قمة مغربية بنكهة إفريقية تلك التي يشهدها ملعب مراكش بين الكوكب المراكشي والفتح في الجولة الثالثة من دور المجموعتين لكأس الكاف، والأكيد أن هذه المباراة ستشد لها الأنظار اعتبار لطابعها القاري وكذا لرغبة كل فريق في تسجيل نتيجة إيجابية لمواصلة المشوار الإفريقي بنجاح، وهو ما سيضفي على هذه المباراة نوعا من الإثارة والتشويق، حيث ينتظر الجمهور المغربي قمة ذات مستوى عال خاصة أن الفريقين معا أكدا على علو كعبهما وجاهزيتهما للمنافسة الإفريقية. تحصيل حاصل قلما تجود بها المنافسة الإفريقية بحوارات واصطدامات مغربية خالصة في دور المجموعات، لذلك يأتي لقاء الكوكب المراكشي والفتح الرباطي في سياق تألق الكرة المغربية فيه هذه النسخة وتسيدها عموما المسابقة الإفريقية بتأهل ثلاثة أندية وطنية إلى دور المجموعتين، الوداد في كأس عصبة الأبطال والكوكب والفتح في كأس الكونفدرالية. تأهل ممثلين اثنين للكرة المغربية في كأس الكاف لدور المجموعتين أفرز تواجد الفريقين معا في مجموعة واحدة، حيث الفصل الأول من مبارتيهما في هذا الدور، إذ سيلتقيان مجددا في الجولة الرابعة بالرباط، وتكون غالبا مثل هذه المباريات ذات الطابع الإفريقي مثيرة، وهو ما سننتظره هذا الجمعة. الكوكب في فلك التألق بدون مركب نقص دخل الكوكب المراكشي المنافسة الإفريقية، وبدون أي ضغط تخطى تضاريس الأدوار السابقة، إلى أن وصل لما وصل إليه اليوم من تألق وصدارة للمجموعة الثانية برصيد 6 نقاط أي من انتصارين. والواقع أن الكثيرين لم يراهنوا على الطريق الناجح الذي سلكه فارس النخيل والحواجز الإفريقية التي تخطاها من دور لدور، في وقت كان يمر من فترة عصيبة وهو يقوم برحلات مكوكية ويقصي خصومه، حيث كانت وضعيته في البطولة صعبة وغير مريحة، بدليل أنه كان قريبا من النزول للدرجة الثانية، ورغم هذه الفترة الصعبة إلا أنه استطاع الجمع بين المنافستين والنجاح فيهما، فاستطاع تفادي النزول للدرجة الثانية في آخر دورة، كما نجح في التأهل إلى دور المجموعتين وسجل بداية جد واعدة. الفتح بنضج كبير على غرر الكوكب المراكشي فإن ممثل الكرة المغربية الآخر وصاحب درع البطولة وقع هو الآخر على بداية جيدة في دور المجموعتين ونجح في تحقيق الأهم، بدليل أنه يحتل المركز الثاني ب 4 نقاط من فوز وتعادل، حيث تبقى نتائجه مشجعة في انتظار المزيد، ولو أن هذه البداية تبقى بالنسبة للمتتبعين عادية لعدة اعتبارات، أهمها أن الفتح بلغ نوعا من النضج خاصة أنه شارك في الموسم الماضي في نفس المسابقة وكان قاب قوسين من التأهل لدور المجموعتين، كما أنه دخل دور المجموعتين بمعنويات مرتفعة بعد فوزه بلقب البطولة، لذلك يتحمل مسؤولية كبيرة لتمثيل الكرة المغربية أفضل تمثيل، في ظل الإمكانيات التي يتوفر عليها وكذا الإمكانيات التي يتمتع بها. لمسة مغربية داخل الحوار المغربي الخالص فإن للمسة التقنية تحمل أيضا نفس العنوان، ذلك أن صاحبي هذا التألق إنما هما مدربان مغربييان استطاعا أن يحققا نتائج إيجابية وقادا فريقيهما لتسجيل نتائج إيجابية، أكان بالنسبة لحسن بنعبيشة المدرب الذي تحدى مجموعة من المشاكل وكذا الحواجز الصعبة ليصل لما وصل له اليوم مع الكوكب المراكشي أو بالنسبة لوليد الركراكي الذي يواصل السير بكل نجاح وثقة مع فريقه ، سواء محليا أو قاريا، وهي خطوة لا بد من الإشادة بها والمدربان يستعدان للإصطدام فيما بينهما ، حيث يسعى كل طرف وضع أسلحته وإمكانياته لتأكيد التفوق في هذه المباراة، ذلك أن لكل مدرب أسلوبه الذي يعتمد عليه، وإن كانت الصرامة التكتيكية نقطة يشتركان فيها، والتي ستكون من دون شك حاضرة اعتبارا لطابع المباراة الإفريقي. جزئيات حاسمة ولأن طابع المباراة محلي فإنها تبقى استثنائية لأن كل طرف يخطط لتسجيل نتيجة إيجابية، وغالبا ما تحكم مثل هذه الحوارات جزئيات بسيطة تقتضي التعامل معها بشكل ذكي، خاصة أن كل طرف يعتبر الآخر كتابا مكشوفا ويعرف نقاط قوته وضعفه، وسيكون الإرهاق أيضا واحدا من الخصوم التي تتربص باللاعبين، إذ سبق أن أكد بنعبيشة والركراكي أن اللاعبين عانوا من هذا الجانب خاصة أنهم دخلوا على التو لمنافسة دور المجموعتين مباشرة بعد إسدال الستار على البطولة. الغيابات أيضا سيكون لها نصيب في المباراة لأسباب متنوعة، الفتح سيكون محروما من مدافعه المهدي خالص لجمعه إنذارين وسيلعب بدون نجميه سعدان الذي رحل للبطولة التركية وبطنا الذي يغيب أيضا لانشغاله بالعروض الذي توصل بها، فيما سيعرف دفاع الكوكب غيابين وازنين، يتعلق الأمر بأحمد شاكو والمهدي الزبيري لجمعه إنذارين وعمر المنصوري المنتقل لاتحاد طنجة. من يحسمها؟ أكيد أن هذا الدور دخل المرحلة الحاسمة، إذ بإجراء هذه الجولة ستكون المجموعة الثانية قد أسدلت ستارة مرحلة الذهاب ما يعني أن الخطأ يكون مرفوض والنقاط تزن ذهاب، خاصة أن هذه المباراة تأتي في سياق هام بالنسبة للفريقين، فالكوكب المراكشي يحتل المركز الأول ويدرك أن الفوز على أرضه وأمام جمهوره يعني الحفاظ على الصدارة وقطع شوط مهم لبلوغ حلم المربع الذهبي، والفتح يعي جيدا أنه ليس من حقه الخسارة في ظل المنافسة الشرسة التي تعرفها المجموعة وكذا رغبته في الإبقاء على سيره الصحيح. الكثيرون يمنون النفس أن لا تدفع المنافسة بين فريقين مغربيين ثمنها غاليا، لأن أطماع الجميع كبرت ليتأهل الفريقان المغربيان معا في المربع الذهبي، لذلك سنرى كيف سيتعامل الكوكب والفتح مع هذه المباراة وأي سر ستبوح به، ولو أن كل المؤشرات تؤكد أنها ستكون صعبة وسيطغى عليها الجانب التكتيكي. - البرنامج الجولة الثالثة لدور المجموعتين لكأس الكاف الجمعة 15 يوليوز 2016 بمراكش: الملعب الكبير: س21: الكوكب المراكشي الفتح