دخل نهضة بركان مواجهته أمام الكوكب المراكشي أمام جمهوره وبملعبه ضاغطا منذ الوهلة الأولى ،ولم يمهل فرسان الشرق الزوار سوى دقيقتين ليسجلوا الشهد الأول عن طريق رشدي حسني ،لتتواصل المباراة بإيقاع مرتفع مع تراجع كلي للاعبي الكوكب للوراء ،مقابل ذلك تحكم الفريق المحلي في المواجهة التي تعامل معها لاعبوه بذكاء . أخطر محاولات النهضة البركانية كانت من وراء حسني ،وكذا أوندوكو في الشوط الأول ،بالمقابل إعتمد الكوكب على التسربات الجيدة للاعب الفقيه وكذا زميله الروحي ،لكن دون أن يتمكن أشبال حسن بنعبيشة من فك شفرة الحارس المحمدي الذي إستفاد من الحضور الجيد للدفاع الذي تميز فيه المالي كوناطي وكذا زميله النية . النهضة البركانية منظمة الصفوف حاولت السيطرة على منتصف الملعب ،لكنها وجدت صعوبة في ذلك مع تكدس عناصر الكوكب وبالأخص العياطي وبرارو اللذين منعا الناجي وحسني من التحرك براحة ،وهو المعطى الذي جعل العديد من الكرات تضيع ،إما لقلة التركيز أو التسرع . وإستأنفت المباراة بإيقاع مرتفع وكانت النهضة الاقرب لتوقيع الشهد الثاني في الدقيقة 36 بعدما إنسل كشاني من الجهة اليمنى ومهد لزميله أوندكو كرة ملمترية،قبل أن يتدخل الحارس أوزوكا لإبعادها ،وحاولت بعدها عناصر الكوكب من بناء عمليات هجومية إنطلاقا من الخلف،لكنها لت تشكل أي خطورة على الحارس علي المحمدي ،وحاول الزوار أيضا الإعتماد على التسديد من بعيد لكن ذلك لم يغير من واقع الحال شيئا ،لينتهي الشوط الأول بتفوق أصحاب الأرض الذين كانوا الأقرب لتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 45 ،بعدما إصطدمت كرة كشاني بالعارضة بعد تمريرة محكمة من عبد الهادي حلحول . ومع بداية الشوط الثاني لم يختلف الوضع كثيرا وظل الفريق البركاني متحكما في سير المباراة رغم تراجع لاعبيه للوراء ،وترك هامش التحرك أكثر للاعبي الكوكب الذين حاولوا جاهدين تعديل الكفة ،لكنهم عانوا كثيرا من المرتدات الخاطفة التي قادها حلحول،والتي عانى معها الدفاع المراكشي وكذا الحارس أوزوكا التي تدخل بنجاح في الدقية 52 بعد رأسية اللاعب الناجي . وفي الوقت الذي كثف فيه الكوكب من هجوماته إكتوى الفريق بنار طرد اللاعب العياطي،لتضغط النهضة بكل ثقلها ،إلى أن تمكنت من تسجيل الهدف الثاني عن طريق بدر كشاني في الدقيقة 64 وسط ذهول لاعبي الكوكب الذين أغرقوا في اللعب الفردي ،ليواصلوا المباراة بذهن مشتت ،قبل أن تستقبل شباكهم الهدف الثالث من ضربة جزاء سجلها عبد الهادي حلحول في الدقيقة 74 ،لتتبخر أحلام أبناء مراكش في العودة للمباراة التي عانوا فيها كثيرا ،وتركوا الفريق المحلي يدير اللعب فيها بالطريقة التي أراد ،وفي الرمق الأخير من المباراة عاد الحكم ليعلن ضربة جزاء أخرى لفائدة الكوكب أضاعها ببشاعة المدافع أحمد شاكو .