ما زالت داعيات تصريح الكاتب العام للكوكب المراكشي وناطقه الرسمي الذي قال بعظمة لسانه أن «الكوكب المراكشي يسير الى الهاوية» ترخي بظلالها على الشارع المراكشي، فبين من يعتبر أن ماعبر عنه المسؤول المذكور يعكس حقيقة الوضع داخل فارس النخيل خاصة من طرف عضو عارف بخبايا الفريق، وبين من يستنكر قول المسؤول المذكور الذي يعتبر تصريحه تنقيص لتاريخ الكوكب وفلتة أساءت لجماهيره وتقنييه، والحال أن الفريق المراكشي يعيش وضعية مهزوزة بسبب تدبيره منذ مواسم وأن أزمته اليوم لا يمكن أن تنزاح عن سياق تاريخي راكم فيه مسؤولو فارس النخيل مجموعة من الأخطاء التي يدفع الآن ثمنها. عاد الكوكب المراكشي إلى أجواء التباري والمنافسة بعد إنتهاء فترة توقف البطولة الوطنية الإحترافية بمناسبة العطلة الشتوية التي إستغلها على نحو جيد لشحن البطاريات وتصحيح بعض الأخطاء التي شابت مسيرته طيلة مرحلة الذهاب، وذلك من أجل تحقيق أهدافه المسطرة وطموحات جماهيره التواقة إلى بناء فريق متماسك وتنافسي وظل الأمر مطمح جماهير المدينة الحمراء، وعلى غرار كثير من الأندية الوطنية حافظ فارس النخيل على إستقراره البشري ولم يغير جلده في الميركاطو الشتوي الأخير، سيما وأن المدرب أحمد البهجة يثق كثيرا في مجوعته الحالية، كما آثر الكوكب الذي تقزمت أحلامه في المواسم الأخيرة وصارت لا تتجاوز ضرورة تأمين البقاء بالبطولة الإحترافية وتفادي السقوط للدرجة الثانية تسريح بعض العناصر التي ظلت بعيدا عن المجموعة بغرض تخفيض كتلة الأجور فيما تم انتداب حارسين فقط وهما محمد عقيد من الوداد البيضاوي بنظام الإعارة وزميله علاء المسكيني لمدة موسم ونصف دون أن يظهر في تشكيلة الفريق المراكشي الى غاية الآن، مع العلم أن فارس النخيل قام بتغيير ربانه في مناسبتين بعد استقالة حسن بنعبيشة وبعدها فؤاد الصحابي. تحضيرات عادية لقياس الجاهزية إستغل الكوكب مرحلة توقف البطولة لإعداد العدة لإياب سيكون بكل تأكيد شاقا وصعبا للمراكشيين للإعداد للشطر الثاني بإجراء عدد من المباريات الودية تحت قيادة الطاقم التقني المتكون من أحمد البهجة بمساعدة يوسف مريانة وبحضور جعفر عاطيفي المعد البدني الذي يرتدي قبعة المدرب كذلك، حيث بات على اللاعبين تأكيد أحقية الكوكب بالبقاء بقسم الكبار دون إغفال أن المكتب المسير وفي ظل الضائقة المالية التي جثمت على الفريق منذ مواسم طويلة وبلغت مراحل متقدمة من العجز لم تجد حلولا جذرية غير إعلان نوايا أطلقها الرئيس السابق والحالي، في الوقت الذي ظل فيه الوفاء لاستجداء منح المجالس المنتخبة وسلطات المدينة الحمراء التي لا تتردد في الإستجابة لمطالب الفريق. وتماشيا مع السياسة الجديدة الرامية إلى ترشيد النفقات، فقد آثر فارس النخيل البقاء بمراكش والإكتفاء بمعسكر محلي لمدة أسبوع، حيث ركز المدرب أحمد البهجة خلال المرحلة الإعدادية الأولى على الجانب البدني، إذ برمج على إمتداد أسبوع كامل حصتين في اليوم بهدف الرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبين، كما خاض الفريق مباريات ودية واحدة منها أمام الترجي التونسي ومباريات أخرى أمام الرجاء البيضاوي وأولمبيك آسفي ذهابا وإيابا، فضلا عن مباراة أمام الجار مولودية مراكش، حيث مكنت هاته المحكات التجريبية المدرب المراكشي من الوقوف على جاهزية الفرسان، خاصة الذين لم يخوضوا مباريات كثيرة في الشطر الأول من البطولة، وكذا العائدين من الإصابة، كما عمد البهجة إلى منح الفرصة في المباريات الإعدادية لبعض العناصر الشابة سعيا منه إلى توسيع قاعدة إختياراته مستقبلا. الكوكب يدير ظهره للميركاطو الشتوي أظهرت السياسة التي ظل يعتمدها الكوكب المراكشي فشلها بخصوص الإنتدابات التي يقوم بها بعدما ظل مركز التكوين مزرعة لا يتم الإعتماد عليها، بدليل أن عددا من خريجي مدرسة الفريق يلعبون بمختلف الأندية الوطنية وهو ما ينطبق عليه القول بأن «مطرب الحي لا يطرب» بمراكش بل يطرب بمدن أخرى. وفي سابقة من نوعها لم تغر سوق الإنتقالات الشتوية أحمد البهجة الذي فضل الإعتماد على الترسانة البشرية للفريق مع تعزيزها بحارسي مرمى هما علاء المسكيني ومحمد عقيد، وذلك إعمالا لمبدإ الحكامة الجيدة على مستوى تدبير وعقلنة الموارد البشرية للنادي، خاصة وأن المدرب سالف الذكر يثق كثيرا في مجموعته الحالية التي خاضت مرحلة الذهاب تحت قيادة الإطارين حسن بنعبيشة وفؤاد الصحابي، ومن تم لم يعلن حاجته الماسة إلى قطع غيار جديدة لتدعيم صفوف فريقه، وترك الأمر إختياريا للمكتب المسير الذي حصل على ترخيص رسمي من الجامعة من أجل القيام إبرام تعاقدات جديدة وفق الإمكانيات المرصودة، بالمقابل أوصى مروض الفرسان بالإحتفاظ على أهم الركائز الأساسية للفريق لضمان الإستقرار البشري الذي يعد أحد مفاتيح النجاح، كما يعتزم أيضا فسح المجال لمجموعة من اللاعبين القادمين من فئة الأمل للإسئتناس تدريجيا بأجواء الكبار في أفق الإعتماد عليهم كأساسيين في قادم المباريات أمثال: ناسيك والضيفي والروحي وأكوزول الذين ينتظرون فرصتهم على أحر من الجمر، وذلك تماشيا مع إستراتيجية الطاقم التقني الرامية إلى تكوين فريق قوي وتنافسي يستمد قاعدته الأساسية من تكوين لاعبين للمستقبل والتشبيب التدريجي للفريق. وعلى مستوى المغادرين فقد انفصل الكوكب عن بلال بيات الذي عاد لفريقه الأم النادي القنيطري، إلى جانب عصام بادة الذي حلق بطنجة ومحمد الإدريسي وكمال البارودي، فيما لم يتم الإعلان عن وضعية كمال البارودي والحارس الشاذلي اللذين قالت المصادر أنهما عادا للدار البيضاء عبر بوابة الرشاد البرنوصي في الوقت الذي يستمر فيه غياب البوركينابيين سيريل كوبان وسيدريك بادولو، إذ نال الأول مساحة صغيرة على عهد المدرب الصحابي ليغيب بعد ذلك، فيما لم يظهر لمواطنه أثرا في المباريات الرسمية للكوكب، حيث بات السؤال مطروحا حول جدوى التعاقد مع لاعبين أجانب دون الاستفادة من خدماتهم، إذ تعاقد الفريق مع أربعة أجانب في بداية الموسم، دون أن يظهروا في مباريات الفريق الأول،وكانت «المنتخب» قد علمت من مصادر خاصة أن اللاعبين المذكورين أبلغا سفارة بلدهما بالمغرب، بالوضع الذي يعيشانه بمراكش جراء عدم توفرهما على سكن لائق، بعد أن جرى قطع الماء والكهرباء عن الشقة المخصصة لهما بإحدى الإقامات السكنية، بسبب عدم أداء واجب الكراء من طرف مسؤولي الكوكب فيما بررت إدارة الأخير أن اللاعبين غادرا لإنجاز بعض الوثائق في انتظار عودتهما لمراكش. كيف يخوض فرسان البهجة الإياب الحاسم؟ بعد أن قطع نصف المشوار وهو يصارع ضمن أندية أسفل الترتيب ساعيا إلى الإبتعاد عن منطقة الجاذبية التي أدمن عليها، لم يقترب الفريق المراكشي بعد من تحقيق هدفه الرئيسي الذي سطره في بداية الموسم وهو تثبيت مكانته بقسم الكبار، سيكون الكوكب مجبرا على تغيير إستراتيجيته خلال الشطر الثاني والحاسم من البطولة، إذ سيخوض بكل تأكيد المنافسات برهانات مغايرة وهو الإبتعاد عن اللهب الذي يحرق أندية أسفل الترتيب لا سيما فريقي النادي القنيطري وشباب قصبة تادلة، وهو ما يفرض على المراكشيين مناقشة باقي مباريات الإياب بالحماس والجدية المطلوبة وسد ذرائع من قبيل غياب الجمهور وعدالة التحكيم تجنبا لإعادة إنتاج سيناريو الموسم الماضي الذي نجا فيه فارس النخيل من السقوط في الدورة الأخيرة، واقع الحال داخل الفريق المراكشي صار مبهما والجمهور الذي أبدى غضبه على الفريق وغادره لم يعد يطيق استمرار التحكم بالفريق، مطالبا بالتحكم في التحكم الذي جثم على الكوكب الذي يؤدي ضريبة خلط الأوراق رغم أنه اقترب من تحصيل منحتين:الأولى من المجلس الجماعي، حيث ينتظر أن تبلغ قيمتها حوالي 500 مليون سنتيم، فيما مجلس جهة مراكشآسفي سيصرف 300 مليون سنتيم، هذه المنح هي متأخرات رواتب ومنح التوقيع وواجباب الشقق المستأجرة التي يقطنها اللاعبون، بيد أن الموسم ما زال شاقا والموارد المالية شحيحة في غياب أي دعم آخر خارج عن المجالس المنتخبة وسلطات المدينة مع تسجيل عجز المكتب المسير عن إبرام شراكات وعقود احتضان من طرف مؤسسات عمومية وشبه عمومية وخاصة، وهو ما يجعل مصير الكوكب لاحقا في كف عفريت. عمق الأزمة الحالية للكوكب المراكشي تتمثل في شح الموارد المالية والإيرادات، حيث يتحمل المكتب المسير المسؤولية في نفور المحتضنين من فارس النخيل بسبب واقعه المزري وللصراعات الداخلية وخاصة لما يروج من محيط الفريق ويتم تسريبه فيضر بسمعة وعلامة الرجاء التسويقية والتجارية، علاوة على احتكار تدبير الكوكب من طرف فئة لا تقدم شيئا غير الحضور خلال المباريات الرسمية على عكس ما كان عليه الأمر في فترات سابقة التي عاش خلالها الفريق تضخما ماليا فيما المسؤولون حاليا يعجزون عن تقليص فواتير العجز المالي حتى مع تسجيل تدخل ليوسف ظهير رئيس المكتب المديري الذي تدخل غير مامرة لحل خلاف الفريق مع شركة صونارجيس. الكوكب و«سونارجيس» سوء الفهم الكبير عاش لاعبو الكوكب المراكشي على وقع الانتظار أمام بوابة الملعب الكبير بمراكش في مناسبات عديدة بعد أن رفضت إدارة الملعب المذكور ولوج الفريق لملعب التداريب بسبب عدم إلتزام المكتب المسير لفارس النخيل بمواعيد أداء ديونه لصالح سونارجيس، آخر هذه الفصول كان يوم الثلاثاء 21 فبراير 2017، فبعد إضراب اللاعبين سابقا، منعت إدارة الملعب الكبير لمراكش لاعبي الفريق من إجراء الحصة التدريبية المبرمجة بعد عودتهم بالهزيمة الثانية على التوالي من مدينة الحسيمة، لعدم أداء مبلغ مستحقات الشركة المسيرة للملعب، تشمل 17 حصة تدريبية ومصاريف تنظيم مباراة الكوكب المراكشي والنهضة البركانية. وبعد تدخل شخصي لرئيس المكتب المديري لنادي الكوكب المراكشي كالعادة، تم السماح (وبعد مرور ساعتين من الإنتظار للفريق أمام الملعب) بإجراء تداريب الكوكب، حيث علمت «المنتخب» أن صونارجيس بعثت برسالة للمكتب المسير للفريق المراكشي مطالبه إياه بضرورة أداء المستحقات المالية التي تهم حصص التداريب خلال توقف البطولة شهر يناير الماضي، غير أن الأمر لم يتم مع العلم أن الشركة المعنية فرضت على الفريق الأداء المسبق قبل كل حصة تدريبية أو مباراة رسمية بعد أن إستحال عليها إستخلاص مستحقاتها المالية للسنوات الماضية من الفريق بطريقة عادية بسبب تماطل مسؤولي الكوكب. هذا، وما زال مسلسل المستحقات المالية لشركة صونارجيس مستمر ولم يجد له أي حل، ففي كل مرة يتدخل المكتب المديري لإنقاذ ماء وجه مراكش وفريقه العريق، بعد أن إستحال معه السيطرة على هذا العجز المالي الذي تسبب في إضراب سابق للاعبين ومشاكل أخرى إمتدت إلى مركز التكوين باب دكالة الذي طالب مؤطرو الفئات العمرية الصغيرة بصرف رواتبهم، وهو المطلب الذي كان من تداعياته الحرب الكلامية التي دارت رحاها بين الكاتب العام للفريق ومدربي مدرسة الفريق.