يملك ليونيل ميسي نجم المنتخب الارجنتينيوبرشلونة الاسباني لكرة القدم فرصة مهمة للثأر من شيلي عندما يلتقي المنتخبان صباح الثلاثاء في افتتاح منافسات المجموعة الرابعة ضمن بطولة كأس اميركا الجنوبية "كوبا اميركا". وكان ميسي ورفاقه خسروا نهائي نسخة 2015 امام تشيلي على ارض الاخيرة في حفلة مثيرة من ضربات "الموت" الترجيحية 1-4 بعد تعادل سلبي في الوقتين الاصلي والاضافي. واحرزت بالتالي لقبها الاول لتبقى فنزويلاوالاكوادور فقط دون تتويج في هذه المسابقة. وتستضيف الولاياتالمتحدة البطولة القارية حتى 26 يونيو الحالي بشكل استثنائي بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاق المسابقة وبمشاركة 16 منتخبا لاول مرة. ووصل ميسي الى سان خوصي في ولاية كاليفورنيا الجمعة قادما من برشلونة بعد الاستماع اليه في جلسة طويلة حول تهربه من دفع الضرائب المتورط فيها والده بشكل رئيسي. وتدرب النجم الارجنتيني الذي يعاني من آثار اصابة، على انفراد مع لوكاس بيليا المصاب بدوره بعيدا عن باقي المجموعة. ولم يخف زميلا ميسي لاعب وسط اتلتيكو مدريد الاسباني اوغوستو فرنانديز وحارس تيغريس المكسيكي ناهويل غوزمان خشيتمها من احتمال غياب القائد عن المواجهة ضد شيلي ما قد يؤثر سلبا على اداء المجموعة. ويتعين على المنتخب الارجنتيني الذي يبدو ضامنا الانتقال الى ربع النهائي بوجود بنماوبوليفيا في نفس المجموعة، ان يحسم المواجهة الاولى لاكمال مشواره في الدور الاول براحة وامان اكبر، والتفكير باحراز اللقب الخامس عشر في المسابقة ومعادلة رقم الاوروغواي. ورغم تألقه لدرجة اختياره افضل لاعب في مونديال البرازيل 2014، لم يستطع ميسي قيادة الارجنتين الى احرز اي لقب كبير، وقال في هذا الصدد "هذه البطولة مهمة جدا بالنسبة الى الارجنتين التي لم تحرز اي لقب منذ 1993 وحان الوقت لنضع حدا لهذه السلسلة السيئة". واضاف "كوبا اميركا خطوة مهمة على طريق مونديال 2018. انها فرصة مواتية لنا لاثبات اننا نستطيع احراز لقب بعد 23 عاما". وتعليقا على المواجهة مع تشيلي، "تشكل ثأرا لخسارتنا المريرة في نهائي العام الماضي بركلات الترجيح. بامكان الجميع ان يتيقنوا اننا متحمسون جدا لهذا اللقاء". ويعني الفوز لميسي، سواء شارك في المباراة ام لا، الكثير ورد الاعتبار للاعب يطمح دائما دون ان ينجح حتى الان الى احراز الالقاب مع منتخب بلاده بعد ان رفع الكأس في مونديال الشباب (دون 20 عاما) عام 2005، واحرز الذهب الاولمبي عام 2008 في بكين. وكان المدرب خيراردو مارتينو الذي تولى الاشراف على المنتخب الارجنتيني بعد مونديال 2014 في البرازيل، سقط في اول اختبار له بعد نحو عام في اقدم بطولة قارية، لكنه سيحاول قيادة رجاله لنسيان خيبات الامل المتكررة وتحقيق اللقب الاول على الصعيدين القاري والعالمي منذ تتويجها في هذه البطولة بالذات عام 1993 في الاكوادور. ووقع خصام كبير بين الارجنتين والالقاب منذ ذلك الحين، وسقطت في نهائي نسخ 2004 و2007 امام البرازيل بركلات الترجيح وصفر-3 على التوالي و2015 امام تشيلي بركلات الترجيح، ونهائي مونديال 2014 امام المانيا صفر-1 بعد التمديد. وتدرك الارجنتين جيدا ان الخطأ ممنوع عليها في النسخة الحالية التي تخلد ذكرى مهمة في تاريخ المسابقة، بقيادة ميسي افضل لاعب في العالم 5 مرات (2009 و2010 و2011 و2012 و2015)، ووجود نجوم آخرين من طينة سيرخيو اغويرو وغونزالو هيغواين وانخل دي ماريا وخافيير ماسكيرانو وخافيير باستوري وايزيكييل لافيتزي. في المقابل، لن تكون تشيلي التي دونت اسمها في سجل الفائزين باللقب القاري لاول مرة في تاريخها بعد فشل 4 مرات في المباراة النهائية و99 عاما و36 مشاركة، خصما سهلا ولن ترضخ بسهولة في ظل احتفاظها بالتشكيلة ذاتها التي قادتها الى المجد القاري العام الماضي. والاختلاف الوحيد بالنسبة الى تشيلي عما كانت عليه الحال قبل عام يكمن في غياب مدربها الارجنتيني خورخي سامباولي الذي ترك منصبه، بيد ان الاتحاد المحلي ابقى على الادارة التقنية الارجنتينية وعين مواطنه خوان انطونيو بيتزي. وتعج التشكيلة التشيلية ايضا بالنجوم في مقدمتها نجم بايرن ميونيخ الالماني ارتورو فيدال ومهاجم ارسنال الانجليزي الكسيس سانشيز وحارس مرمى برشلونة كلاوديو برافو. وتميل الكفة لصالح الارجنتين في المواجهات المباشرة التي وصلت الى 87 مباراة في جميع البطولات، ففازت في 58 وتعادلت في 22 وخسر في 7 فقط. وبدأت المواجهات بين الطرفين في 27 ايار/مايو 1910 وفازت الارجنتين 3-1، وكانت آخر مواجهة في 24 مارس 2016 ضمن تصفيات اميركا الجنوبية المؤهلة الى نهائيات مونديال 2018 في روسيا، وفازت الارجنتين ايضا 2-1. وتلتقي هايتي مع بوليفيا التي تشارك للمرة الخامسة والعشرين واحرزت اللقب مرة واحدة عام 1963، في مباراة الهدف منها اثبات الذات وتلافي الوقوع في ذيل الترتيب في نهاية الدور الاول. ومهما يكن من امر وبعيدا عن المفاجآت التي تملأ لعبة كرة القدم، لا تبدو الارجنتين قلقة، وكذلك تشيلي في الدور الاول، وتبدأ الجدية بالنسبة الى ميسي وزملائه اعتبارا من ربع النهائي حيث سيواجهون الاوروغواي القوية بقيادة زميله في برشلونة لويس سواريز، او المكسيك.