خرجة والكوطي فوت لو حدث وأن وافقت الجامعة على طلب الدكتور الطوسي بسفر المنتخب الوطني للإمارات كي يستعد هناك في حضرة الشيوخ ويتبرك ببركتهم، لكان التاريخ فعلا بصدد إعادة نفسه ولكننا اليوم أمام صورة كربونية لما حدث يومها بين الزاكي ونيبت. يبدو أن القدر الذي يصنع أحيانا أشياء غريبة أراد لطفا هذه المرة بشعب الكرة عندنا، لذلك جنبنا رحلة الإمارات كما جنبنا صداما بين الطوسي المدرب وخرجة العميد، بعد أن بدأت ملامح تدخل أصحاب الحسنة وهم بالمناسبة «مالين» الشغل الحقيقي داخل عرين المنتخب وهم من يقرر وليس المروض الإدريسي. خلال كأس إفريقيا بمصر هدد الشماخ وخرجة وحجي بترك العرس القاهري، والعودة للمغرب بعد أن كانت طبخات سرية تطبخ على نار هادئة للإطاحة بفاخر وهو الذي لم يسخن يومها «بلاصتو» والسبب هو أن هناك من كان ينفخ في أذن المحترفين وسرب يومها خبرا مفاده أن الجامعة ستفسخ عقد هذا الثلاثي مع الفاعل الإقتصادي المنافس للفاعل الأول للإتصالات المحتضن للأسود يومها. اليوم الأمور تتشابه إلى حد بعيد، ولعل الجميع يتابع وصلة إشهارية للرباعي (تاعرابت الشماخ حجي وخرجة) وهم بالمناسبة من المغضوب عليهم داخل معترك المنتخب الوطني، وكلهم لغاية لحظة خط هذه الخطوط من المستبعدين من شاكلته. ليست العلامة الإشهارية وحدها هي من يجمع بين هؤلاء الأربعة، وليس أن ثلاثة منهم محسوبون على جيل وتركة الزاكي، بل الأمر من هذا وحبذا لو تحلى البعض بكامل الشجاعة وأكدوا أن مخطط إستبعاد كل هؤلاء لا علاقة له بسفر خرجة وحجي للخليج للإحتراف هناك، كما لا علاقة له بعطالة الشماخ، لأن محترف عاطل داخل الأرسنال ويدربه فينغر أفضل بكثير من محلي تائه في أرض الله الواسعة هنا بلا بوصلة ويدربه مدرب بلا شهادة ألف، كما لا علاقة له بسلوكيات تاعرابت غير المفرملة. الحقيقة العارية التي تروج على نطاق ضيق من أصحاب الحال داخل المنتخب الوطني، هو كون خرجة والذي هو بالمناسبة ليس من الذين يحرضون العلب الصوتية لهاتفهم النقال، من المحسوبين على وكيل أعمال غير مرغوب فيه كما غير مرغوب في «حسناته» ورائحته داخل عرين الأسد الأطلسي. لأن ما يجمع كل المحترفين المذكورين والأربعة المبعدين هو كونهم من المقربين من هذا الوكيل وهم من ورثة العقود الإشهارية التي لها صلة بالمنتخب الوطني ومحتضنيه، وأيضا لكون تأثيرهم كبير على باقي المجموعة. لذلك على الطوسي الآن أن يجتهد كثيرا بعد الخرجة الصاعقة لخرجة إعلاميا، وبعد أن عرى العميد جزء من الغسيل القذر في انتظار وضع الباقي على أسلاك الفضيحة، ما لم يتم إحتواء القضية على السريع. خرجة سيلعب الكان ليس لأن الطوسي أراد تمتيعه بكامل الطراوة البدنية وتجنب إرهاقه، وليس لأنه في الدعوة القادمة سيرد على المكالمات الهاتفية للمدرب الوطني، بل لأن عقد الكوطي فوت والمغربية للألعاب والشعبي بنك.. كلها ستعيد العميد لدور القيادة ليخوض خامس عرس إفريقي له. وعلى ذكر الإشهار ودوره في فرض أسماء بعينها وهو ما سيضع مرة أخرى "الكارط بلانش" على المحك بعد أن وضع في حادث إلغاء سفرية الإمارات، فقد تردد أن مؤسسة بنكية فاسية إختارت العميد خرجة لوصلة من وصلاتها في وقت كان شخص آخر محروق على «هاذ الوصلة» وعرض خدمته مرة أخرى بلا شروط، كي يظهر مسنود من سندات مؤسسة القروض وذهب أصحاب النوايا الخبيثة للتأكيد على أن إستبعاد خرجة جزء من مخطط تحويل الوصلة من العميد للقبطان، قبل أن يتدخل الرعاة والحماة والآمرون بالصرف لتطويق الفدلكة. منعم بلمقدم