجهة مونانا الغابوني، فريق حديث التأسيس له مشاركات محدودة على المستوى القاري، لكن الكرة الإفريقية أكدت تطورها في السنوات الأخيرة وبالتالي فإن تجاوز هذا الدور يتطلب فوزا عريضا في الذهاب لتأمين العبور، فكيف استعد الفريق الأحمر لهذا الإستحقاق القاري؟ الإستفادة من التجربة السابقة أعفي الوداد البيضاوي من الدور التمهيدي لهذه المنافسة القارية إنصافا لمشواره الجيد في النسخة السابقة، حين بلغ المربع الذهبي عن جدارة واستحقاق وكان قريبا من بلوغ المباراة النهائية، بل إن أغلب المتتبعين كانوا يرشحونه لنيل اللقب بعد أن نجح في إزاحة أعتد الأندية الإفريقية من طريقه قبل أن تتوقف مسيرته بشكل مفاجئ وغريب أمام الزمالك المصري، ويبدو بأن العناصر الودادية قد استفادت بشكل كبير من تلك المشاركة، والعودة لذات المنافسة للمرة الثانية ع التوالي يبقى مهما جدا على مستوى الإستمرارية التي تمكن اللاعبين من التمرس بهذه الأجواء الإفريقية التي تختلف كليا في طبيعتها عن المنافسة الحالية. الوداد في ثوب المرشحين الوداد هو وصيف بطل المغرب ومتزعم البطولة ومن بين المتوجين بهذا اللقب القاري، كما أن مسيرته الجيدة في النسخة الماضية تجعل منه أحد المرشحين للمنافسة مجددا على اللقب، وإلى جانب الفتح الرباطي سيحمل الفريق الأحمر على عاتقه مسؤولية تمثيل الكرة المغربية وتشريفها وتأكيد عودتها للمنافسة بقوة على الواجهة القارية، ويبدو جليا بأن الوداد بتركيبته البشرية الحالية الغنية بالمواهب قادر على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة إن تم التعامل مع المباريات بكل الجدية اللازمة، وباحترام كامل لكل الخصوم مهما كان أسمهمم وكانت قيمتهم، ومعلوم أن تجاوز هذا الدور سيمكن الفريق من المرور مباشرة لدور المجموعات وحينها يمكن مناقشة المباريات بشكل مختلف باعتبار ضرورة جمع أكبر عدد من النقط. عين على الخصم الغابوني الخصم لا يتوفر على سجل كبير على المستوى القاري، فمشاركاته تبقى على رؤوس الأصابع، كما أن الكرة الغابونية تعيش حاليا بعض المشاكل الناتجة عن توالي إعتذارات الأندية عن إجراء مباريات البطولة، وذلك بسبب عدم توصل اللاعبين بمستحقاتهم المادية، لكن هذا لا يمكن اعتباره مقياسا للحكم على هذا الفريق الذي دخل غمار المنافسة القارية بشكل جيد بإزاحته في الدور التمهيدي لفريق فيتالو البوروندي، وفي السنة الماضية أحرج فريق النجم الساحلي في منافسة كأس «الكاف»، بل فاز عليه في الغابون بهدف نظيف، وتكمن قوته في ملعبه إذ غالبا ما يفوز داخل قواعده، كما أنه لا ينهزم بحصص قوية خارج ميدانه، لذا وجب الإحتياط من هذا الفريق، والتأهل يمر عبر تجاوزه في الذهاب بحصة عريضة،ومناقشة مباراة الإياب بكل ارتياح، خاصة أنها ستجرى على أرضية مكسوة بعشب إصطناعي. معنويات مرتفعة بعد العودة بنقط الفوز من مدينة الحسيمة، وهو الفوز الثالث على التوالي، ما مكن الفريق الأحمر من الحفاظ على صدارته للترتيب على بعد نقطتين من المطارد المباشر الرجاء، ستكون معنويات اللاعبين مرتفعة، ما سينعكس بشكل إيجابي على استعدادات الفريق التي انطلقت بداية هذا الأسبوع، وينتظر أن يكون أصدقاء العميد نقاش حاضرين بكل العناصر الرسمية التي شاركت في المباريات الأخيرة، ونجحت في تحقيق نتائج جيدة بالحصول على 13 نقطة في خمس مباريات، حيث يركز المدرب عموتا على استقرار التركيبة البشرية كأحد العوامل الأساسية التي تساعد على تحقيق الإنسجام والتوازن بين الخطوط، ويبدو بأن المدرب الجديد قد اهتدى للتشكيل الرسمي وكذا للنهج التكتيكي الذي سيمكنه من الحفاظ هذه السلسلة من النتائج الإيجابية. إستحضار الفعالية الهجومية كما أكدنا سابقا فإن تجاوز هذا الدور يمر عبر الفوز بحصة عريضة في الذهاب، وفي المباريات الأخيرة على مستوى البطولة نجحت العناصر الودادية في خلق الكثير من الفرص لكنها افتقدت في الغالب للفعالية الهجومية، وهذه النقطة السلبية يجب تجاوزها بالتركيز أكثر في منطقة الجزاء وتجنب التسرع والأنانية، بغية تسجيل أكبر عدد من الأهداف، كما كان الشأن في مباراة الإياب مع الزمالك المصري التي يمكن اعتبارها نموذجا على مستوى الأداء الهجومي، لكن الضرورة كذلك تقتضي إلتزام الحذر والحيطة على مستوى الدفاع لتجنب قبول شباك الفريق لهدف قد يبعثر الأوراق ويجعل الحسابات معقدة، ومن دون شك فإن الطاقم التقني وكذا اللاعبين سيضعون هذه الجوانب المهمة في قائمة اهتماماتهم قبل وأثناء المباراة لضمان عبور سهل لدور المجموعات. الدور على الجمهور الودادي من دون شك فإن الجمهور الودادي سيكون حاضرا كعادته في مركب مولاي عبد الله لتقديم الدعم والمساندة، كما كان الحال في النسخة السابقة، إذ بالرغم من اللعب خارج القواعد فإن الجمهور الودادي كان يتنقل بكثافة سواء لمراكش أو الرباط، وساهم بقسط وافر في بلوغ فريقه للمربع الذهبي، وهذه السنة فسقف الطموحات إرتفع والوداد لديه كل المقومات التي تمكنه من المنافسة بقوة على الدرع القاري، وسنكون جميعا مع الفريق الأحمر ومع كل الأندية المغربية حتى تتمكن من تشريف كرتنا وتمثيلها أحسن تمثيل، والموعد يوم بعد غد السبت بمركب مولاي عبد الله. البرنامج عصبة أبطال إفريقيا «دور سدس عشر» السبت 11 مارس 2017 بالرباط:مركب الأمير مولاي عبد الله:س19: الوداد البيضاوي مونانا الغامبي