شكل موضوع مساهمة الإعلام في تنزيل المشروع الاحترافي للرياضة الوطنية، محور ندوة نظمتها الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بالرباط تخليدا لليوم العالمي للصحافةالرياضية. وذكر رئس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بدر الدين الإدريسي، في كلمة إفتتاحية، أن برمجة هذه الندوة التي تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحافة الرياضية (2 يوليوز)، تشكل وقفة تأمل لتسليط الضوء على الإختلالات الوظيفية التي تعرقل مهمة الصحفيين. ونبه رئيس الجمعية إلى ضرورة الحد من هذه الإختلالات حتى لا تتفاقم، وتتسبب في تعميق الهوة بين الصحفيين ومختلف المتدخلين (جامعات وأندية). ويندرج اختيار تيمة هذه الندوة التي أدارها رئيس لجنة الأخلاقيات بالجمعية المغربية للصحافة الرياضية، سعيد زدوق، في إطار احتفال الجمعية باليوم العالمي للصحافة الرياضية، والتذكير بدورها إلى جانب الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين كقوة نقدية واقتراحية تؤطر الحركة الرياضية الوطنية، إضافة إلى التأكيد على أهمية تنزيل المشروع الاحترافي. وتوخى هذا اللقاء استعراض المشاكل التي تطبع العلاقة بين الصحافة والمشهد الرياضي الوطني، وكذا إبراز الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في عملية تنزيل المشروع الاحترافي، باعتباره رافعة رئيسية لتطوير الرياضة الوطنية. وحدد السيد عبد المالك أبرون نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس نادي المغرب التطواني المسافة التي يجب أن تفصل الإعلامي عن المسير الرياضي بما يضمن إستقلالية الإعلامي وبما لا يصيب الإحترام بين الطرفين بأي شرخ، وشدد على أن إيجابية العلاقة بين الإعلامي والمسير الرياضي تكمن في أن يوفر المسير الرياضي للإعلامي كل الإمكانيات العملية التي تيسر الوصول للمعلومة وتضمن مواكبة المباريات الرياضية في أجواء مهنية، وتكمن أيضا في أن يلتزم الإعلامي بأخلاقيات المهنة فيستقي أخباره من مصادرها ويبتعد قدر الإمكان عن الإشاعة التي تثير البلبلة وتهدم المصداقية. وذكر السيد أبرون بالمجهود الكبير الذي تبذله الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل مأسسة قسم الإعلام والتواصل داخل الجامعة لضمان سهولة أكبر في الوصول إلى المعلومة، كما نوه بالمجهودات التي تقوم بها الأندية بحسب إمكانياتها من أجل تطوير لجانها الإعلامية مؤكدا على أن هناك عملا كبيرا لا بد وأن ينجز للوصول إلى أفضل تنظيم إعلامي ممكن خلال المباريات الرياضية، مبديا كامل الإستعداد للإنخراط مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين من أجل هيكلة وتطوير القسم الإعلامي داخل منظومة عمل الأندية. وفي مداخلة حول موضوع "إعمال مبدأ الإستقلالية في العلاقة بين الصحفي والمتدخلين"، سلط الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والإتصال، الدكتور عبد اللطيف بن صفية، الضوء على مفهوم الإستقلالية والمكانة التي تحتلها في الممارسة الصحفية وطرح إزاء ذلك العديد من الأسئلة المفاهيمية وأفاض في تقديم أجوبة أكاديمية، داعيا إلى عقد شراكات بين الصحفيين الرياضيين في إطار احترام مقتضيات الميثاق الإعلامي الذي يجب أن يكون مصاغا بتشارك كامل مع الهيئات الراعية للصحافة الرياضية للوصول به إلى مستويات راقية ولضمان حد أعلى للإلتزام به. من جهته، أكد مستشار التواصل بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الزميل محمد مقروف في مداخلة حول "انفتاح أندية كرة القدم ومدى احترام مقتضيات الميثاق الإعلامي"، أن الجامعة اعتمدت مقاربة جديدة في تدبير علاقاتها مع الإعلام وتعبئة النوادي حول أهمية وضع ميثاق إعلامي والتنصيص عليه في دفتر تحملات النادي والجامعة. وأشاد مقروف، بهذه المناسبة، بالجهود التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في إطار احترام الميثاق الإعلامي، مذكرا بأن الجامعة مستعدة للتعاون مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية لللتصدي للإختلالات التي تعرقل ممارسة المهنة.