أنهى فريق الدفاع الحسني الجديدي موسمه بهزيمة ثقيلة ومذلة أمام ضيفه أولمبيك خريبكة بحصة ثلاثة أهداف لواحد ، في مباراة ظهر فيها الدكاليون بوجه شاحب ولم يقووا على مجاراة إيقاع (لوصيكا) الذي نجح في استفاد من الأخطاء البدائية لحارس المرمى ومن ثمة حقق فوزا عريضا مكنه من ضمان مكانته بقسم الأضواء بعد موسم شاق وصعب للفوسفاطيين. فرضت الغيابات الاضطرارية والمؤثرة للعديد من الثوابت الأساسية للدفاع الحسني الجديدي على المدرب عبد الرحيم طاليب الاستنجاد بالبدلاء الذين تنقصهم التنافسية الكافية وكذا بعض لاعبي الأمل في قمة الفوسفاط ضد أولمبيك خريبكة التي كان ملعب العبدي بالجديدة مسرحا لها وشدت إليها أنظار المتتبعين الرياضيين ،نظرا للوضعية غير المطمئنة للوصيكا الذي كان يحتاج الى نقطة في هذا اللقاء على الأقل لتأمين بقائه بقسم الأضواء ، وقد كان فارس دكالة محروما من خدمات كل من قطبي الدفاع قاضي وأكردوم لجمعهما أربع انذارات، المهاجم الأسمراني نناح بداعي الاصابة والتيرمومتر عادل الحسناوي الذي توجه الأربعاء المنصرم الى مكةالمكرمة بترخيص من إدارة النادي لأداء مناسك العمرة ، إضافة إلى الحارس العسكري الذي تواصل غيابه عن الفريق الجديدي للمباراة الرابعة على التوالي وعوضه الشاب المهدي مفتاح الذي منحه طاليب فرصة إضافية لإثبات ذاته . رغم أن المحليين لم يكونوا معنيين أكثر بنتيجة اللقاء ، فإن أصدقاء حذراف كانوا مطالبين بالتعامل مع هاته المواجهة البالغة الحساسية بالجدية المطلوبة للحفاظ على روح المنافسة الشريفة وتفنيد كل الاشاعات التي كانت تروج حول احتمال تقديم الدفاع خدمة للأولمبيك ، خاصة وأنهما يتقاسمان نفس المحتضن الرسمي الذي يضخ في خزينتهما سنويا أكثر من مليار ونصف . ميدانيا ، دخل الفريقان مباشرة في أجواء المباراة ، وحاول كل طرف منذ البداية فرض أسلوبه والقيام بمحاولات هجومية سعيا وراء إحراز هدف السبق ، وقد كان الفريق الزائر هو أكثر إصرارا على بلوغ مرمى المحليين ، وهو ما تأتى له في الدقيقة 11 إثر مرتد سريع توجه لاعب خط الوسط محمد عسكري بهدف التفوق لفريقه ، رد فعل أصحاب الأرض كان خجولا ومحتشما ، في حين واصل الأولمبيك ضغطه على معترك الجديديين لمضاعفة الحصة وتامين نتيجة الفوز ، ولأن شهية الخريبكيين كانت مفتوحة ، فقد تمكن المهاجم أمين تيغازوي في حدود الدقيقة 24 من ضربة خطأ مباشرة يسكن الكرة في الزاوية الثانية مانحا الهدف الثاني ل ((لوصيكا)) مستغلا سوء تموضع الحارس مفتاح الذي ظهر عليه ارتباك واضح في هذا اللقاء ، مما أثار فورة غضب كبرى في المدرجات ، حيث طالبت الجماهير الدكالية إدارة النادي بالبحث عن حارس متمرس يؤمن شباك الدفاع مستقبلا بعد نهاية عقد العسكري الذي تلقى عرضين من أولمبيك خريبكة وشباب الريف الحسيمي . خلال الفصل الثاني من المباراة ، حاول فارس دكالة تنظيم صفوفه والاندفاع بقوة نحو معترك الزوار للعودة في النتيجة ، حيث أتيحت فرص واضحة للدفاع لتذليل الفارق ، إلا أن هاته المحاولات ضاعت ببشاعة ، هذا الاندفاع العشوائي للمحليين استغله على نحو جيد الأولمبيك ، إذ تمكن تيبركانين في الدقيقة 53 من مرتد خاطف من توقيع الهدف الثالث من تسديدة قوية بالرجل اليسرى لم تترك أي حظ للحارس الجديدي مفتاح ، ومن ثمة وضع الخريبكيون الدكاليون في موقف حرج ، حيث صبت الجماهير المحلية جام غضبها على اللاعبين الذين حاولوا جاهدين التخلص من حالة الاستعصاء ، وهو ما تأتى لهم في الدقيقة 69 بعدما نجح السينغالي ممادو نيانغ في تسجيل الهدف الأول للدفاع الذي سعى جاهدا إلى إضافة أهداف أخرى ، حيث أتيحت لمهاجميه فرص عديدة للتسجيل لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب ، ومع توالي الدقائق عمد المدرب الدكالي طاليب إلى اقحام ثلاثة لاعبين من فئة الأمل لمنحهم فرصة الاستئناس بأجواء الكبار وإنعاش جبهة الهجوم ، ورغم الضغط شبه الكلي للدفاع الجديدي وتسيده للمباراة ، إلا أن هذا المجهود لم يترجم إلى أهداف ، لينتهي هذا اللقاء بفوز كبير بحصة (3-1) لأولمبيك خريبكة الذي أمن بقاءه بقسم الكبار ، في حين أنهى الدفاع موسمه بهزيمة ثقيلة خلفت ردود فعل قوية داخل الأوساط الدكالية .