مع نهاية مرحلة الذهاب سنحدد أهدافنا لا نية لي باستقدام لاعبين جزائريين نحتاج لمهاجم قادر على استغلال الفرص لن نتنازل عن أحد المراكز الأربعة الأولى عاد عز الدين آيت جودي من جديد للبطولة المغربية عبر بوابة المغرب الفاسي بعد سنوات من الغياب شهدت خلالها الكرة المغربية تغييرا كبيرا على مستوى التنافسية، كما أنها إكتسبت صبغة البطولة الإحترافية. آيت جودي الذي تردد إسمه كثيرا بداية الموسم للإرتباط مع الماص، إنتظر فرصته حتى الدورة الخامسة بعد التخلي عن المدرب السابق عبدالغني الناصري لاستلام تدريب النمور الصفر. المدرب الجزائري الذي شكل تعيينه انقساما داخل جماهير الماص سرعان ما كسب ود هذه الجماهير بعد تحقيقه ثلاثة إنتصارات متتالية أعادت المغرب الفاسي إلى الواجهة ليصبح أحد المنافسين على الصدارة. في حواره مع “المنتخب” يسبر آيت جودي أغوار النمور ويكشف العديد من الأمور. المنتخب: كيف تقرأ عودتك من جديد للبطولة المغربية؟ آيت جودي: لقد كنت قريبا مرتين من قيادة المغرب الفاسي لكن المفاوضات كانت تتوقف لظروف لا أعلمها، والحمد لله أنني حققت ما كنت أسعى إليه، فلا يمكن أن أكون إلا فرحا بهذا الأمر الذي كان أحد أحلامي.. أتمنى أن أكون عند حسن ظن إدارة وجماهير المغرب الفاسي هذا الصرح العظيم الذي يبقى دوره الطبيعي هو المنافسة على الألقاب. لقد كنت أتولى تدريب فريق نصر حسن داي الجزائري وقدته نحو الرتبة الأولى رغم المشاكل المالية التي كنا نعانيها وكذلك الضغط الكبير من الجماهير، وعندما وصلني العرض من إدارة المغرب الفاسي أبلغت مسؤولي نصر حسين داي بالأمر فتفهموا رغبتي وقررت التوجه إلى فاس لخوض هذه المغامرة رغم معرفتي بثقل المهمة، خاصة أن المغرب الفاسي كان قد خرج لتوه من موسم إستثنائي وتاريخي. المنتخب: كنت في موقف لا تحسد عليه عند بداية استلامك تدريب الفريق، كيف واجهت الأمر ؟ آيت جودي: بالفعل هي مفاجأة غير سارة لأي مدرب أن يحضر إلى تدريب الفريق فيفاجأ بإضراب اللاعبين وهو ملزم بالتحضير لمواجهة مهمة بعد أربعة أيام. لقد حاولنا أن نكون صلة الوصل بين اللاعبين وإدارة الفريق التي تفهمت مطالب اللاعبين ، والحمد الله أن الأزمة المالية قد انتهت بشكل كامل، وأريد هنا أن أشكر رئيس الفريق مروان بناني الذي ساهم بشكل كبير في إعادة الإستقرار لمستودع الملابس. المنتخب: بعد خمسة لقاءات رفقة الماص، كيف تقيم المغامرة حتى الآن؟ آيت جودي: عندما وقعت عقدا مع الفريق كان الهدف الأول هو احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في الترتيب، وهذا سيبقى هدفنا ولن نقلل من سقفه، والآن مع توالي اللقاءات نجد أنفسنا ضمن فرق الصدارة وهذا شيء يحسب للجهاز التدريبي وللاعبين نظرا للظروف التي عشناها عندما توليت تدريب الفريق. لكن ما يجعلني متفائلا في إمكانية تحقيق المجموعة لأحد المراكز الأولى هو قدرة الفريق على العودة بالنتيجة في عدة مناسبات، كما كان الحال أمام الدفاع الحسني الجديدي والوداد الفاسي، كذلك أداء الفريق القوي بعشرة لاعبين في مقابلة الفتح الرباطي، كما أن العامل الجيد هو أنه عندما نسجل لا يسجل علينا وهذا أمر مهم ومريح نفسيا للاعبين. أعتقد أن المغرب الفاسي مؤهل بشكل طبيعي للمنافسة على الألقاب، أضف لذلك أنني مدرب لي إنجازاتي ومن غير المعقول أن أرضى بدور تنشيط البطولة. المنتخب: هل كنت تتوقع هذه النتائج حتى الآن؟ آيت جودي: حتى أكون واقعيا فإن انتصارنا الأول على الدفاع الحسني الجديدي كان له دور كبير في تحقيق النتائج الإيجابية، لأننا خضنا اللقاء بدون تداريب حقيقية، إضافة إلى أن حل المشكل المالي بعد ذلك اللقاء ساهم في تحقيق انتصارين متتاليين جعل الفرق الأخرى تهاب المغرب الفاسي، وهو ما شاهدناه في لقاء النادي القنيطري من خلال تراجع الفريق ككل نحو الدفاع. المنتخب: المغرب الفاسي أصبح أحد الفرق المنافسة على الصدارة، ماذا يعني هذا للمدرب آيت جودي؟ آيت جودي: كنت قد ذكرت لك في أول حوار صحفي أن ملامح التنافس على اللقب لن تظهر قبل الجولة 12 وأن حصد الرجاء البيضاوي ل 15 نقطة آنذاك لا يعني أنه في طريق ممهد للقب، وهذا ما حدث فالمغرب الفاسي أثبت أنه بمجموعته الحالية فريق كبير وقادر على المنافسة على اللقب، لكن هذا لا يعني أننا سنكتفي بما وصلنا إليه، بل سنسعى من أجل تأكيد أن المغرب الفاسي فريق ليس من السهل التغلب عليه، وعلينا إثبات قوتنا في اللقاء القادم أمام الرجاء البيضاوي الذي أعتبره إختبارا صريحا لنا. المنتخب: ما هي خطة الطريق التي يضعها آيت جودي في مفكرته؟ آيت جودي: لقد وصلنا حتى الآن إلى جزء مما طمحنا إلى تحقيقه، فعندما استلمت الفريق كان الفارق بيننا وبين الرتبة الأولى 8 نقاط، أما اليوم فنحن قريبين من صدارة البطولة على الرغم نت أن هناك لقاءات مؤجلة للجيش الملكي وللرجاء البيضاوي، لكن مجرد أن تكون منافسا على الرتبة الأولى فإن هذا يجعل اللاعبين يتمتعون بمعنويات عالية ويساعدهم على أداء مقابلات كبيرة دائما.. من المهم الآن أن ننتصر في جميع لقاءاتنا المتبقية داخل الميدان فهذا أمر بالنسبة لي يبدو محسوما وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل عدم تضييع أية نقطة في مدينة فاس، وأن نناقش مواجهتي آسفي وتطوان بكل تروي وحكمة، فحسب البرمجة الموضوعة أصبح يتحتم علينا حصد العدد الأكبر من النقاط في مرحلة الذهاب، لأنه تنتظرنا لقاءات صعبة جدا في مرحلة الإياب، إذ يكفي أننا سنواجه الرجاء والوداد والجيش الملكي والفتح الرباطي خارج ميداننا. المنتخب: هل يرى المدرب آيت جودي في التعادلين الأخيرين تراجعا لأداء الفريق؟ آيت جودي: بالعكس الأمور يجب أن لا تقاس هكذا والتقييم يجب أن يكون بعد مرحلة الذهاب ككل، صحيح أن هناك من الجمهور من يرى أننا فقدنا أربع نقاط وهذا صحيح في جزء منه ولكن بالمقابل المغرب الفاسي والجيش الملكي هما من حافظا على سجلهما نظيفا من الهزائم حتى الآن، كما أنه من المبادئ التي أعتمدها هو تجنب الهزيمة بأية وسيلة ممكنة. تعادلنا أمام النادي القنيطري كان منطقيا نظرا لأننا واجهنا فريقا تراجع كليا للدفاع، بينما لقاء الديربي يبقى بعيدا عن المنطق والتوقعات، لقد قدم الوداد الفاسي أداء جيدا لعوامل نفسية ترتبط بقيمة المقابلة، بينما لم نكن في مستوانا وما زلنا نفتقد للنجاعة الهجومية رغم أن نقطة الضوء الوحيدة التي شاهدتها في لاعبي الفريق هو تصميمهم على العودة في النتيجة سريعا وهذا ما كان. المنتخب: خضت أول لقاء ديربي في البطولة المغربية، كيف وجدت الأجواء؟ آيت جودي: للأسف لقاء يوم السبت لم يحمل من مقومات الديربي إلا الإسم، لقد إندهشت لحجم الحضور الضئيل جدا، ولا أخفي سرا عندما أقول أن مصدر قوة المغرب الفاسي في جمهوره الذي يشجعه طوال اللقاء. كنت أتوقع أن نشاهد إحتفالية كبيرة على المدرجات، ولكن ربما لبرودة الطقس أو عدم توفر وسائل النقل كما علمت هي الأسباب التي منعت الجمهور من الحضور. على الأرض، اللقاء كان تكتيكيا في الشوط الثاني بعكس الشوط الأول الذي كان بإمكان أي فريق تحقيق الإنتصار وأريد أن أهنئ الوداد الفاسي على أدائه. المنتخب: شاهدت ديربيات البطولة المغربية، برأيك بماذا تختلف عن لقاءات الديربي في الجزائر؟ آيت جودي: لا يوجد أي اختلاف على الصعيد الجماهيري الذي هو ملح اللقاءات، بينما نجد الإختلاف واضحا على صعيد الإندفاع البدني، فالخشونة والبطاقات الملونة سمة سائدة في لقاءات الديربيات الجزائرية، وأريد هنا أن أشيد بالروح الرياضية للجماهير المغربية. المنتخب: بعد تعادلين داخل الميدان هناك لقاء هام أمام الرجاء البيضاوي، كيف ستحضرون له؟ آيت جودي: هو لقاء أكثر من هام واعتبره مقياسا لمدى جاهزية وقوة فريقي، رغم أنني أعتبر أن قرعة البطولة لم تكن في صالحنا عندما وضعتنا أمام الفرق القوية في مواجهات خارجية خلال مرحلة الإياب. للأسف سنفتقد خلال لقاء الرجاء البيضاوي لأحد العناصر الرئيسية في وسط الميدان محمد علي بامعمر، لكن سنعمل رفقة العناصر المتبقية على الوقوف ندا قويا للرجاء البيضاوي الذي يبقى المرشح الأكبر لنيل البطولة وفق ما يملكه من عناصر بشرية. بالنسبة للتحضيرات ستبقى في نطاق الإعداد لأي مقابلة في البطولة الإحترافية، لكن مع التركيز أكثر على تهييء اللاعبين نفسيا والذي يكتسي أهمية كبيرة في مثل هذه المواجهات. المنتخب: من هم اللاعبون الذي ينوي آيت جودي جلبهم للفريق في مرحلة الإنتدابات الشتوية؟ آيت جودي: الأمر يتوقف على ما سيكون عليه وضعنا في نهاية مرحلة الذهاب، إلا أننا بحاجة ملحة إلى مهاجمين وإيجاد البديل لبعض اللاعبين، فمع توالي اللقاءات قد نفقد أحد اللاعبين للإيقاف أو للإصابة، فمثلا لا يوجد بديل قار لسعيد الحموني، حيث نضطر للإستعانة بيوسف البصري نفس الأمر بالنسبة لبلعروصي والزكرومي، كل هذه الأمور سنناقشها مع رئيس الفريق مروان بناني عند نهاية مرحلة الذهاب. المنتخب: هناك حديث عن رغبتك لاستقدام لاعبين من البطولة الجزائرية.. آيت جودي: ليس صحيحا لأن هذه الفكرة لم تناقش أصلا رغم أنه بإمكان اللاعب الجزائري الإندماج بسهولة في البطولة المغربية. المنتخب: كيف ترى مستوى البطولة المغربية وهي تعيش الموسم الإحترافي الثاني لها؟ آيت جودي: عندما نجد أن هناك فرقا صرفت مبالغ باهظة وتعجز عن ضمان الصدارة أمام فرق بالكاد دبرت أمورها المادية، وعندما ننظر إلى الترتيب الحالي الذي تتنافس فيه خمسة فرق حتى الآن على الصدارة، فإن هذا يعني وبدون شك أن هناك تقدما كبيرا لمستوى البطولة المغربية خاصة مع ولوجها عالم الإحتراف، فالفرجة أصبحت مضمونة خاصة هذا الموسم، حيث شاهدت لقاءات في مستوى عال، كذلك الحضور الجماهيري أصبح كبيرا وهذا ساهم بشكل كبير في إضفاء جمالية على لقاءات البطولة المغربية دون أن ننسى أن حامل لقب هذا الموسم سيشارك في كأس العالم للأندية وهذا ما يعني مزيدا من الإثارة. المنتخب: من لفت نظرك من لاعبي البطولة المغربية حتى الآن ؟ آيت جودي: بصراحة هناك العديد من اللاعبين المميزين، ولكن يعجبني أداء يوسف القديوي لاعب الجيش الملكي وسمير الزكرومي الذي أعتبره أفضل مدافع في البطولة المغربية وكذلك لاعب الرجاء البيضاوي حمزة بورزوق الذي تابعته الموسم الماضي رفقة المغرب الفاسي، ولا ننسى قدرة حمد الله على ترجمة الفرص التي تتاح له. المنتخب: ما هي أجمل وأسوء ذكريات آيت جودي حتى الآن؟ آيت جودي: دون شك لا يمكن أن أنسى موسم الثنائية رفقة شبيبة القبائل وكذلك اتحاد الجزائر، بينما آشعر بالأسف عندما أتذكر عدم تأهل المنتخب الأولمبي الجزائري لأولمبياد لندن بسبب أمور كانت بعيدة عن الجهاز التقني. المنتخب: المنتخبان الجزائري والمغربي في مهمة صعبة ضمن نهائيات كاس أمم إفريقيا، كيف تقرأ حظوظهما؟ آيت جودي: المهمة بكل صراحة صعبة بخاصة للمنتخب الجزائري الذي وقع في مجموعة الموت، لكن هناك جيل جديد من اللاعبين لدى المنتخبين أتمنى أن يستطيع تحقيق نتائج إيجابية وسيكون شيئا رائعا أن يتخطى المنتخبان الدور الأول وسيكون الأروع منه أن يلتقيا في المقابلة النهائية. المنتخب: ما هو الوعد الذي يمكن أن تقدمه لجماهير الماص؟ آيت جودي: كل ما يمكن أن أعد به هو أن الفريق لن يتنازل عن أحد المراكز الأربعة الأولى، وهذا هو ما حددته كهدف مع إدارة المغرب الفاسي، لكن هذا لا يعني أننا لن نفكر في المنافسة على اللقب بشرط تعزيز الفريق في بعض المراكز، كما أتمنى أن لا يعود المشكل المالي من جديد وأن يستمر الدعم الجماهيري. المنتخب: أتركك في مساحة حرة.. آيت جودي: أشكر القائمين على جريدتكم الرياضية بامتياز التي أتاحت لي الفرصة من أجل أن أحل ضيفا على القراء الرياضيين وأتمنى لكم التوفيق، كما أتمنى أن يحالفني الحظ لأسعد جماهير المغرب الفاسي. حاوره: أمجد أبو جادالله عدسة: