في إطار مقاربتها الجديدة الرامية لتأهيل الإعلام الرياضي الجهوي بهدف اضطلاعه بمسؤولياته في النهوض بالرياضة على مستوى الجهات، نظمت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ندوة تكوينية استهدفت الصحفيين الرياضيين لجهة فاسمكناس بتعاون مع المندوبية الجهوية للجمعية بالجهة، وذلك على مدار يوم الجمعة الماضي بمشاركة عدد كبير من الصحفيين المحليين وبحضور رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية الزميل بدرالدين الإدريسي وبتأطير من الزميل أحمد لمشكح عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية رئيس لجنة التكوين والزميل سعيد زدوق رئيس لجنة الأخلاقيات والزميل محمد الجفال عضو المكتب التنفيذي ورئيس المندوبية الجهوية الزميل محمد بنيحيى. وفي مستهل هذه الدورة التكوينية وقف الجميع لقراءة الفاتحة ترحما على الزملاء الصحفيين الذين غادرونا خلال هذه السنة، وعلى فقيد الرياضة الوطنية والفاسية المرحوم بوشتة الجامعي الرئيس السابق لنادي المغرب الرياضي الفاسي والعضو السابق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي. واشتملت الدورة التكوينية على ندوتين واحدة صباحية وأخرى مسائية، تتعلقان بجنس الاستطلاع الصحفي وكيفية إجراء الروبرتاج الصحفي من تقديم الزميل أحمد لمشكح الذي عرض لمختلف تقنيات العمل الصحفي في جنس الروبورتاج تحديدا وفي أجناس أخرى ترتبط بالخبر والتحقيق والتقرير، وتعمق الزميل لمشكح في عرض مختلف المناهج والأدوات العلمية الواجب اتباعها من أجل إنجاز روبرتاجات صحفية مستوفية لكل الشروط المهنية المتعارف عليها، مستدلا في ذلك بالعديد من الأمثلة بهدف تبسيط المادة وهو ما حقق في نهاية الأمر الإستفادة المرجوة لدى الزملاء الإعلاميين المراسلين المستفيدين من الندوتين القيمتين. وبالنظر لتواجد كبير المعلقين الرياضيين العرب والمغاربة الزميل سعيد زدوق فإن الندوة عرجت أيضا على التعليق التلفزي والوصف الإذاعي للأحداث الرياضية الكبرى، وقدم الزميل سعيد زدوق من منظوره الخاص ومما تراكم لديه من تجارب، للزملاء الصحفيين المحليين بعض الشروط الأساسية التي يجب توفرها في المعلق الجيد والتي لخصها في ضرورة توفر الموهبة والموروث اللغوي الجيد والنزاهة الكاملة في نقل الحدث للمشاهد والمستمع، وشبه المعلق الجيد بالحكم الجيد، ذلك أن من يوصف بالحكم الجيد لأي مباراة هو من يمر خلال 90 دقيقة من دون أن يثير انتباه المتفرجين. وعند فتح باب النقاش أسهب المستفيدون من هذه الدورة في طرح الأسئلة المرتبطة بتقنيات العمل الصحفي وبالمكانة التي يحتلها المراسل الصحفي في المنظومة الإعلامية وأيضا بمقدار الحياد الذي يجب أن يتوفر في الصحفي الرياضي، وجاءت الأجوبة من الزملاء بدرالدين الإدريسي وسعيد زدوق وأحمد لمشكح لتغني بشكل كبير هذه الندوة التكوينية وتحقق الإستفادة الكبيرة بالنظر إلى أن الزملاء الثلاثة عرضوا بشكل موضوعي لكم التجارب الصحفية الكبيرة التي تراكمت لديهم. وفي أعقاب ذلك تم عقد اجتماع بين الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ومندوبية جهة فاسمكناس مع ممثلي العصب لمختلف الرياضات وكذلك بعض رؤساء أندية عصبة الوسط الشمالي في كرة القدم، حيث تحدث رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية الزميل بدرالدين الادريسي عن التكامل الذي ينبغي أن يحضر بشكل كبير في اشتغال المنظومة الرياضية، مبرزا الدور الكبير الذي يجب أن يلعبه الإعلام من أجل تنمية الرياضة على مستوى الجهات، وأبرز من خلال ذلك مدى أهمية انفتاح المندوبيات الجهوية على المؤسسات الرياضية الواقعة في النفوذ الترابي وضرورة فتح الأبواب لجميع الأندية في جميع النشاطات، مبديا أسفه لاحتلال رياضة كرة القدم للحيز الأكبر في التغطيات والمواكبات الصحفية، إلا أنه دعا ممثلي الرياضات الجماعية والفردية الأخرى إلى ضرورة الإجتهاد من أجل فرض الذات من خلال تحقيق النتائج الجيدة على المستويات القارية والعربية والدولية. وكانت هناك عدة مداخلات لممثلي العصب والأندية بجهة فاسمكناس اللذين رحبوا بالمبادرة مؤكدين أنهم بدورهم بحاجة ماسة للإعلام بوصفه شريكا إستراتيجيا وجسرا يصل بينهم وبين الرأي العام، ورحبوا بالمناسبة بجميع الإعلاميين مع الإشادة بدور المندوبية والزملاء الصحفيين اللذين يقومون بتغطية جميع النشاطات الرياضية معتبرين هذا اللقاء فاتحة خير من أجل مزيد من التشاركية مبدين الإستعداد الكامل من أحل تحسين ظروف عمل الصحفيين في القاعات والملاعب الرياضية بحسب ما تتيحه الإمكانيات المادية المتوفرة. وحيث أن الحدث الرياضي يفرض نفسه فإن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية أقدمت على تكريم نادي المغرب الفاسي الفائز بلقب كاس العرش، وهو ما يعتبر شرفا كبيرا لجهة فاسمكناس التي عاشت لحظات مأساوية في السنوات الثلاث الماضية، بداية بمغادرة الوداد الفاسي والنادي المكناسي للقسم الأول ثم مغادرة المغرب الفاسي للقسم الأول والنادي المكناسي للقسم الثاني، إذ قدم رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية هدية رمزية لعضوي المكتب المسير للمغرب الفاسي سعد أقصبي وعلي القندوسي، وبعد ذلك تم توزيع شهادات على المشاركين في الدورة التكوينية التي كانت ناجحة بكل المقاييس. وفي نهاية هذه الدورة تم عقد اجتماع داخلي لأعضاء المندوبية الجهوية بحضور وفد الجمعية، من أجل ترتيب البيت الداخلي ومن أجل أن تتوحد الرؤية بين جميع أعضاء مندوبية الجمعية في جهة فاسمكناس وتحديد رزنامة أنشطة سنة 2017، حيث تم الاتفاق على إجراء حفل رياضي نهاية العام الحالي لتكريم كل أبطال الجهة الذين حققوا انجازات على المستويين الدولي والوطني، كما تم الإتفاق على عقد اجتماعات المندوبية وأنشطة في مدن مكناس، تازة وتاونات خلال الفترة القادمة. وتجدر الإشارة إلى أن الندوة شهدت حضورا مميزا للصحفي الكبير والمعلق الإذاعي المخضرم عبد اللطيف الشرايبي وكذلك لمدير المركب الرياضي بفاس السيد بمنعيسي بوجنوني الدولي السابق لمنتخب كرة اليد الذي تفضل بوضع قاعة الندوات تحت تصرف المندوبية الجهوية وأقام بالمناسبة حفل استقبال على شرف وفد الجمعية وأعضاء المندوبية والمستفيدين من الدورة التكوينية.