ماهذا الهراء؟ ما هذا القرف ؟أي متهورون و أي حمقى هؤلاء الذين يمسكون بالزناد وبضغطة واحدة قادرون على تفجير الأوضاع؟ متى كان التطرف و حب الإلترا أكثر من حب الفريق علامة دالة على الحضارة؟ متى كان حب هذه الفصائل التي ما عاد لها وجود في قواميس المناصرة الشرعية بكل أنواع المغالاة المثيرة فعلا للمشاعر إشارة على التحضر و إشارة على الإخلاص في حب فريق من الفرق؟ تربينا أن نكون إعلاميين على أن نحب فرقنا المختارة عن طواعية، أن نخصص لها مساحة عشق وتقدير عن طواعية و بلا توجيه أو قيادة من بوصلة فصيل أو طائفة كيفما كان مسماها. تحدثنا عن الإلترات و عرفنا بها وتناولنا جوانب مهمة من مسار انحرافها عن أصول النشأة و التكوين و كيف صار بعضها أو جزء كبير منها خطرا محدقا ومهددا لسلامة و أمن المجتمع المغربي. بالحسيمة تزامنت عودة الإلترات مع مشاهد رعب، مع حرب أهلية روعت المدينة و لا نحمل المسؤولية لطرف كما لا ننزه الطرف الثاني لكن خلف ما حدث من مأساة،و خلف الترويع و القلق الذي ساور أسر بيضاوية اتصلت بنا و هي تجهل كل شيء عن فلذات أكبادها سر ما مرتبط بعودة الإلترات في نفس الأسبوع لملاعب البطولة. بات أباء و أمهات يحصون النجوم في عز الزمهرير و في عز البرد بمحطات ولاد زيان و في محطات القطر يترقبون الذي قد يعود أو لا يعود و يتحسسون هواتفهم النقالة لمعرفة جديد الأخبار المرتبطة بأنجالهم و ما بلغهم من أخبار مروعة عنهم. اتصل بي صديقان مقربان جدا من مناصري الوداد و حاولا إبلاغي أن جماهير و الترا الوداد غير مسؤولة عما حدث بالحسيمة و أن ما تم الترويج له بالفيسبوك قبل المباراة كان الشرارة التي أشعلت الفتيل و على أن أبناء الحسيمة تربصوا بوداديين في الطريق ونالوا منهم. قلت له أنا لست مؤهلا للحكم و لا الفصل و لا الإنتصار لطرف على حساب الثاني، لكني مؤهل كما هو حال باقي الزملاء لإعادة طرق جرس الرعب و القلق بخصوص ما يحدث و لنعلن بأعلى الصوت لهذه الفئة من الجماهير" خودوا الإلترات .. موتوا مع الإلترات و أوصوا بدفنكم في كفن شعاراتها.. فقط اتركوا لنا السلم و الأمن و الوطن".