فينا هو الكارط بلانش؟ «.. بالتأكيد أنا أتلقى التهاني من قيادات كروية في دولة الإمارات والإتحاد الإماراتي سيقدم لنا ضمانات النجاح.. وسيوفر لنا أجواء تحضير جيد لكأس إفريقيا للأمم، لقد قضيت فترة طويلة في الإمارات سواء في الشعب والعين وعندي ضمانات كبيرة لإنجاح معسكر الإمارات..». «.. أفكر في تجميع اللاعبين في الإمارات بمشاركة أسرهم وزوجاتهم، حيث يكون اللاعب في الفندق وزوجته في فندق غير بعيد تزوره بين الفينة والأخرى وهو ما سيزيل صفة المعسكر المغلق عن الإقامة..». التصريحان أعلاه هما للناخب الوطني رشيد الطوسي للزميل حسن البصري في حوار أجراه معه في جريدة المساء الرياضي، والأكيد أنهما تصريحان عاديان جدا وليسا مقاربة ميتافيزيقية حتى يكونا مصدرا للتعجب أو حتى تتم استعارتهما هكذا، فأين العجب وأين مكمن الإستغراب فيهما؟ طيب لنعيد تركيب المشهد حتى نصل لمربط الفرس، ليس فرس سطات ولا معرض الجديدة ولا فرس علي الذي قرأنا عنه في التلاوة القديمة، وإنما مربط فرس الحقيقة، لأنه سبق وأن حذرت شخصيا من حالة الهذيان والإستيهامات التي قد تجنح بناخبنا الوطني عن حيث المقصد وعن الغاية بعد الزواج به بعد طلاق الخلع مع من سبقه.. جيء بالطوسي وقيل أنه رجل أكاديمي حصيف اللسان، قويم الفكر، يتناغم ويتلاءم مع المرحلة ولا أحد صادر الإختيار، والجميع زكى وقال اللهم بارك.. قال عالم الجامعة بالفم المليان فيما تحتفظ به آلات تسجيل الإعلاميين ممن حضروا اللحظة الخالدة يومها في مبنى الجامعة، أن الجهاز اختار الطوسي مدربا وبلا شروط ولا أحد أجبره على هكذا تصريح.. بعده خرج من في جبته غيرة على الناخب الوطني والمدرب الوطني وحاول تدارك حالة النزيف هاته، ليجمع ما تسرب من بلل بحفّاظات فيها من الكلمات والأشياء ما أعاد للرجل جزء من كرامته وللمدرب المغربي ما تبقى له من اعتبار.. وقال أنه للطوسي شروط.. بعدها طلع علينا الطوسي يقول بعد أن شرب لبن السباع بفوزه الكبير على الموزمبيق / الصغير، أنه يتمتع بالكارط بلانش كغيره ممن تناوبوا على حسانة شعرة الأسد الأطلسي تارة بالماء وأحيانا كثيرة باللي كاين.. إلتأمت ندوة مسلوقة لم يحضرها رئيس الجامعة لتقديم الربان الجديد، ما عكس أن هذا الكارط بلانش فيه الكثير من السواد الذي يوشحه ويغطي على بياضه، فصدقنا أن الرئيس بالبرلمان يستنطق ولم نصدق أن الكارط بلانش موجود، خصوصا حين قال مروض الأسود بفمه أن مساعديه ما يزالون بلا عقود وهم الجالسون بجانبه يومها.. واليوم همسات قادمة من مكتب الرئيس تفند ولو صدق التفنيد فإنها ستكون حتما أول تجبيدة لأذن الناخب الوطني، من أن اختيار الإمارات هي أضغاث أحلام والحقيقة هو كون الرئيس هو من يقرر وهو من يفصل وليس الناخب الجديد أو من يدور في فلكه، وبالتالي لن يرحل «الدكتور» الطوسي للإمارات لتهييء روشته.. قلت للطوسي أن لسانه ينبغي أن يكون حصانه، وذلك حتى لا يزلق زلقة خايبة مثل التي زلق فيها بالماتش بطنجة وأعادها بمراكش وهو يشاهد خطاب البرلمان وكررها وهو يشاهد محمد علي كلاي وختمها بحواره مع الزميل البصري، بأن رمى بأوراقه كاملة وعبر عن متمنياته بالذهاب للإمارات رفقة اللاعبين وزوجاتهم، ولم يكتمها في قلبه حتى يزكيها من بيدهم القرار ومن يمنحون الكارط بلانش.. خايبة بزاف.. أن يقدم الطوسي كشف حساب بالنوايا ليفاجأ برفض الجامعة، لأنه بهذا الشكل يكون كمن يقتص من هذا الكارني الأبيض أو الكارط بلانش بالتدريج، ويضرب في الصميم استقلالية قراراته وعزلها عن أصحاب التيليكوموند.. شخصيا كنت سأسعد لو أن الجامعة تركت الطوسي يرحل للإمارات ليهيء لاعبيه، وليقدم نفسه للأشقاء هناك من جديد ويؤكد لهم أنهم أخطأوا ذات يوم يتسريح «الدكتور» وها هو اليوم يعود إليهم على عمارية أسد، حتى إذا ما انفض مولد الكان عاد للإمارات شامخا بكارط فيزيت ناخب وطني كبير وليس مدربا ترك الماص ورحل بلا إحم ولا دستور كما يقول الكنانيون.. للأسف لو صدق ووقفت الجامعة عائقا أمام هذا المشروع الجميل بتهييء الأسود على ضمانات وبركة الغير ممن يقدرون السي رشيد، فإنها ستكون قد ضربت أسرابا من الحمام بحجر واحد كما ستكون قد ضربت مصداقية الكارط بلانش في الصميم، وحينها سنصدق من حول كلمة بلا شروط ل «بلا شورط» خاصة وأن الليالي على الأبواب وعدوى الأنفلوانزا لا تقدم الإنذارات المبكرة.. والله من وراء القصد.. منعم بلمقدم